من بين عقائد المصرى القديم منذ بدء التاريخ، عقيدة «الدماء النقية» التى تجرى فى الأوردة والشرايين لأجسادهم، وتصل إلى قمة النقاء عند الوصول لحكم مصر، فلا يمكن أن يجلس على عرش البلاد منذ الأسرة الأولى، من لا تجرى فى شرايينه وأوردته دماء مصرية ملكية خالصة، فلا بد أن الحاكم يكون من أب وأم من الأسرة الملكية.
تلك العقيدة مستمرة حتى الآن، وتظهر بوضوح شديد عند الترشح لتولى المناصب المهمة والحيوية، وأن من لا يتمتع بالجنسية المصرية الخالصة، الأب مصرى، والأم مصرية، وتجرى فى أوردتهم وشرايينهم الدماء المصرية الخالصة، لا يتولى منصبا مهما.
ولا يشعر أى مصرى بفخر وزهو لانتصار أو إنجاز أو ابتكار يتحقق لصالح الوطن إلا لو تحقق بأيدى أبناء مصر، من الذين تجرى فى أوردتهم وشرايينهم دماء مصرية نقية خالصة، ولم تسع مصر يوما أن تتفاخر بإنجاز أو انتصار، ما لم يتحقق بأيادى أبنائها، لذلك فإن فكرة التجنيس مثلما يحدث فى معظم بلاد الدنيا، لتمثيل الوطن فى المحافل الدولية، مرفوض، ولا يُسال له لعاب أى مصرى، مهما كانت درجة ثقافته ومنسوب وعيه.
من هذا المنطلق، فإن الإنجاز الأكبر من نوعه فى تاريخ مصر فى الألعاب الأولمبية التى استضافتها العاصمة اليابانية طوكيو، جاء بأيادى أبناء مصر من الذين تجرى فى أوردتهم وشرايينهم دماء مصرية خالصة، من بين معظم الدول المشاركة، لم يمثل مصر، لاعبة أو لاعبا واحدا فى أى لعبة من الألعاب، متجنس بالجنسية المصرية، وإنما الجميع من أبناء مصر.
وما حققه أبطالنا فى أولمبياد طوكيو، إنجاز تاريخى غير مسبوق، حصدوا الميداليات الذهب والفضة والبرونز، بلغ عددها 6 ميداليات، ذهبية وفضية، وأربعة برونز، وهو الرقم الذى لم يتحقق من قبل، وكان بإمكان البعثة تحقيق ما هو أكثر فى لعبات مختلفة، لولا سوء التوفيق. ويكفى أن مصر لم تحصد ميدالية ذهبية منذ أولمبياد أثينا 2004 والتى حصدت مصر حينها 5 ميداليات من بينها ذهبية وفضية وثلاثة برونز، بينما لم تحصد فى أولمبياد لوس انجلوس 1984 سوى ميدالية برونزية واحدة، وفى أولمبياد بكين 2008 لم تحصد مصر سوى ميدالية برونزية واحدة، أيضًا.
لذلك وفى ظل الظروف الصعبة ومنها انتشار فيروس كورونا، والتطور والاهتمام المذهل للرياضة العالمية فى مختلف اللعبات، تكتسب حصد أبطال مصر 6 ميداليات متنوعة، أهمية بالغة، ويعد إنجازا كبيرا بمعنى الكلمة، ويؤكد مدى التطور الذى تشهده الرياضة المصرية، والاهتمام الكبير الذى توليه الدولة حاليًا بالرياضة، فى مختلف اللعبات.
نحن لا ندين ولا نعترض على أى دولة تجنس ما تشاء لتمثيلها واللعب باسمها فى أى محفل رياضى إقليمى كان أو عالمى، نحن فقد نشيد بوطننا، وعظمته فى إنجاب الأبطال، لتمثيله بكل شرف وإباء ويحصدون الألقاب والبطولات والميداليات، فى المحافل الكبرى فى كل المجالات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة