نشر موقع سكك حديد مصر وثيقة عقد إنشاء السكة الحديد المصرية، حيث تم توقيع اتفاق إنشاء أول خط سكة حديد بين القاهرة والإسكندرية، وكان ذلك فى الثاني عشر من يوليو من عام 1851، والذى شهد توقيع اتفاقية بين كل من ستيفان بك بالنيابة عن عباس باشا (عباس حلمى الأول) الحاكم المصرى آنذاك، وبين بورثويك بالنيابة عن روبرت استيفنسن، لإنشاء خط سكك حديدية يربط بين القاهرة والإسكندرية.
ويعتبر عبدالله الإنجليزى باشا أول من تولى إدارة مرفق السكة الحديد عبر تاريخها، وكان ذلك عام 1853.
صورة العقد
وفى عهد محمد على باشا، ظهرت الفكرة حين كان يعمل فى خدمته مهندس أسكتلندى هو (توماس جالواى)، والذى ألح على الباشا بمشروع خط حديدى يربط القاهرة بالسويس، عوضاً عن الطريق الصحراوى، لكن إلحاحه ووجه بالرفض، لأن الباشا كان مشغولاً فى بناء القناطر الخيرية فى سياق مشروعه الزراعى الكبير، كما أنه انزعج من ضخامة العمل والتكلفة وعدم التأكد من ربحيته.
وبعد أن يئس جالواى وصرف النظر عن الفكرة، ظهر فى المشهد رجل جديد دفع بنفس الفكرة، وهو روبرت ستيفنسون كما أخذ يروج لفكرة خط حديدى بين القاهرة والإسكندرية وفى ذهنه أن خطاً آخر سيتبعه بين القاهرة والسويس، وبعد وفاة إبراهيم باشا حاول روبرت التأثير على عباس باشا الذى كان نائباً عن جده محمد على الذى اعتزل الحكم لكبر سنه.
العقد باللغة الأجنبية
وبعد وفاة محمد على وتولى عباس باشا رأت بريطانيا الفرصة مواتية، فانتزعت موافقته على إنشاء خط سكة حديد يصل بين القاهرة والإسكندرية، حتى إن بريطانيا دفعت بقوة فى اتجاه تنفيذ المشروع قبل صدور الفرمان السلطانى، وأصدر عباس الأمر الذى جاء فيه: «حيث إنه تقرر إنشاء سكك حديدية بين مصر والإسكندرية ومباشرة العمل فيها ابتداءً من هذه السنة، فقد اقتضى فتح وإنشاء ثلاثة مكاتب، أحدها بالإسكندرية، والثانى بمصر، والثالث وسط هذا الطريق، لترتيب اللوازم الخاصة بهذا الخط وتعيين مدير ذى همة وكفاءة، لتسهيل وتشغيل مطالب المهندسين الذين حضروا من إنجلترا لنفس هذا الأمر.
وبدأ العمل فى المشروع فى 23 من سبتمبر عام 1852 وكان بروس الذى عين وكيلاً وقنصلاً عاماً لبريطانيا فى مصر فى 1853 يعتبر هذا الخط بلا قيمة ما لم يتم إنشاء خط القاهرة- السويس، وبالفعل نجح هو وستيفنسون فى إقناع عباس بالأمر غير أنه قبل الانتهاء من خط القاهرة- الإسكندرية.
قطار سكة حديد
وقبل البدء فى خط القاهرة السويس وتحديداً فى 14 من يوليو 1854 اغتيل عباس ليخلفه فى الحكم سعيد باشا الذى أوفى بالتزامات سلفه، وكان ما تم إنشاؤه من الخط عند مقتل عباس لا يتعدى سبعين ميلاً، فأصدر سعيد أوامره باستكمال الخط الأول والبدء فى الخط الثانى وإتمام بناء محطة القبارى.
وانتهت الخطوط فى عام 1855 مع إقامة كوبرى فوق فرع دمياط عند بنها عام 1856، وكوبرى كفر الزيات فى 1859، وبذلك أصبحت الرحلة بين الإسكندرية والقاهرة تستغرق 7 ساعات بدلاً من 42 ساعة.