نلقى الضوء على كتاب "الجذور التاريخية للشعوبية " لـ عبد العزيز الدورى، ويحتوى الكتاب صفحات من الماضى ولكن تبدو حية بتجارب الحاضر، كما أن تجارب الحاضر تتجلى اتجاهاتها بدراسة الماضى، من هنا كانت الضرورة لهذه الدراسة التى تناولت الجذور التاريخية للشعرية فى محاولة للإطلال على الماضى فى خطوة للعودة إلى جذور الأزمة التى تواجهها الأمة العربية بارتفاع الأصوات الداعية إلى نبذ التراث والاستهانة بالثقافة العربية وبالنهج على الوعى العربى وعلى مفهوم الأمة العربية حيث راح البعض يثير الفتن باسم العنصرية أو الإقليمية.
يقول الكتاب يبدو أن لهذه الحركة روافدها فى التاريخ العربى الإسلامى تلك الحركة ضد العربى والعربية كرستها الحركة الشعوبية التى بدأت فى الفترة الأموية الأخيرة، واندفعت بقوة فى العصر العباسى، وقد مثل جانباً من محاولات شعوب غير عربية لضرب السلطان العربى عن طريق الفكر والعقيدة، وهذه الدراسة عنت بتاريخ الحركة الشعوبية هذه، حيث تم إلقاء نظرة علمية نقدية على جذور الشعوبية فى المجتمع العربي، لأنه من خلال فهمها يمكن التوصل إلى فهم الشعوبية المعاصرة فى المجتمع العربي. وهدف الباحث الاستفادة من خبرة التاريخ والتأكيد على رسوخ الذات العربية وانتصارها لأنها أقوى جذوراً وأكثر رسوخاً وأكثر غنى وشمولاً.
إن تاريخ الأمة كلّ متصل مترابط، يكوّن سلسلة حلقات يؤدى بعضها إلى بعض، وهذا يوجب أن فهم حاضر الأمة يحتم دراسة الجذور وتفهم سيرة الأمة عبر العصور، ولكل أمة فتراتها الثورية التى تكشف لها عن تياراتها الخفية وجوانب القوة والضعف فيها، فإن توافرت لها الحيوية اجتازتها وهى أقوى وأثبت وأرسخ وأفدر على الحياة الكريمة.
ودراسة الشعوبية فى هذه الفترة من تاريخنا ضرورة ماسة تكشف لنا عن الخطر فى هذا العدو الذى وإن تبدل وتغيَّر فى اطوار التاريخ، واتخذ رداء الهجوم الأدبى والثقافى والتراثى والعنصرى واللغوى والدينى إلا أنه ظل العدو المتربص بالعرب ينتظر الثغرة فى صفوفهم أو استعداداتهم لينفذ منها ويقضى عليهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة