لم تكن تتخيل يوماَ أنها سترى الموت بأم عينها.. هذا ما حدث مع المجني عليها "شيرين. م"، 21 سنة، متزوجة، بعد أن قامت عائلة كاملة مكونة من 5 أفراد بإلقائها من الطابق الخامس بمنطقة البساتين، عقب انتهائهم من حفلة تعذيب دامت ساعات، صاحبها تهديد بالاغتصاب، لانتزاع اعتراف منها بسرقة مبلغ مالي كبير من شقتهم.
تلك الواقعة البشعة بدأت باستقدام تلك العائلة، الفتاة "شيرين. م"، 21 سنة، للعمل كخادمة في شقتهم، واستمر الحال لعدة شهور تبين فيه أمانة الخادمة، إلا أن الشقة تعرضت لسرقة مبالغ مالية – بحسب تلك العائلة – وقررت العائلة عدم تحرير محضر ضد "الخادمة" واستجوابها بعيداَ عن الأجهزة الأمنية بعد أن وجهوا لها تهمة السرقة.
عائلة كاملة متورطة في القاء خادمتهم من الدور الخامس
في تلك الأثناء – اتصل أفراد العائلة المكونة من 5 أشخاص وهم الزوج مالك الشقة وزوجته ونجله ونجلته وشخص أخر صديق العائلة بـ"الخادمة" وطلبوا منها الحضور - يوم الخميس - بدلا من السبت لمساعدتهم في تحضير "عزومة" عائلية، وبالفعل ذهبت إليهم حاملة البراءة لتلبية طلبهم، إلا أنهم احتجزوها في إحدى الغرف بالمنزل، وبدأوا عملية استجوابها عن مكان المبالغ المسروقة، فلما نفت علاقتها بالمسروقات، بدأوا حفلة التعذيب والتعدي عليها بالضرب والسب والترهيب والتهديد بحسب أقوال المتهمين بالتحقيقات وتحريات المباحث، وذلك في القضية رقم 7649 لسنة 2021 إداري البساتين.
حفلة الشيطان تلك انتهت بإلقاء المجني عليها – الخادمة شيرين - من الطابق الخامس، إلا أن أفراد العائلة أنكروا محاولة قتلها، وذلك في محاولة للهروب من توجيه النيابة العامة تهمة الشروع في القتل والتعذيب، وقرروا خلال التحقيقات أنهم احتجزوا المجني عليها بالغرفة لساعات وأغلقوها عليها بالأقفال لإجبارها على الاعتراف ثم سمعوا صوت صرخات، وفوجئوا بأنها ألقت نفسها من الطابق الخامس دون تدخل منهم، وأنهم على يقين أن المجني عليها هي من سرقة المبالغ المالية لكونها خادمة، ولم يبلغوا عن واقعة السرقة أربعة أيام وقرروا تدبير تلك الخطة الشيطانية.
نص التقرير الطبي: نزيف بالبطن وكسور بالحوض ونزيف بمجرى البول وكسور بالعمود الفقري
وجاء بالتقرير الطبي الذى يؤكد أن المجنى عليها "الخادمة" بين الحياة والموت، والصادر من إحدى المستشفيات أن المجني عليها، تبلغ من العمر 21 عامًا، ومصابة باشتباه نزيف بالبطن وكسور بالحوض ونزيف بمجرى البول وكسور بالعمود الفقري وكسر بالقدم اليسرى ادعاء سقوط من علو، وأن الضحية حالتها الصحية سيئة ولا يمكن استجوابها بشأن إصاباتها، ووصفتها النيابة العامة وقيدتها بشروع في قتل المجني عليها وهي في حالة خطرة ما بين الحياة والموت.
من جانبه، قال على عاطف عطية، محامى المجنى عليها، إن التحريات توصلت لصحة واقعة التعدي والتعذيب والاحتجاز والسب والقذف، وحتى الآن لم يتم سماع شهادة السكان المتواجدين أو تفريغ الكاميرات، فقد طالبنا النيابة باستدعاء أحد الأشخاص لسؤاله حول الاعتداءات التي تعرضت لها المجنى عليها وإحالته لتوقيع الكشف الطبي عليه.