تعقد الأمم المتحدة غدا الاثنين 13 سبتمبر مؤتمرا وزاريا كبيرا لجمع التبرعات بالمدينة السويسرية جنيف، بهدف تلبية الاحتياجات المتزايدة في أفغانستان، ومن المقرر أن يسافر أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إلى جنيف للمشاركة في المؤتمر.
يدعو المؤتمر إلى زيادة سريعة في التمويل حتى تستمر العملية الإنسانية المنقذة للحياة، كما سيدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق للتأكد من أن الأفغان سيستمرون في الحصول على الخدمات الأساسية التي يحتاجون إليها.
ووفق الأمم المتحدة تواجه أفغانستان كارثة إنسانية إذ إن ما يقرب من نصف سكانها البالغ عددهم 38 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات إنسانية ومن المتوقع أن يعاني ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد خلال الأشهر الاثني عشر القادمة، ومن جانبه أوضح منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان، رامز الأكبروف، إن الوضع الإنساني في البلاد "لا يزال متوترا للغاية".
مارتن جريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ قال ان المؤتمر يهدف إلى نداء عاجل إلى الحصول على أكثر من 600 مليون دولار لدعم حوالي 11 مليون شخص، حتى نهاية العام لافتا إلى أن النداء يمثل فرصة لعرض احتياجات الأفغان الماسة للدول الأعضاء لتعلن تعهداتها، بالشراكة مع الأمم المتحدة، بهدف تلبية تلك الاحتياجات.
و أعرب جريفيثس عن مدى الاهتمام الذي يوليه المجتمع الدولي بشأن دعم حقوق المرأة، وضرورة تقديم ضمانات تمكن وكالات المساعدة من العمل في البلاد.
وأعرب جريفيثس عن الأمل في تلقي تأكيدات خطية من نائب رئيس وزراء طالبان، بحلول يوم الاثنين، بأن وكالات الإغاثة وشركاءها سيتمكنون من العمل بحرية داخل أفغانستان ومن السيطرة الكاملة على إدارة عملياتها.
وقال جريفيثس إنه أثار قضيتين رئيسيتين، خلال لقائه مع قيادة طالبان، في زيارته الأخيرة إلى كابول، والتي ذهب إليها بناء على طلب من الأمين العام للأمم المتحدة.
القضية الأولى هي حقوق النساء والفتيات في العمل والتعليم وحرية التنقل؛ وهي توقعات أساسية طالب بها المتظاهرون السلميون، في المظاهرات التي اندلعت في جميع أنحاء أفغانستان، وتعرض المشاركون فيها إلى الضرب والجلد، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وشدد جريفيثس، على الحاجة إلى "إجراء المزيد من المناقشات في الأيام القادمة، في الأسابيع المقبلة" معهم حول كيفية ضمان استمرار انخراطهم مع المجتمع الدولي، في خضم المخاوف بشأن فقدان حقوق المرأة.
اجتماع منسق الاغاثة بالامم المتحدة مع طالبان
كما تحدث جريفيثس مع قادة طالبان حول الظروف اللازمة لعمل الوكالات الإنسانية، وقال إنه ناقش هذه القضايا، بصورة مستفيضة، مع نائب رئيس الوزراء، الملا بردار ومستشاريه، بما في ذلك سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني، وحرية الوكالات الإنسانية في توظيف من تشاء – رجالا ونساء - والتأكد من أن العمليات الإنسانية ستكون مستقلة وتحت سيطرة الوكالات نفسها.
وقال جريفيثس: "أكد الملا بردار، وهو أحد كبار قادة الحركة في هذه الإدارة الجديدة، بدعم المساحة الإنسانية التي تعمل فيها الوكالات. وأنه سيقوم بتحويل تلك الالتزامات الشفوية إلى تأكيدات مكتوبة. ونأمل أن نحصل منه على رسالة التأكيد هذه، بحلول يوم الاثنين، هنا في جنيف".
وسلط جريفيثس الضوء على الوضع المزري الذي يعيشه ملايين الأفغان حاليا، مشيرا إلى أن نصف الأطفال، دون سن الخامسة، يُعتقد أنهم معرضون لخطر سوء التغذية الحاد.
وأضاف جريفيثس " غالبية سكان البلاد بحاجة إلى مساعدة إنسانية، كان ذلك حتى قبل الأحداث الأخيرة. لذلك، قمنا بإعادة تقييم الاحتياجات الإنسانية، وأضفنا المزيد، بسبب الظروف الحالية، ونأمل الحصول، يوم الاثنين، على تعهدات والتزامات تسمح لنا بالمضي قدما".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة