أعلن التلفزيون الجزائرى، وفاة رئيس البلاد السابق عبد العزيز بوتفليقة عن عمر ناهز 84 عامًا.
الرئيس الجزائرى السابق
وبحسب تقارير جزائرية، تؤكد أن الرئيس الجزائرى السابق عقب التنحى من السلطة تحت ضغط الشارع، كان يعيش وحيداً فى عزلة تامة داخل منزله، المجهز بمعدات طبية فى زرالدة، قرب الجزائر العاصمة، لكن بعيداً جداً عن السلطة التى تعلق بها طويلاً.
الرئيس الجزائرى السابق عبدالعزيز بوتفليقة
فبعد أن فرض وجوده فى الحياة السياسية الجزائرية لعقود، اختفى تقريباً من العلن منذ إصابته بجلطة عام 2013، ولم يظهر بوتفليقة للعيان منذ أن أجبره الشارع على الاستقالة فى الثانى من أبريل 2019.
ومنذ تقاعده الإجباري، فتح القضاء الجزائرى عدداً كبيراً من التحقيقات فى قضايا فساد، ودان وسجن سياسيين سابقين ورجال أعمال مؤثرين.
الرئيس الجزائرى السابق عبدالعزيز بوتفليقة
وفى أبريل 2019، أخطر الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة رئيس المجلس الدستورى رسميًا، بإنهاء مهامه الرئاسية بعد صدور بيان عن رئيس أركان الجيش، أحمد قايد صالح، دعا فيه إلى التطبيق الفورى لمواد الدستور.
الرئيس الجزائرى السابق عبدالعزيز بوتفليقة
وكان الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة لفترة طويلة يوصف بأنه رجل المصالحة الوطنية الذى جلب السلم للجزائر بعد 10 سنوات من الحرب الأهلية حصدت قرابة 150 ألف شخص وخلفت خسائر بمليارات الدولارات.
"بوتف"، كما يحلو لمواطنيه تسميته، حقق رقما قياسيا فى سنوات الحكم، إذ كان قد انتخب أول مرة رئيسا فى 1999، وقدّم ملفه للترشح لولاية خامسة فى الانتخابات الرئاسية التى كان مقررا لها فى 18 أبريل 2019 ولكن تطورات الأحداث وإصرار الرفض الشعبى حال دون استكمال رغبة الرجل فى الاستمررا بالحكم رغم كل الوعود .
الرئيس الجزائرى السابق عبدالعزيز بوتفليقة
ولم يعد الرجل يظهر علنا إلا نادرا منذ تعرضه لجلطة دماغية فى 2013، أقعدته على كرسى متحرك وأفقدته القدرة على الكلام.
ولد عبد العزيز بوتفليقة فى الثانى من مارس 1937 فى وجدة (المغرب) فى أسرة تتحدر من تلمسان بشمال غرب الجزائر، وليس لديه أطفال.
انضم حين كان عمره 19 عاما إلى جيش التحرير الوطنى الذى كان يكافح الاستعمار الفرنسي.
الرئيس الجزائرى السابق
وعند استقلال الجزائر فى 1962، وكان عمره حينها فقط 25 عاما، تولى بوتفليقة منصب وزير الرياضة والسياحة قبل أن يتولى وزارة الخارجية حتى 1979.
فى 1965، أيد حركة هوارى بومدين الذى كان وزيرا للدفاع ومقربا منه، حين أطاح بالرئيس أحمد بن بلة.
بعد وفاة الرئيس هوارى بومدين سنة 1978، وتولى الشاذلى بن جديد رئاسة الجمهورية، بدأت متاعب بوتفليقة مع الحكم فى الجزائر.
فى سنة 1979، سحبت منه حقيبة الخارجية، وعين وزيرا للدولة دون حقيبة، فى سنة 1981، طرد من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، كما طرد هو وعائلته من الفيلا التابعة للدولة، التى كان يشغلها فى أعالى العاصمة الجزائرية، فى نفس السنة، غادر عبد العزيز بوتفليقة الجزائر، ولم يعد إليها إلا بعد 6 سنوات.
بعد فترة من المنفى فى دبى وجنيف، فاز بوتفليقة بدعم من الجيش، فى الانتخابات الرئاسية فى أبريل 1999 التى خاضها وحيدا بعد انسحاب 6 منافسين نددوا بما قالوا إنه تزوير.
وكانت الجزائر حينها فى أوج الحرب الأهلية التى اندلعت فى 1992 ضد الإسلاميين. وخلفت تلك الحرب، بحسب حصيلة رسمية، نحو 200 ألف قتيل.
فى سبتمبر 1999، صوت الجزائريون بكثافة فى استفتاء على قانون عفو عن المسلحين الإسلاميين الذين لم يقترفوا جرائم قتل أو اغتصاب وقبلوا بتسليم أسلحتهم. وأعقب ذلك استسلام آلاف الإسلاميين. فى 2005، أُجرى استفتاء جديد يعفو عن ممارسات قوات الأمن أثناء الحرب الأهلية.
فى 6 فبراير 2019، أفادت وسائل إعلام سويسرية، أن بوتفليقة يعانى من مشاكل حرجة فى الجهاز التنفسى ويعانى من ضعف فى رد فعل الجهاز العصبي، ولا زال فى المستشفى الجامعى بجنيڤ.
فى 11 مارس، أعلن بوتفليقة عدم ترشحه لولاية خامسة، وتأجيل الانتخابات الرئاسية التى كانت مقررة يوم 18 أبريل 2019، كما أعلن فى رسالة إلى الشعب الجزائرى عن إجراء تعديلات جمة على تشكيلة الحكومة وتنظيم الاستحقاق الرئاسى عقب الندوة الوطنية المستقلة تحت إشراف حصرى للجنة انتخابية وطنية مستقلة.
فى 25 مارس 2019، دعا نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الجزائري، أحمد قايد صالح، إلى اللجوء إلى المادة 102 من الدستور المتعلقة بشغور منصب رئيس الجمهورية.
وتنص المادة 102 على أنه: "إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستورى وجوباً، وبعد أن يتثبت من حقيقة هذا المانع بكلّ الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التّصريح بثبوت المانع". وكان صالح قال إن الجيش والشعب لديهما رؤية واحدة للمستقبل، فيما يعد إشارة إلى أن الجيش يدعم المتظاهرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة