بشهادة الأعداء أنفسهم عن المزرعة الصينية، فإنها معركة تاريخية بامتياز فى سجل بطولات العسكرية المصرية، حتى أن فيلما وثائقيا قامت به أحد القنوات الاسرائيلية مع ضحايا المعركة من الجانب الاسرائيلى، رفض معظمهم الحديث عنها، وذلك تجنبا للخوض فى ذكرى سيئة للغاية فى تاريخهم، وحسب وصف أحدهم " لقد كانت ليالى حالكة السواد"، وحينما سألوا شارون عنها رد قائلا:" لقد كانت أيام عصيبة"، فى شهادات كثيرة توثق ما فعله أبطال الكتيبة 16 مشاة ميكانيكى، بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع بعد ذلك.
"انهم يفرون بسبب هول الانفجارات"، هكذا وصفت زوجة أحد المشاركين الاسرائيلين فى المزرعة الصينية، مضيفة أن زوجها يستيقظ بين الحين والاخر فى منتصف الليل من هول ما رآه، فلقد كان الرعب يحيط بهم من كل مكان.
وفى شهادة أخرى يقول أحد الإسرائيليين" لقد كانت ليلة حالكة السواد، على كل من عاشها، والجميع يهرب من الحديث عنها، وكأنها صندوق أسود، يخاف الكل فتحه"، وبتلك العبارات وغيرها، وثقت اسرائيل ماحدث فى المزرعة الصينية، تلك المعركة التى قسمت ظهرها فى حرب أكتوبر 1973.
فى الفيلم الوثائقى الاسرائيلى عن المزرعة الصينية، يحكى أحد الأطفال الاسرائليين، كيف كان والده لا ينام الليل من الخوف والقلق، فلقد كان يحلم أن يسكن سيناء، لكن جثث زملائه قد سكنوها، وذلك بعد الجحيم الذى رأوه من الجيش المصرى، والذى استطاع أن يقضى على 70 جنديا من الجيش الإسرائيلى، لتبقى المعركة من أهم المعارك التى خاضتها اسرائيل فى تاريخها، جعلتهم يضعون لجنودهم الذين سقطوا فيها نصبا تذكريا.
وفى رصد لأهم العبارات التى سجلها الاسرائيليون أنفسهم عن الحرب، يقول أحد شهودها "ماحدث فى سيناء كان قاسيا جدا، وصعبا للغاية، ولا أريد تذكره"، وهى أيضا عبارة توحى بكم من الخوف الذى عاصره أحد الجنود الاسرائيليين، الذى وثق شهادته فى فيلم المزرعة الصينية.
المشير طنطاوى.. بطل الحرب والسلام
وباليقين قد أدى المشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع الأسبق، دورا عظيما فى تاريخ مصر، وذلك الدور وضحت تفاصيله سلما وحربا، فلم يكن القائد الكبير الذى تحمل مرحلة هامة فى تاريخ مصر فى 2011، سوى أنه يستكمل مراحل تاريخية مر بها فى حياته، وكان التطبيق العملى فى تلك السنة، نتيجة خبرات ومجهود كبير، بدأ منذ عشرات السنوات، هى مدة عمله فى الجيش المصرى، ولعل أبرز النقاط المضيئة فى تاريخ المشير حسين طنطاوى، معركة المزرعة الصينية، وهى المرحلة التى وثقت تفاصيلها فى عشرات الكتب والوثائق المصرية والإسرائيلية، ومازال كثير من أبطالها على قيد الحياة، يحكون تفاصيل ماجرى فى تلك الأيام المشهودة، فى أكتوبر 1973.
تولى المشير حسين طنطاوى، قيادة الكتيبة 16 مشاة، حيث بدأت مهام الكتيبة يوم 6 أكتوبر، مثل معظم وحدات الجيش المصرى، ثم بدأت التقدم فى اتجاه الشرق، حيث كانت المهمة تتمثل فى الاستيلاء على رؤوس الكبارى شرق القناة، وتدمير الأهداف الاسرائيلية الظاهرة، والتى نتج عنها تدمير 5 دبابات للعدو الاسرائيلى، وشاركت الكتيبة بعد ذلك فى تطوير الهجوم.
المزرعة الصينية.. تاريخ مشرف لأبطال الجيش المصرى
فى تلك المنطقة شرق القناة، كانت هناك قرية الجلاء، وهى محطة زراعية تجريبية على الضفة الشرقية لقناة السويس تغطي ما يقرب من 15 ميلا مربعا، فخلال الخمسينات، أسست الحكومة المصرية محطة لدراسة إمكانية الري وزراعة المحاصيل فى التربة الصحراوية القاحلة فى شبه جزيرة سيناء، حيث حفروا خنادق عميقة واسعة النطاق للري عبر المحطة، ومعدات الري الآلية كانت مستوردة من اليابان، و تم التخلي تماما عن المشروع لبعض الوقت قبل عام 1967، واستولت القوات الإسرائيلية على محطة في أثناء حرب 1967، لاحظ الإسرائيليون الأحرف على المضخات والآلات الأخرى وظنوا انها لأحرف صينية، لذا وصفت " بالمزرعة الصينية " على الخرائط العسكرية.
يحكي المشير محمد حسين طنطاوي، فى فيلم تسجيلى نادر عن تفاصيل المعركة، حيث يؤكد :"كانت الكتيبة مشاة 16 من أوائل الكتائب التي عبرت قناة السويس، بدفع عناصر اقتناص الدبابات، ورفعت الكتيبة علم مصر في الضفة الشرقية قبل عبور القوات الرئيسية، هناك العديد من المعارك التي خاضتها الكتيبة على رأسها معركة المزرعة الصينية"، وفي وقت الظهيرة سمع المشير طنطاوي أزيز لصوت طائرات العدو الإسرائيلي، ومن ثم تم تبليغ قيادة الجيش المصري وتزويد المراقبة، وكانت أجهزة الرؤية الليلية قد رصدت عناصر من قوات الجيش الاسرائيلى، تحاول عبور حقول الألغام الموجودة التي زرعت في أرض المواجهة داخل المزرعة الصينية، وكانت أعداد كبيرة من المشاة تحاول عبور الثغرة في اتجاه مواقع الكتيبة.
تلقى قادة الوحدات الفرعية المصرية أوامر من المشير محمد حسين طنطاوي قائد الكتيبة، لكل أسلحة الكتيبة من المدفعية وجميع الرشاشات حتى الأسلحة المضادة للطائرات المضادة وجهت باتجاه الثغرة للاستعداد لخوض معركة المزرعة الصينية قائلا : " مفيش حد يفتح النار إلا بإشارة مني أنا شخصيا" بعدما اقترب العدو تلقت القوات شارة البدء بإطلاق النار فتحت جميع أسلحة الكتيبة رصاصها على القوات المظلية لجيش العدو التي على أساسها، ذكر قائد مشاة القوات الإسرائيلية في ثغرة معركة المزرعة الصينية، أنهم لم يستطعوا الانسحاب أو المقاومة.
استمرت معركة المزرعة الصينية لمدة ساعتين ونصف كما يرويها المشير محمد حسين طنطاوي، مؤكدا أن قوات العدو الإسرائيلي تمكنت من سحب خسائرها وبعض من تبقى منهم على قيد الحياة بفعل الضباب النهارى.
استدل المشير محمد حسين طنطاوي بكتاب "عيد الغفران" الإسرائيلي، الذي تناول سرد تفاصيل معركة المزرعة الصينية التي وقعت بين قوات من الجيش المصري و الجيش الاسرائيلى، ليثبت كذب و افتراءات العدو، حيث ذكر الكتاب أنه، على بعد بضعة كيلو مترات من القناة كانت ما تزال المعركة دائرة حول المزرعة الصينية، وعندما حل يوم 16 أكتوبر، كانت المعركة مازالت مستمرة فقد تعثرت القوة الإسرائيلية التي بدأت منذ 48 ساعة تهاجم الموقع ومنيت بخسائر فادحة وعند إذن تقرر اللجوء لوحدات المشاة والمظلين للقضاء على التحصينات المضادة للدبابات.
فى شهادة للواء محمد زكى الألفى، أحد أبطال المزرعة الصينية يقول:"منطقة المزرعة الصينية، كان لها أهمية استراتيجية كبيرة جدًا، وهو ما كان يتضح جليا من خلال زيارات القادة وعلى رأسهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حتى جمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى ، وتنبع أهميتها من منطلق أنه فى حالة تمكن العدو من الاقتحام منه والانتقال لغرب القناة، سيكون على مسافة 100 كيلو من القاهرة، كما أنه سيكون فى نقطة مفصلية مهمة جدا ما بين الجيشين الميدانيين الثانى والثالث، وسيكون لحظتها فى مؤخرة الجيشين، وبالتالى سيكون هناك أثر سلبى على معنويات الجيش، كما أنه حال احتلال العدو للمنطقة كان سيكون كارت ضغط على مصر فى حالة وقف إطلاق النار، ومن هنا كانت القيادة تولى أهمية قصوى للمزرعة الصينية.
يروى البطل محمد أبو اليزيد أحد قناصة الدبابات في المعركة روايته عن الملحمة البطولية بالمزرعة الصينية وقال: "أهم المعارك التي شاركنا فيها هي معركة المزرعة الصينية وقتها قامت أكثر من 80 دبابة إسرائيلية بمهاجمة منطقة المزرعة الصينية التي كانت بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوي وقتها قائدا للفرقة 16 مشاة وانضمت الكتبية التي نتبع لها بقيادة المقدم عبد الجابر على أحمد للقتال إلى جانبها وكانت من أشرس المعارك يوم 14 – 15 -16 أكتوبر عندما حاول العدو الإسرائيلي اختراق صفوفنا بقيادة شارون والوصول إلى الإسماعيلية وكان بيننا وبين العدو 3 كم".
وتابع: "أمر طنطاوي بالاستعداد وألا نضرب طلقة واحدة إلا بعد أن اقتربت الدبابات لمسافة 800 متر حتى يتم نسفها جيدا وبالفعل انتظرنا وقمت بتجهيز 50 صاروخا مضادا للدبابات حقق 48 صاروخا منها الهدف من أول مرة وتمكن خلالها البطل عبد العاطي وبيومي أحمد عبد العال وإبراهيم عبد العال من استهداف أكثر من 40 دبابة للعدو والباقي لاذ بالفرار وكان الجنود الإسرائيليون يتركون الدبابات ويهربون عندما يشاهدون الجنود المصريين مقبلين بأجسادهم أمام الدبابات دون خوف أو رهبة وهذا بث الرعب في نفوسهم وجعلهم يهربون كالفئران وكانوا يقولون إننا أشباح لا تخاف الموت".
المظلي الإسرائيلي موزيح سيجيل يذكر ان "المصريين حفروا الخنادق مثل حدوة حصان فتمكنوا من إطلاق النار علينا من ثلاث جهات، كان هناك سجادة من الطلقات في كل مكان، واعتقدت من هنا أننا لن نخرج أحياء. هذا هو مصيرنا".
تفاصيل الأيام السوداء فى تاريخ المزرعة الصينية
بدأت معركة المزرعة الصينية يوم 15 أكتوبر حيث قام العدو بهجوم مركز بالطيران طوال اليوم على جميع الخنادق وقيادة الكتيبة وكان الضرب دقيقا ومركزا، كما سلطت المدفعية بعيدة المدى نيرانها بشراسة طوال النهار، واستمر هذا الهجوم حتى غروب الشمس، ولم يصب خلال هذا الضرب سوى 3 جنود فقط، وكان ذلك بسبب خطة التمويه والخداع التي اتبعتها الكتيبة، فقبل أي ضربة جوية كانت تحلق طائرات لتصوير الكتيبة، وبعد التصوير مباشرة كانت تنقل الكتيبة بالكامل لمكان آخر فيتم ضرب مواقع غير دقيقة.
