انتهت أمس الخميس، بكلية الإعلام جامعة القاهرة فعاليات الدورة التدريبية الاولي التي نظمتها الكلية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان الالمانية بعنوان "الاخبار الزائفة والتضليل الاعلامي'تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة ورئاسة الدكتورة هويدا مصطفي عميدة الكلية وبتنسيق الدكتورة ليلي عبد المجيد المدير الاكاديمي لوحدة الجودة بالكلية.
وتضمنت فعاليات اليوم الثالث لها محاضرة نقاشية للدكتور سامي طايع الاستاذ بكلية الإعلام حول 'نماذج وتجارب عالمية واقليمية في مواجهة الاخبار الزائفة 'حيث اكد علي ان وسائل الاعلام هي المحرك والمصدر الاساسي لبث خطاب الكراهية بين المجموعات داخل الدولة الواحدة وبين الشعوب المختلفة لانها احيانا تقدم المضامين الاعلامية بشكل متحيز.
وأضاف أن هذا الخطاب زاد مع انتشار وسائل الاعلام الجديدة وهو خطاب يقوم علي الاستقطاب والتقليل أو الترهيب من الطرف الآخر ويعتمد في لغته علي التشويه والتعبيرات غير اللائقة ونشر الأخبار والمعلومات الكاذبة والمغلوطة والخاطئة والمضللة التي يتم تقديمها علي أنها أخبار غالبا ما يكون هدفها الأضرار بسمعة شخص أو كيان أو جني الأموال من خلال عائدات الإعلانات.
وأكد طايع أن هناك توجه عالمي لتنظيم مبادرات لنشر الثقافة الاعلامية ومواجهة خطاب الكراهية ومن ذلك مبادرة اليونسكو لتعليم صغار السن الطريقة التي يجب أن يتعاملون بها مع وسائل الاعلام وتحليل كل ما يتعرضون له وبدأ تطبيقها العام الماضي في الأردن علي طلاب التعليم الأساسى وتمنى أن يحدث ذلك في مصر مستشهدا باهتمام العديد من دول العالم بذلك مثل كندا وفنلندا.
وقدمت الدكتورة ليلي عبد المجيد الأستاذ بالكلية محاضرة نقاشية حول"طرق مواجهة الاخبار الزائفة قانونيا واجتماعيا وإعلاميا وإلكترونيا حيث أشارت إلي مفهوم الأخبار الزائفة وأنواعها مؤكدة أن هذه الأخبار تهدف للانتشار المتعمد للتضليل عبر وسائل الإعلام التقليدية ووسائل الإعلام الرقمية وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت أن من ذلك العناوين المثيرة والتلاعب بالمحتوي والمضامين الملفقة وانتحال صفة مصادر حقيقية والربط الخاطئ والسخرية فضلا عن الاخبار المزيفة والاخبار المضللة والا خبار المتحيزة موضحة أن هناك عوامل تساعد علي انتشارالاخبار الزائفة منها جاذبية المعلومات والاخبار الزائفة وتطوير ادوات تزييف الاخبار واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وصعوبة التحقق في كثير من الأحيان من مصداقية المعلومات عبر الإعلام الرقمي وعدم قدرة بعض المتلقين علي البحث والتحري وإعادة ارسال الاخبار المزيفة بكثافة بين المستخدمين
وأشارت إلى بعض العوامل التي تساعد في المواجهة ومنها الرد السريع علي الاخبار الزائفة في نفس الوسائل التي يستخدمهاالمروجون لها وتطويرالمعرفة والثقافة الاعلامية والمعلوماتية ووجود بيئة اعلامية شفافة ومواجهة انخفاض مستويات ثقة الجمهور بوسائل الاعلام التقليدية وسن القوانين والالتزام بمواثيق الشرف ومدونات السلوك المهني ووبرامج التربية الاعلامية والرقمية الي جانب المواجهة الالكترونية والمواجهة الاعلامية والمواجهة المجتمعية الرسمية والشعبية وعدم الاكتفاء بتكذيب الاخبار المزيفة بل تقديم معلومات مفصلة وجديدة.
واشارت الي الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في مصر لمواجهة الاخبار الزائفة من خلال انشاء بعض المراكز والادارات لمحاربة الشائعات والاخبار الزائفة وتكذيبها والرد عليها وخاصة دور المركز الاعلامي بمركز المعلومات واتخاذ القرار بمجلس الوزراء وادارة مكافحة الشائعات والمعلومات الكاذبة بمكتب النائب العام وكذلك الصفحات والمواقع الالكترونية الرسمية للوزارات والجهات الحكومية.
وأشارت الي المبادرات العالمية الكثيرة ومنها مبادرات الا تحاد الاوروبي وشركات الانترنت كفيس بوك وتوتير وجوجل وواتساب ومبادرات المجتمع المدني والشباب وقدمت نماذج لها من اوروبا واسيا والدول العربية ومصر فضلا عن مبادرات وسائل الاعلام والصحفيين والاعلاميين انفسهم وجهودهم في هذا السياق ولكن تظل المواجهة ليست سهلة.
وأوضحت نماذج للمواجهة الالكترونية من خلال بعض التطبيقات التي تساعد في التحقق من صحة المعلومات والاخبار والصور والفيديوهات الي جانب بعض المواقع التي تم انشاؤها للمساعدة فى كشف الاخبار الكاذبة والتضليل.
واضافت ان القانون وحده لا يكفي في المواجهة مؤكدة علي اهمية الوعي وضرورة بذل المزيد من الجهود لتوعية المواطنين وتدريب الصحفيين والاعلاميين علي معايير واساليب وطرق التحقق من المعلومات ومصادرها والتأكد من صحتها والتحقق من معلومات الموقع والصور.
وتحدث في ختام فاعليات البرنامج التدريبي خالد البرماوي الخبير المعلوماتي من خلال عرض وتدريب علي اليات مواجهة الاخبار الزائفة :الشك وفك بنية التضليل حيث أكد أن التفكير النقدي اول طريق للكشف عن بنية التضليل الاعلامي موضحا ان العاطفة تحد من العقلية النقدية وتجعلها متحيزة لبعض الاراء والاتجاهات مضيفا ان المضامين السياسية والترفيهية والخدمية هي اكثر انواع المضامين التي تتعرض للتضليل بينما المضامين الرياضية والاقتصادية هي الاقل مؤكدا ان المراحل الاخيرة من تطور الخلل المعلوماتي بدات عام 2016 بعد الدعوة لاجراء استفتاء بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وشهد عام 2020 تطورا كبيرا في هذا الخلل بعد انتشار فيروس كورونا المستجد حيث انتشرت الاخبار المفبركة وبدأت في الظهور علي السطح بقوة.
وقدم تدريبا علي الطرق التي تساعد الصحفيين علي تجنب الخلل المعلوماتي ومنها الشك والسؤال والتحقق والتوثيق وفهم السياق والخلفية.
وفى ختام الدورة تم تكريم الاعلاميين المشاركين وتوزيع الشهادات من جانب الدكتورة هويدا مصطفي عميدة الكلية وهاني عبد الملاك مدير مكتب مصر بمؤسسة فريدريش ناومان .
وعبرت الدكتورة هويدا عن سعادتها بالتفاعل الذي حدث بين المدربين والمتدربين مؤكدة علي اهتمام الكلية برفع وعي وثقافة الاعلاميين في اطار اجندتها للمشاركة والمسئولية المجتمعية التي تضعها علي عاتقها من خلال سعيها المستنر لعقد برتوكولات وشراكات مستمرة مع المؤسسات العامة والخاصة لخدمة الاعلام وتكوين جيل من الاعلانيين الواعين بمفاهيم التربية الاعلامية وقادرين علي تطبيق معايير مكافحة الاخبار الزائفة والتضليل الاعلامي وعلي وعي بخطورة انتشارها علي الامن القومي.
واشار أ. هاني عبد الملاك الي ان مؤسسة ناومان الالمانية بالتعا ون مع الكلية بصدد عقد ست دورات تدريبية اخري للاعلاميين والصحفيين للتصدي والحد من انتشار الاخبار الزائفة والتضليل الاعلامي خاصة بعد ما حققته هذه الدورة من نجاح ورجع صدي قوي لدي المتدربين من الصحفيين والاعلاميين
وكانت الدورة قد بدات يوم الثلاثاء الماضي وشارك في فاعلياتها في اليومين الاولين كل من ا.د هبة السمري وا.د.حنان يوسف وا.خالد البرماوي ود ياسر عبد العزيز والمهندس وليد حجاج وا.احمد عصمت
كما قام ا.د.محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة باستقبال المتدربين من الصحفيين والاعلاميين في نهاية اليوم الاول من الدورة برفقة ا.د.هويدا مصطفي عميدة الكلية وادار معهم حوارا ونقاشا استمر زهاء الساعة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة