كيف استطاعت دلال عبد العزيز أن تكون رمزًا لكل نساء وأمهات مصر الطيبات؟

السبت، 07 أغسطس 2021 01:38 م
كيف استطاعت دلال عبد العزيز أن تكون رمزًا لكل نساء وأمهات مصر الطيبات؟ دلال عبدالعزيز
كتبت زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحلت الفنانة الكبيرة المحبوبة دلال عبد العزيز بعد صراع مع المرض استمر لما يقرب من 100 يوم، لتلحق بحبيب عمرها وشريك حياتها الفنان الكبير سمير غانم بعد أقل من 80 يومًا من رحيله، وخلال مشوار حياتها استطاعت النجمة الكبيرة أن تحتل مكانة في القلوب لم يصل إليها سواها من الفنانات وأن يشعر كل مواطن بأنها قريبته أو أخته أو والدته، أو أحد أفراد أسرته، وليس مجرد فنانة ذات موهبة كبيرة فقط. 
 
كان يكفى أن ترى وجه دلال عبدالعزيز فتستدعى كل مرادفات الإبداع والجدعنة والإنسانية والصدق والأخلاق الراقية والصداقة الوفية.
 
لم تكن دلال عبدالعزيز بالنسبة للملايين مجرد فنانة موهوبة ومبدعة فقط، ففضلاً عن موهبتها الفنية الجبارة والمتفردة، كنا حين ننظر إلى وجهها نرى خفة ظل وصدق وحنان ووفاء وجدعنة كل الأمهات المصريات.
 
كانت دلال عبدالعزيز من الأشخاص الذين يمثلون صمام الأمان لكل من يعرفهم، تراهم إلى جوارك فى أوقات الشدة مهما كانت الظروف، لا يبحثون كغيرهم عن ذرائع وأعذار للغياب، يتذكرونك إذا نسيك الجميع، يحفظون الود مهما تغيرت أحوالك وأصابتك تقلبات الزمن والحياة، وجوههم الطيبة وحضورهم الصادق المحب بلا نفاق أو رياء هو آخر ما تبقى من خير الدنيا وأمانها، وهكذا كان وجهها المحب الصادق الذى لا يغيب عن أصدقائه ولا يتحجج بأعذار مهما كانت الظروف.
 
لم تغب دلال عبدالعزيز عن أى عزاء حتى فى أشد أوقات الذعر والخوف بعد انتشار فيروس كورونا، لم تكن تتأخر عن متابعة زميل أو صديق يمر بأزمة حتى وإن غاب لسنوات وهكذا فعلت مع الفنان الكبير جورج سيدهم، الذى ظلت تزوره وتسأل عنه وتحتفل بعيد ميلاده حتى رحل عن عالمنا بعد رحلة مرض طويلة، ورأينا كل معانى الصداقة والوفاء في قلقها ولهفتها على صديقتها رجاء الجداوى حين أصيبت  فيروس كورونا وتم احتجازها بالرعاية المركزة، وكيف كانت تتوسل إلى الله وتدعو لها بصدق وحب ودأب، وكيف رافقتها حتى أوصلتها إلى دار البقاء وحافظت على برها بعد وفاتها بختم القرآن أكثر من ثلاثين مرة ودعوة كل أصدقائهما لذلك.
 
دلال عبدالعزيز الحافظة للود والعهد والصداقة والتى ظلت تحفظ جميل جورج سيدهم حتى وفاته، وتعلن دائمًا أنه صاحب فضل عليها وأنه هو الذى قدمها على المسرح، وكان سببًا فى تعرفها على زوجها الفنان الكبير سمير غانم، وقليل من أهل الفن ما يشكرون ويذكرون من وقفوا إلى جوارهم فى بداياتهم.
 
دلال عبدالعزيز نموذج الزوجة الوفية والأم التى استطاعت بحكمة أن تعبر بأسرتها الفنية إلى بر الأمان وأن تربأ بها عما يجتاح الزيجات الفنية من تقلبات وأزمات، وأن تحافظ على حب عمرها الفنان الكبير سمير غانم ، أحبته فى صباها بعدما جمعتهما مسرحية أهلا يا دكتور، رغم تحذير عدد من زملائها، كما صرحت فى أكثر من لقاء، مؤكدة أن عددا من كبار الممثلين أكدوا لها أنه لا يفكر فى الزواج، ومنهم محمود مرسى، ومحمود المليجى، وجورج سيدهم، وعبدالمنعم مدبولى، لكنها لم تكذب قلبها الصادق، حتى تزوجا وأنجبا ابنتيهما دنيا وإيمى.
 
دلال عبدالعزيز التى استطاعت أن تبنى أسرة طيبة ناجحة مستقرة تلقائية وطبيعية وهو ما ظهر فى كل اللقاءات التى جمعتهم على الشاشة، فأحب الجمهور كل أفرادها واحترمهم وشعر أنهم منه، ولم ير من أى منهم ما قد يقلل من نظرة الجمهور للفنان، لذلك يختلف يشعر الجميع اليوم بحزن كبير وبأنه فقد أحد أفراد أسرته وليس مجرد فنانة أبدعت في عشرات الأدوار.
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة