لا يغيب الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب عن الساحة السياسية كثيرا هذه الأيام، بل يقتحم وبقوة السباقات الانتخابية التمهيدية للجمهوريين، ويرجح كفة أحدهم أمام آخر بإعلان تأييده له، فى الوقت الذى تؤكد فيه استطلاعات الرأى شعبيته بين القاعدة الشعبية للحزب.
حيث قالت مجلة بولتيكو إن ترامب يؤيد مرشحين فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى بمستوى لم يسمح بع من قبل عن مشاركة الرؤساء السابقين فى الآونة الأخيرة.
وأشارت المجلة إلى أن ما يلفت الانتباه فى اختيارات ترامب، ليس فقط اتساع نطاقها، حيث أيد ما يقرب من 24 مرشحا حتى الآن فى 23 ولاية، وإنها جودتها العشوائية على ما يبدو. والأمر الأكثر غرابة هو أن الأهداف السياسية للزعيم الفعلى للحزب الجمهورى ليست متوافقة بالضرورة مع حزبه، وفى بعض الأحيان يكونون على خلاف هائل.
ورأت المجلة أن ما يجمع كل التأييدات التى أعلنها عنها ترامب هى عادته فى مكافأة الحلفاء ومعاقبة الأعداء. وحتى الآن، وعلى المستوى الوطنى الأمريكى أيد ترامب منافسية لأربعة من شاغلى المنصب الجمهوريين فى مجلس النواب، وأحد أعضا مجلس الشيوخ، الذين صوتوا جميعا لصالح عزله.
وفيما يتعلق بالسباقات المحلية وعلى المستوى الولايات، فإن موافقة ترامب مرتبطة غالبا بشكل أو بآخر بجهوده الفاشلة فى قلب نتيجة الانتخابات.
وبالنسبة لبعض الجمهوريين، فإن محاولات ترامب لإسقاط شاغلى المنصب الجمهوريين فى السباقات الفيدرالية وعلى مستوى الولايات تتعارض مع مصالح الحزب فى الانتخابات النصفية التى لا يفصل الجمهوريين فيها الكثير عن استعادة السيطرة على الكونجرس. وفى حين أن الحزب يركز على انتخابات نوفمبر 2022، فإن اهتمام ترامب منصب على موسم السباق التمهيدى . وقال حاكم ولاية جورجيا الجمهورى جيوف دونكان، المنتقد لترامب والذى لا يترشح لإعادة انتخابه، إن الرئيس السابق يواصل زيادة الفوضى فى الحزب، مضيفا أن يربح الناخب الجمهورى العادر. وقال إن المسالة الوحيدة التى تبدو مهمة عندما يحدد ترامب من سيدعمه هو ما إذا كان هذا الشخص مؤيد لنظريه عن تزوير الانتخابات.
يأتى هذا فى الوقت الذى وجد فيه استطلاع أجرته شبكة سى إن إن الأمريكية، ونشرت نتائجه هذا الأسبوع، أن أغلب الجمهوريين يريدون أن يظل ترامب زعيما للحزب، لكنها أشارت إلى أن الآراء المختلفة عن دور ترامب فى الحزب وقوته كمرشح رئاسى مستقبلى تشير إلى انقسامات داخل الحزب الجمهورى.
ووفقا للاستطلاع، قال الجمهوريون والذين يميلون للجمهوريين بنسبة 63% إلى 37% أن ترامب ينبغى أن يكون زعيم الحزب، إلا أنهم ينقسمون حول ما إذا كان عودته للترشح فى انتخابات 2024 سيتكون ميزة، حيث قال 51% إن الجمهوريين لديهم فرصة أفضل لاستعادة الرئاسة لو أن ترامب هو المرشح، بينما قال 49% إن الحزب سيكون فرصه أفضل مع مرشح مختلف.
وقالت "سى إن إن" إن هذا مشهد مختلف تماما عما كان عليه الحال فى عام 2019 عندما قال أكثر من ثلاثة أرباع الجمهوريين أن حزبهم لديه فرصة أفضل فى 2020 مع ترشح ترامب عما كان ليكون عليه الحال حال وجود مرشح مختلف.
ولفتت "سى إن إن" إلى أن دعم ترامب ليس موزعا بالتساوى عبر الحزب، حيث يعتقد 69% من الجمهوريين غير الحاصلين على درجة جامعية إن ترامب ينبغى أن يكون رئيس الحزب، مقارنة بـ 49% لم يحصلون على درجة جامعية. وقالت أغلبية 72% من المحافظين إن ترامب ينبغى أن يكون رئيس الحزب مقارنة بـ 49% بين الكتلة الأصغر من المعتدلين فى الحزب، ويريد 71% من الذين يعرفون أنفسهم كجمهوريين أن يقود ترامب الحزب مقارنة بنسبة 51% من المستقلين الذين يميلون للجمهوريين.
ويعتبر أغلب الجمهوريين أن دعم ترامب ومزاعمه بشأن تزوير الانتخابات جزءا هاما من هويتهم الحزبية إلى جانب دعم المبادئ المحافظة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة