يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن فترة صعبة لرئاسته التي لم يكمل عامها الأول، خاصة بعد انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من أفغانستان، والذي انتقده أعضاء من الحزبين، وتسبب في دعوات جمهورية بعزل بايدن زادت حدتها بعد التفجير الانتحاري بالقرب من مطار كابول قبل ساعات من انتهاء المهلة المحدد للانسحاب، وقتل 13 جندي أمريكي وأصيب العشرات من المدنيين.
ووفقا لشبكة سي بي اس، صرح ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ بالكونجرس الأمريكي، أنه لن يكون هناك إجراءات عزل للرئيس جو بايدن فيما يتعلق بانسحاب القوات العسكرية من أفغانستان، مشيرا إلى أن الديموقراطيين يسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ ولن يسمحوا بتمرير مثل هذا الاقتراح.
وقال ماكونيل: "أعتقد أن الطريقة التي يتم بها التعامل مع الأمور في هذا البلد هي في صناديق الاقتراع .. لن تتم إقالة الرئيس من منصبه بمجلس ديمقراطي ومجلس شيوخ ديمقراطي.. ببساطة هذا لن يحدث."
وجاءت تصريحات مكونيل بعد نحو أسبوع من هجوم انتحاري خارج مطار كابول أسفر عن مقتل 13 من أفراد الخدمة الأمريكية وأكثر من 170 مدنيا ، وتبنى مسئوليته تنظيم داعش الإرهابي في خراسان.
ومنذ ذلك الحين، قال بعض الجمهوريين بمن فيهم سناتور تينيسي مارشا بلاكبيرن والسناتور عن ساوث كارولينا ليندسي جراهام ، إن الرئيس يجب أن يستقيل أو يواجه المساءلة.
ودافع بايدن عن قراره سحب القوات الأمريكية في خطاب القاه بالبيت الأبيض يوم الثلاثاء، بعد يوم من مغادرة آخر طائرات عسكرية أمريكية البلاد، إيذانا بختام أطول حرب للولايات المتحدة، كما أشاد بايدن بالجنود الذي تم نشرهم ، بمن فيهم 13 قتلوا في الضربة الإرهابية.
وقال بايدن خلال كلمته: "المحصلة النهائية هي أنه لا يوجد إخلاء من نهاية الحرب يمكنك خوضه بدون التعقيدات والتحديات والتهديدات التي نواجهها .. لا شيء".
وتأتي تعليقات ماكونيل في الوقت الذي يطالب فيه بعض الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ بإقالة بايدن أو يطالبونه بالاستقالة أو إقالته من منصبه بسبب الانسحاب الفاشل من أفغانستان.
في وقت سابق قدمت نائبة الكونجرس الأمريكى من الحزب الجمهورى، مارجورى تيلور جرين، إلى الكونجرس ثلاثة مشاريع قرار حول عزل الرئيس الأمريكى جو بايدن، وكتبت على حسابها في "تويتر": "نيابة عن الأمريكيين قدمت اليوم مشاريع لعزل جو بايدن بسبب عدم تنفيذه لواجباته في منصبه، فيما يخص الوضع في أفغانستان".
بدوره، قال السناتور ليندسي جراهام الأسبوع الماضي إنه يعتقد أنه يجب عزل بايدن كما تساءل السناتور ريك سكوت الذي يرأس ذراع حملة الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ ، عما إذا كان الوقت قد حان لاستدعاء التعديل الخامس والعشرين ، الذي يسمح لأغلبية أعضاء مجلس الوزراء أو الهيئة المعينة من قبل الكونجرس بإقالة رئيس.
وبعد أن قام الديمقراطيون بعزل ترامب مرتين، أولاً في عام 2020 بتهمة إساءة استخدام السلطة في تعاملاته مع أوكرانيا ومرة أخرى في عام 2021 للتحريض على التمرد بعد أن انتهكت حشد من مؤيديه مبنى الكابيتول، توقع استراتيجيو الحزب الجمهوري أنه من المرجح أن يواجه بايدن دعوات عزل إذا استطاع الجمهوريون استعادة السيطرة على المجلس العام المقبل.
وبدلاً من التطلع إلى عام 2023 ، أشار ماكونيل إلى انتخابات التجديد النصفي، حيث يشعر الجمهوريون بالتفاؤل المتزايد بشأن فرص الفوز بمجلس النواب أو مجلس الشيوخ، كفرصة لمحاسبة بايدن، قائلا: "بطاقة التقرير التي تحصل عليها كل عامين أعتقد أن الطريقة التي يتم بها تعديل هذه السلوكيات في هذا البلد هي في صناديق الاقتراع."
ولاستعادة مجلس النواب، يحتاج الجمهوريون إلى الحصول على عدد قليل من المقاعد ويحتاجون إلى ربح صافٍ بمقعد واحد فقط لقلب مجلس الشيوخ، وقال "أعتقد أنه من المحتمل أن نشهد نوع من رد الفعل في منتصف المدة لإدارة جديدة".
وبحسب التقرير، على الرغم من عدم رضا بعض الديموقراطيين عن عملية الانسحاب الا انهم انتقدوا الجمهوريين لتركيزهم على ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية متجاهلين 20 عاما من الإخفاقات.
وقال آدم سميث، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: "الفكرة القائلة بأن الأخطاء الوحيدة التي حدثت في أفغانستان هي ما فعله الرئيس بايدن خلال الأشهر الستة أو السبعة الماضية ليست صحيحة"، مضيفًا أنه يجب أن يكون هناك مناقشة حول سياسات استمرت 20 عامًا أوصلتنا إلى هذا المكان، وأضاف: "إذا نظرنا فقط إلى الشهرين الماضيين والقرارات الصعبة التي تم اتخاذها، فسنخفق في مهمتنا لفهم أفضل لكيفية منع ذلك في المستقبل ".