وفي الساعة الثامنة إلا الربع مساء نفس اليوم ترامت إلى أسماع الكتيبة أصوات جنازير الدبابات بأعداد كبيرة قادمة من اتجاه الطاسة وفي الساعة الثامنة والنصف قام العدو بهجوم شامل مركز على الجانب الأيمن للكتيبة مستخدما 3 لواءات مدرعة بقوة 280 دبابة ولواء من المظلات ميكانيكي عن طريق 3 محاور، وكانت فرقة أدان القائد الإسرائيلي من 300 دبابة وفرقة مانجن القائد الإسرائيلي 200 دبابة ولواء مشاة ميكانيكي وتم دعمهم حتى يتم السيطرة، وعزز لواء ريشيف القائد الثالث بكتيبة مدرعة وكتيبة مشاة ميكانيكي وكتيبة مشاة ميكانيكي مستقلة، وأصبحت بذلك قيادة ريشيف 4 كتائب مدرعة وكتيبة استطلاع مدرعة و3 كتائب مشاة ميكانيكي وأصبحت تشكل نصف قوة شارون.
ومع كل هذا الحشد من القوات قام العدو بالهجوم وتم الاشتباك معه بواسطة الدبابات المخندقة والأسلحة المضادة للدبابات وتم تحريك باقي سرية الدبابات في هذا الاتجاه، وأدت هذه السرية مهمتها بنجاح باهر، حيث دمرت 12 دبابة، وتم اختيار مجموعة قنص من السرايا وبلغت 15 دبابة وتم دفع أول مجموعة وضابط استطلاع وضباط السرايا، ثم دفعت الفصيلة الخاصة ومعها الأفراد حاملي "آر.بي.جي" إلى الجانب الأيمن وقامت بالاشتباك مع العدو حتى احتدمت المعركة وقلبت إلى قتال متلاحم في صورة حرب عصابات طوال الليل حتى الساعة السادسة صباح اليوم التالي، وتم تدمير 60 دبابة في هذا الاتجاه.
وفي الساعة الواحدة من صباح يوم 16 أكتوبر قام العدو بالهجوم في مواجهة الكتيبة 18 مشاة وأمكن صد هذا الهجوم بعد تدمير 10 دبابات و4 عربات نصف مجنزرة، ثم امتد الهجوم على الكتيبة 16 الجار الأيسر للكتيبة 18 مشاة وكانت قوة الهجوم عليه من لواء مظلي ومعه لواء مدرع وكتيبة، ونتيجة لقرار قائد الكتيبة تم حبس النيران لأطول فترة ممكنة وبإشارة ضوئية منه تم فتح نيران جميع أسلحة الكتيبة 16 مشاة ضد هذه القوات المتقدمة واستمرت المعركة لمدة ساعتين ونصف الساعة حتى أول ضوء، وجاءت الساعات الأولى من الصباح مكسوة بالضباب مما ساعد القوات الإسرائيلية على سحب خسائرها من القتلى والجرحى، ولكنها لم تستطع سحب دباباتها وعرباتها المدرعة المدمرة والتي ظلت أعمدة الدخان تنبعث منها طوال اليومين التاليين، وفي ليلة 15-16 أكتوبر، كانت قوات شارون لديها أكثر من 300 قتيل وخسارة 70 من أصل 250 دبابة.
وفي الوقت نفسه، ذكرت مجموعات الاستكشاف الإسرائيلية شيء مثير للدهشة، وهو أن الطريق مفتوح وبدون عوائق وصولا إلى تقاطع الطرق، وعندئذ، قرر آدان أن يخاطر، فدعا ناقلات الجنود المدرعة للعودة، ثم دفعهم إلى الطريق المكشوف دون التعويض بقوات بديلة في القتال، ثم أرسل جرافات لدفع العربات المحطمة عن الطريق تحت حماية كتيبة من الدبابات، غادرت القافلة العسكرية في الساعة الرابعة صباحا، في الوقت الذي كانت معركة المظليين تشغل اهتمام المصريين.
شهادات المشاركين في المعركة
يقول "يوريك فارتا" أحد الجنود الذين نجوا من المعركة: "أعتقد أنني وزملائي أرسلنا إلى هذه المعركة لنكون طعاما للدبابات".
كما قال "إيلان كوهين" جندى احتياط: "شاركت في مهمة الإنقاذ، لمحت ثلاثة جنود جرحى، نزلت من السيارة المدرعة، لكى أخلصهم، وعلى بعد ثلاثين مترا سمعت صوت انفجار مخيف، رفعت رأسى وصعقت من منظر أثار احتكاك صاروخ آر بي جي المضاد للدبابات بسطح السيارة المدرعة، ولم تخرج سيارة مدرعة إسرائيلية من هذه المعركة بدون جرح غائر".
يقول "شوكى فاينشتين": "لقد كانت صواريخ آر بي جي الروسية مفاجأة الحرب المرعبة لسلاح المدرعات الإسرائيلي، لقد كانت مفاجأة كريهة بكل المقاييس، لم نتدرب على مواجهتها من قبل، كما لم نتدرب على تخليص جرحى في ميدان مكشوف، سماؤه تمطر صواريخ مصرية مفترسة".
يضيف "جفرى أليعازر": "أنا رأيت الصواريخ تتطاير أمام وجهى، وتتقدم نحوى بسرعة البرق، في البداية لم أعرف ما نوع هذه المقذوفات، وكنت أصرخ في زملائى لينبطحوا، وبعد ذلك بدأنا نحاول تفاديها والهرب منها بأي طريقة".
أما الجنرال "موشيه عفرى" فقال: "لقد فاجأنا الجنود المصريون بشجاعتهم وإصرارهم، لقد تربى أبناء جيلي على قصص خرافية عن الجندي المصري الذي ما أن يرى دبابة تنقض عليه، حتى يخلع حذاءه ويبدأ في الهرب بعيدًا. وهذا ما لم يحدث في المزرعة الصينية استيقظنا على الحقيقة المرة. لم تنخلع قلوبهم أمام الدبابات، كانوا يلتفون في نصف دوائر حول دباباتنا، ويوجهون صواريخ آر بى جى في إصرار منقطع النظير ليس لدى تفسير لهذا الموقف سوى أنهم كانوا سكارى بالنصر، وفي مثل هذه الحالة ليس للدبابة أي فرصة في المعركة".
قال موشيه دايان عقب زيارته للمزرعة الصينية يوم 17 أكتوبر برفقة الجنرال أرئيل شارون: "لم استطع إخفاء مشاعري عند مشاهدتي لها فقد كانت مئات من العربات العسكرية المهشمة والمحترقة متناثرة في كل مكان ومع اقترابنا من كل دبابة كان الأمل يراودني قي ألا أجد علامة الجيش الإسرائيلي عليها وانقبض قلبي فقد كان هناك كثير من الدبابات الإسرائيلية".
ووصف موشيه دايان أيضا في مذكراته قصه لقاءه مع الكولونيل "عوزى يائيرى" قائد قوة المظلات الإسرائيلية التي شاركت في معركة المزرعة الصينية قائلا: "كنت اعرف عوزى جيدا منذ أن كان مديرا لمكتب رئيس الأركان في عهد الجنرال حاييم بارليف وكنت أعرف أنه فقد كثيرا من رجاله في المعركة ولكني لم أتوقع أن أراه على هذه الصورة من الاكتئاب وكان وجهه يحمل علامات حزن تفوق الوصف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة