صدر ديوان حزن في ضوء القمر وهو الأول للشاعر الكبير الراحل حمد الماغوط عن دار مجلة شعر في بيروت سنة 1959 وكان الماغوط حينها في الخامسة والعشرين إذ ولد سنة 1934 في محافظة حماة السورية وتحديدًا بمنطقة سلمية، لكن الديوان لم يكن أبدًا ديوان شاعر في الخامسة والعشرين يصدر أول دواوينه إذ كان من النضج بحيث بات أشهر دواوينه فيما بعد.
لنرى مثلا قصيدة الديوان الرئيسة وهي حزن في ضوء القمر فما الذى رآه محمد الماغوط في حزنه؟ يقول الماغوط:
أيها الربيعُ المقبلُ من عينيها
أيها الكناري المسافرُ في ضوء القمر
خذني إليها
قصيدةَ غرامٍ أو طعنةَ خنجر
فأنا متشرّد وجريح
أحبُّ المطر وأنين الأمواج البعيده
من أعماق النوم أستيقظ
لأفكر بركبة امرأة شهيةٍ رأيتها ذات يوم
لأعاقرَ الخمرة وأقرضَ الشعر
قل لحبيبتي ليلى
ذاتِ الفم السكران والقدمين الحريريتين
إنني مريضٌ ومشتاقٌ إليها
إنني ألمح آثار أقدام على قلبي .
القصيدة تعكس كل آيات التفرد لذلك فإن تعبير تغيير محمد الماغوط لجلد قصيدة النثر ليس مبالغة على الإطلاق فقد أخذ وحيدا قصيدة النثر إلى آفاق جديدة تعتمد على الصورة الشعرية بصفتها مركزا بعيدا عن ألاعيب البلاغة وطرق الكناية والوصف والمجاز.
وقد تلقى الماغوط تعليمه في سلمية ودمشق وكان فقره سبباً في تركه المدرسة في سن مبكرة،وعمل في الصحافة حيث كان من المؤسسين لجريدة تشرين كما عمل الماغوط رئيساً لتحرير مجلة الشرطة، احترف الأدب السياسي الساخر وألف العديد من المسرحيات الناقدة التي لعبت دوراً كبيراً في تطوير المسرح السياسي في الوطن العربي، كما كتب رواية وحيدة بعنوان الأرجوحة عام 1974 عن دار رياض الريس وأعادت دار المدى طبعها عام 2007 كما كتب الماغوط العديد من المسرحيات وقد توفي الكاتب الكبير في دمشق عام 2006.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة