أكد الدكتور شوقى علام -مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن تراث العلماء المعتبرين مليء بالنصوص والكتابات التى اهتمت بالنفس ومشاكلها، كالإمام أبى حامد الغزالى -رحمه الله- وغيره؛ ولذا فنحن فى حاجة ماسة لأن نرجع إلى هذا المزج الشديد بين العلوم الإنسانية النافعة، ولا ننعزل عنها بأى حال، ما دام هناك التزام بالضوابط.
جاء ذلك خلال مائدة مستديرة للحوار والمناقشة حول الوسواس القهرى مع عدد من أساتذة الطب النفسى، حيث أشار إلى أن اللجوء إلى المتخصصين وأهل العلم أمر حثت عليه الشريعة الإسلامية ودعت إليه، مؤكدة على دَور العلم والتخصص فى حياة الناس وصلاح المجتمعات، وهو من صميم تجديد الخطاب الدينى والإفتائي.
وشدد مفتى الجمهورية خلال اللقاء على ضرورة نشر الوعى المجتمعى فى قضية المرض النفسي، وأنه مثل غيره من الأمراض العضوية يحتاج إلى العلاج من خلال المتخصصين فى الطب النفسي.
وأكد أساتذة الطب النفسى، أن رجال الإفتاء لهم دَور كبير فى تثقيف المجتمع وتوعيته بأهمية الطب النفسي، وضرورة اللجوء إلى الأطباء عند الإصابة بالمرض النفسي، فضلًا عن أن هناك علاجًا دينيًّا للوسواس القهرى لا يقل أهمية عن العلاج المعرفى السلوكى أو الدوائي، وهو العلاج القائم على التعاليم الدينية السمحة الميسرة، لافتين النظر إلى حالات الوسواس القهري، الذى هو اضطراب نفسى له أسباب بيولوجية ونفسية واجتماعية، مشيرًا إلى أن تغيير المعتقدات الوسواسية التى لها علاقة بالدين صعب وليس بالأمر السهل؛ نتيجة تشكيل الظاهرة الدينية لحوالى 70% من وعى الإنسان.
وأوضح أساتذة الطب النفسى، أن الوسواس القهرى لا يمثل إلا نسبة بسيطة عند الناس لا تتعدى 3% من حالات الوساوس، ومن أشكالها التدين الوسواسي، ويتمثل فى إنجاز بعض الأعمال فى ساعات وأيام بدلًا من دقائق، وذلك من شأنه تعطيل حياة الإنسان، كالاستمرار فى الوضوء لمدة طويلة وإعادته للاطمئنان إلى صحته. أما السمات الوسواسية فهى كثيرة ولا تمثل خطرًا كبيرًا على صاحبها ما دامت لا تعوقه ولا تضره، فى حين هناك صفات وسواسية تتسم بالدقة المتناهية يقوم بها أصحاب الأعمال التى لها علاقة بالدقة، فهى محمودة ومرغوبة، مثل المدققين والمراجعين فى كافة المجالات كالتراث والجودة وغيرها من المجالات المعاصرة التى تتطلب قدرًا كبيرًا من الدقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة