أكرم القصاص - علا الشافعي

وصية عبد الملك بن مروان قبل موته.. ما يقوله التراث الإسلامى

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021 05:00 م
وصية عبد الملك بن مروان قبل موته.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مات عبد الملك بن مروان فى سنة 86 هجرية، وكان قد شغل منصب خليفة المسلمين نحو 21 عاما، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟

 

يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "ثم دخلت سنة ست وثمانين"

قيل: إنه لما احتضر (عبد الملك بن مروان) دخل عليه ابنه الوليد فبكى فقال له: عبد الملك ما هذا أتحن حنين الجارية والأمة، إذا أنا مت فشمر واتزر والبس جلد النمر، وضع الأمور عند أقرانها، واحذر قريشا، ثم قال له: يا وليد اتق الله فيما أستخلفك فيه، واحفظ وصيتى، وانظر إلى أخى معاوية فصل رحمه واحفظنى فيه، وانظر إلى أخى محمد فأمره على الجزيرة ولا تعزله عنها، وانظر إلى ابن عمنا على بن عباس فإنه قد انقطع إلينا بمودته ونصيحته وله نسب وحق فصل رحمه واعرف حقه، وانظر إلى الحجاج بن يوسف فأكرمه فإنه هو الذى مهد لك البلاد وقهر الأعداء وخلص لكم الملك وشتت الخوارج، وأنهاك وإخوتك عن الفرقة وكونوا أولاد أم واحدة، وكونوا فى الحرب أحرارا، وللمعروف منارا، فإن الحرب لم تدن منية قبل وقتها، وإن المعروف يشيد ذكر صاحبه ويميل القلوب بالمحبة، ويذلل الألسنة بالذكر الجميل، ولله در القائل:

 
إن الأمور إذا اجتمعن فرامها * بالكسر ذو حنق وبطش مفند
 
عزت فلم تكسر وإن هى بدِّدت * فالكسر والتوهين للمتبدد
 
ثم قال: إذا أنا مت فادع الناس إلى بيعتك فمن أبى فالسيف، وعليك بالإحسان إلى أخواتك فأكرمهن وأحبهن إلى - فاطمة وكان قد أعطاها قرطى مارية والدرة اليتيمة - ثم قال: اللهم احفظنى فيها. فتزوجها عمر بن عبد العزيز وهو ابن عمها.
 
ولما احتضر سمع غسالا يغسل الثياب فقال: ما هذا؟ فقالوا: غسال، فقال: يا ليتنى كنت غسالا أكسب ما أعيش به يوما بيوم، ولم أل الخلافة. ثم تمثل فقال:
 
لعمرى لقد عمرت فى الملك برهةً * ودانت لى الدنيا بوقع البواتر
 
وأعطيت حمر المال والحكم والنهى * ولى سلمت كل الملوك الجبابر
 
فأضحى الذى قد كان مما يسرنى * كحلم مضى فى المزمنات الغوابر
 
فيا ليتنى لم أعن بالملك ليلةً * ولم أسع فى لذات عيش نواضر
 
وقد أنشد هذه الأبيات معاوية بن أبى سفيان عند موته.
 
وقال أبو مسهر: قيل لعبد الملك فى مرض موته: كيف تجدك؟ فقال: أجدنى كما قال الله تعالى: { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ } الآية [الأنعام: 94] . وقال سعيد بن عبد العزيز: لما احتضر عبد الملك أمر بفتح الأبواب من قصره، فلما فتحت سمع قصارا بالوادى فقال: ما هذا؟ قالوا: قصار، فقال: يا ليتنى كنت قصارا أعيش من عمل يدي، فلما بلغ سعيد بن المسيب قوله قال: الحمد لله الذى جعلهم عند موتهم يفرون إلينا ولا نفر إليهم. وقال لما حضره الموت جعل يندم ويندب ويضرب بيده على رأسه ويقول: وددت أنى اكتسبت قوتى يوما بيوم واشتغلت بعبادة ربى عز وجل وطاعته. وقال غيره: لما حضرته الوفاة دعا بنيه فوصاهم ثم قال: الحمد لله الذى لا يسأل أحدا من خلقه صغيرا أو كبيرا ثم ينشد:
 
فهل من خالد إما هلكنا * وهل بالموت للباقين غارُ
 
ويروى أنه قال: ارفعوني، فرفعوه حتى شم الهواء وقال: يا دنيا ما أطيبك ! إن طويلك لقصير، وإن كثيرك لحقير، وإنا كنا بك لفى غرور، ثم تمثل بهذين البيتين:
 
إن تناقش يكن نقاشك يا رب * عذابا لا طوق لى بالعذابِ
 
أو تجاوز فأنت رب صفوحٌ * عن مسيء ذنوبه كالترابِ
 
قالوا: وكانت وفاته بدمشق يوم الجمعة وقيل يوم الأربعاء وقيل الخميس، فى النصف من شوال سنة ست وثمانين، وصلى عليه ابنه الوليد ولى عهده من بعده، وكان عمره يوم مات ستين سنة. 
 
قاله أبو معشر وصححه الواقدي، وقيل ثلاثا وستين سنة. قاله المدائني، وقيل ثمانى وخمسين. ودفن بباب الجابية الصغير، قال ابن جرير: ذكر أولاده وأزواجه منهم الوليد وسليمان ومروان الأكبر درج وعائشة، وأمهم ولادة بنت العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض، ويزيد ومروان الأصغر ومعاوية درج وأم كلثوم وأمهم عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبى سفيان، وهشام وأمه أم هشام عائشة - فيما قاله المدائنى - بنت هشام بن إسماعيل المخزومى وأبو بكر واسمه بكار وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، والحكم درج وأمه أم أيوب بنت عمرو بن عثمان بن عفان الأموي، وفاطمة وأمها المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي. وعبد الله ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمد وسعد الخير والحجاج لأمهات أولاد شتى فكان جملة أولاده تسعة عشر ذكورا وإناثا.
 
وكانت مدة خلافته إحدى وعشرين سنة، منها تسع سنين مشاركا لابن الزبير وثلاث عشرة سنة وثلاثة أشهر ونصف مستقلا بالخلافة وحده.
 
وكان قاضيه أبو إدريس الخولاني، وكاتبه روح بن زنباع، وحاجبه يوسف مولاه، وصاحب بيت المال والخاتم قبيصة بن ذؤيب، وعلى شرطته أبو الزعيزعة، وقد ذكرنا عماله فيما مضى.
 
قال المدائني: وكان له زوجات أخر: شقراء بنت سلمة بن حلبس الطائي، وابنة لعلى بن أبى طالب، وأم أبيها بنت عبد الله بن جعفر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة