وطني مخلص، ومقاتل عنيد، وقائد عسكري محترف، تحمل مسئولية الوطن في أصعب الظروف، كان دائماً قوياً صلباً لم تغلبه الظروف أو تقهره المحن، حقاً إنه رجل من فرسان القدر، كما وصفته القوات المسلحة في فيلم تسجيلي عن تاريخه العسكري ومسيرته المضيئة، إنه المشير حسين طنطاوي، فخر العسكرية المصرية وعنوانها، منذ تخرجه بالكلية الحربية في الأول من إبريل عام 1956، ثم ضابطاً في سلاح المشاة، و خدمة وطنه جنديا مقاتلاً على مدار أكثر من نصف قرن، خاض خلالها سلسلة حروب، بدأت بالعدوان الثلاثي، ثم حرب 1967 كقائد لسرية مشاة، ثم قائداً للكتيبة 16 مشاة في الجيش الثاني الميداني خلال حرب أكتوبر 1973، التي حقق خلالها بطولات نادرة في معركة "المزرعة الصينية"، التي تكبد العدو الإسرائيلي خلالها خسائر فادحة.
"حافظوا على مصر.. مصر قلب الخرشوفة" هذه من الكلمات الشهيرة التي كان يرددها المشير طنطاوي، في لقاءاته مع التشكيلات التعبوية في القوات المسلحة حين كان وزيراً للدفاع، في إشارة إلى الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها مصر في المنطقة، وأنها المستهدفة دائماً، ناصحاً الضباط والصف والجنود إلى ضرورة إدراك ذلك والتنبه له، كذلك كان يحرص المشير طنطاوي، على متابعة المناورات والبيانات العملية لأفرع وتشكيلات القوات المسلحة، ومناقشة القادة والضباط في أساليب تنفيذ المهام، ويقدم خلاصة خبراته لهم، كمقاتل حقيقي خاض تجربة الحرب.
المشير طنطاوي رجل عسكري محترف، انشغل بحب وطنه، وحرص على الارتقاء بمنظومة العمل داخل القوات المسلحة منذ العام 1991، حتى العام 2012، بعدما سلم القيادة وختم مسيرة العطاء الطويلة، التي كان خلالها شاهداً على مسيرة إنجاز طويلة، وقد رأيته واستمعت إليه في مناورات بالجيش الثاني الميداني والمنطقة المركزية العسكرية، وقد كان حريصاً خلالها على تقديم خبرته العسكرية لكل من حوله، ودائما ما كان يعطى تعليماته بأن تكون التدريبات واقعية، وتحاكى ظروف الحرب، وكان يردد عبارة شهيرة تقول: "من لم يحفر يمت"، في إشارة إلى أهمية دور الخنادق والاحتماء بها والاستخدام الأمثل للأرض خلال إدارة الحرب.
المشير طنطاوي يحكى في أحد لقاءاته ويقول: " شاركت في 4 أو 5 حروب، وفي وقت من الأوقات كان نفسي أموت واستشهد، وكنت بقول ياريت الواحد يستشهد، الشظايا في جسمي لحد دلوقت.. بس أنا ماسك نفسي"، هذه العبارات الخالدة أكبر دليل على أن هذا الرجل ولد مقاتلاً لا يهاب الموت، وتحمل في سبيل الدفاع عن وطنه وحماية ترابه المقدس ما لم يتحمله أحد.
الرئيس عبد الفتاح السيسي، عندما كان وزيراً للدفاع وتسلم قيادة القوات المسلحة من المشير طنطاوي، قال عنه في أحد الفيديوهات المسجلة:" كان أفهمنا، وكان أكثرنا حرصاً على بلده، ربنا يجازيه عنا خير جزاء، على اللى عمله مع الجيش، واللى عمله مع مصر، وقد تحمل ما لم تتحمله الجبال"، وقد ذكر نفس العبارات الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع السابق، حين قدم التحية العسكرية للمشير طنطاوي وقال عنه" لن يعطيه حقه سوى المولى عز وجل".
رحم الله المقاتل البطل المشير محمد حسين طنطاوي، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه خيراً عن كل ما قدم لخدمة الوطن سلماً وحرباً، وستظل سيرته الخالدة ومسيرته المضيئة نموذجاً في التضحية والفداء.
عدد الردود 0
بواسطة:
على الجندى
فى ذمه الله اللهم ارحمه برحمتك الواسعه فقد كان قائدا عسكريا فريدا من القاده العظماء
vpli hggi ugdi