نحتاج دوما للتعبير عن آمالنا ومشاعرنا بلغة واضحة ولأناس نفهمهم ويفهمونا، فطرق التعبير كثيرة بين صمت وهمهمات وكلمة منطوقة ومكتوبة، والرسم أحد طرق التعبير هذه وأكثرها رقيا، فهو بمثابة متنفس لكل فنان عن أحلامه ومكنوناته، فبريشة وألوان يستطيع الرسام أن ينثر أفكاره ومشاعره المكبوتة فى لوحة ما من خلال الظلال والألوان، ويخطف قلوبنا وأنظارنا نحو ما جسده من ملامح للحياة وإبداع فكرى فى لوحة فنية خلاقة وواقعية بتفاصيل تبعث برسائل تضج بالأحاسيس المعبرة.
موهبته وشغفه نحو التميز والاختلاف كان وراء تطويره لنفسه ليكون صاحب بصمة إبداعية بين أقرانه من الفنانين، فهو شاب طمح فى التفوق والنجاح من خلال فن الرسم، الذى مثل له السبيل الوحيد للتعبير عن خواطره ومكنوناته الإبداعية، أحمد حسن شاب من قرية مبارك بمركز بنى عبيد بالدقهلية ولد بموهبة فذة فى الرسم، وصقل هذه الموهبة بالتدريب والتعليم والممارسة، حتى برع وتميز بفنه، حصل على دبلوم زراعة، ولكن حبه لفن الرسم كان سببا فى التحاقه بمعهد للديكور ليطور من موهبته ويحقق حلمه فى أن يكون فنانا تشكيليا مشهورا.
وقال أحمد لـ"اليوم السابع"، إن بداية علمه بامتلاكه لموهبة الرسم كانت فى عمر السادسة، عندما رسم شجرة على حائط غرفته وأعجبت بها أخته، فبدأت تدعمه وتوفر له كافة مستلزمات الرسم من دفاتر وألوان حتى يعبر عن إبداعه ولمساته الفنية.
وأضاف، أن معلميه فى المدرسة كانوا يهتمون برسوماته الفنية ويطلبون منه رسم لوحات فنية عديدة تشجيعا وإيماننا منهم بموهبته، فبدأ برسم لوحة فنية عن النظافة بالرصاص ليحصل بعدها على شهرة واسعة فى نطاق مدرسته بموهبته الإبداعية، مشيرا إلى أن المدرسة قدمت له فرصا عديدة برز من خلالها موهبته وإبداعه الفني.
وقال أحمد، أن موهبته بدأت تتطور أكثر وتظهر ملامحها بموضوع مع التحاقه بالدبلوم، حيث رسم لوحة فنية لمدير المدرسة نالت إعجاب وإشادة الجميع، مشيرا إلى أنه مع مرور الوقت بدأ يطور من نفسه فى الرسم بالتجربة والتدريب الذاتى حتى بدأ يشعر كل من حوله بأنه يمتلك طاقة فنية كبيرة تستحق التطوير والاهتمام.
وأشار إلى أنه رسم العديد من اللوحات والبورتريهات الفنية للعديد من المشاهير كان أهمهم لاعب كرة القدم محمد صلاح، والفنان اسماعيل ياسين، حيث كانا سببا فى فوزه بالمركز الأول فى مسابقة فنية بمدينة المنصورة، حتى ازدادت شهرته وبدأ يعرفه الكثيرون ويطلبون منه رسم بورتريهات لهم.
وقال أحمد، إنه كان يطمح دوما فى التميز والاختلاف، وأن يقدم فنا مختلفا عن غيره من الرسامين، ولذلك كان يطور من نفسه وقدراته الفنية، حيث بدأ الرسم بالرصاص ثم طور من نفسه ليرسم بالفحم والعسل وملح الطعام.
"فى يوم شوفت فيديو لشخص بيرسم بالملح فقولت لنفسى ليه مكونش مميز ومبدع زيهم واعمل حاجة مختلفة".. هكذا عبر أحمد عن بداية رسمه للوحات فنية بملح الطعام، فيقول أن الجميع يرسم بالرصاص والألوان والأدوات التقليدية الأخرى وكان من الضرورى عليه أن يتميز ويواكب التطور الفنى الذى شهده العالم فى مجال فن الرسم.
وقال، إنه حاول مرارا وتكرارا بالتجربة لأكثر من مرة رسم رسومات بالملح مستشهدا بعدد من الفيديوهات لرسامين أجانب، محاولا تعلم أسلوب الرسم بالملح والتفوق فيه، فبدأ برسم جمجمة بالملح على لوحة سوداء، وقام بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعى، ليتفاجأ بأنها نالت إعجاب وإشادة الجميع، وكان ذلك حافزا له ليطور من نفسه أكثر فى الرسم بالملح، لتتوالى بعدها رسوماته بالملح، فرسم الجوكر والفنانة أم كلثوم والمسجد الأقصى وفى كل مرة كان يزداد إعجاب متابعيه برسوماته، مشيرا إلى أنه اليوم أصبح متمكنا وقادرا على رسم أى شخصية بملح الطعام.
وقال أحمد، إنه كان يهدف من تطوير نفسه بالرسم بالملح، أم يثبت للجميع أن مصر لديها مواهب فنية فذة، قادرة على الإبداع والتميز.
وعن رسمه بالفحم قال أحمد، أنه يحاول من خلال الفحم أن يبرز تفاصيل دقيقة بالشخصية التى يرسمها ليجعل منها لوحة فنية واقعية وأقرب للحقيقة.
"الرسم بيعبر عن أحلامى وآمالى ويعطينى طاقة إيجابية".. هكذا عبر أحمد عن مدى حبه لفن الرسم، فيعتبره وسيلة تبعث بالأمل والتفاؤل والحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة