انطلقت صباح اليوم، أولى فعاليات حملة "بناء الوعي" والتي تأتي ضمن مبادرة "بناء الوعي 2021"، بالتعاون بين وزارتي الأوقاف والشباب والرياضة والمجلس الأعلى للإعلام، بأكاديمية الأوقاف الدولية، بحضور الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وقيادات وزارة الأوقاف وأئمة وواعظات الأوقاف من مصر والسودان المشاركين بالدورة التدريبية المشتركة الثانية لأئمة وواعظات مصر والسودان.
وبدأت الفعاليات بتلاوة آيات الذكر الحكيم، بصوت القارئ الشيخ محمود عبدالحكم.
ورحب الكاتب الصحفي كرم جبر، بالأشقاء السودانيين من الأئمة والواعظات، مضيفًا أن هناك عوامل تواصل كثيرة جدا يصعب حصرها تربط بين أبناء الشعبين فالعلاقات المصرية السودانية ممتدة منذ آلاف السنين ويربطها الدين والثقافة.
وأضاف أن حماية الأمن القومي في مصر والسودان مسئولية تقع على عاتق الأئمة وهي أمانة في أعناقهم، من خلال محاربة ومواجهة الأفكار المتطرفة الهدامة، موضحًا أن الأمن القومي السوداني والمصري لا ينفصلان، فالنيل يجري في عروقنا.
وأوضح أن قضية الوعي من أهم القضايا التي تمس الأمم، وخاصة أمتنا الإسلامية والعربية والمصرية، مضيفًا أن الوعي يأتي من خلال الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام، والمسلم الحق هو من تسكن داخله روح حب الحياة والجمال والسكينة، فتعاليم الدين الصحيحة تغرس في النفوس هذه المعاني الجميلة لأن المسلم الصحيح لا يرى في الحياة إلا القيم العليا والمعاني السامية فلا تراق الدماء، والدين الإسلامي ليس دين عنف او تطرف ولكن دين محبة وسلام وتقارب بين الشعوب، ورسالة الأديان السماوية حماية الحياة.
وأضاف أن علينا جميعا الاصطفاف حول الدولة المصرية والقيادة السياسية، ومواجهة الأفكار الهدامة والتي تحاول الجماعات المتطرفة زرعها بين أبناء الشعب، مثل العلاقة بين الأديان والاوطان لان البعض حاول تصوير أن هناك علاقة عكسية بين الأديان والاوطان وهذا المفهوم يجب إرجاعه إلى المفاهيم الإسلامية الصحيحة، والتأكيد على أن الأديان تحض على حب الأوطان والدفاع عنها والتضحية من أجلها.
وأوضح أنه من أخطر القضايا التي يجب مواجهتها بالوعي الصحيح، استغلال الأديان في إشعال الحروب والفتن، بعدما حاولت الجماعات الإرهابية ومازالت تحاول خلق حالة من العداء مع من يختلف معها، ونشر الأفكار السوداء بأن الانتماء لا يجب ألا يكون للوطن بل للخلافة لاستعادة الأمجاد الزائلة، وأشار إلى أنه لو فكرنا قليلًا فسنجد أن الأمجاد التي يريدون الوصول إليها هي أنقاض الأوطان، وخلال مظاهرات تلك الجماعات في سنة حكم الإخوان، شاهدنا الأطفال يتشحون بوشاح كتب عليه "مشروع شهيد"، لذلك كان ضروريًا أن تمتد يد الدولة لدور الحضانة والمدارس الدينية التي تعلم النشء العنف، بعيداً عن مقاصد الإسلام وتعاليمه.
وأكد أن مسألة احتواء الجميع تحت مظلة واحدة من أهم الأولويات، فلا تفرقة بسبب الدين، ويجب تصحيح النظرة الخاطئة لأصحاب الديانات الأخرى، لأننا في النهاية سنذهب إلى الله وهو من يحاسبنا، فالحفاظ على العلاقة الطيبة بين المسلمين والأقباط، باعتبار أن الجميع مصريون من أهم ضوابط الأمن القومي المصري، والدرس المستفاد من تجارب من حولنا هو أن سلامة الأوطان تستند على الاحتواء، وأوضح أنه قديماً حاول اللورد كرومر زرع الفتنة بين المصريين وفشل المستعمر وعاد إلى وطنه وقال لهم أني وجدت في مصر مصريين بعضهم يذهب إلى المساجد والآخرين إلى الكنائس.
وتابع أن دور الإعلام هو أن يعمل بقوة خلال الفترة المقبلة على دحض الشائعات التي تحاول الجماعة الإرهابية إطلاقها، فالرسالة لا بد أن تكون واضحة وأن المشروعات القومية والنهضة التنموية التي تحدث على أرض مصر تمكنها من الوقوف على قدميها واستعادة مكانتها، مضيقًا أن الإعلام هو حجر الزاوية في بناء الوعي، والمجتمعات تصح بالإعلام الصحيح الواعي، فالإعلام مرآة تعكس ما يدور في المجتمع بمصداقية وحيادية ويلعب دوراً كبيراً في رفع درجات الوعي الصحيح لدى الجمهور، ولا ينفصل عن أهداف الدولة لما له من تأثير كبير بما يجعله شريكًا أساسيًا في إحداث التغييرات المطلوبة، بشرح الحقائق وتزويد الرأي العام بالمعلومات بدلاً من الشائعات، حتى يكون المواطنون فاعلين وشركاء في تنمية المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة