استحق طلائع الجيش التتويج بلقب السوبر المصرى على حساب الأهلى بركلات الترجيح، فارضا إرادته مستغلا العيوب الفنية الجمة التى غلبت على أداء الأهلى فى المباراة منذ بدايتها حتى نهايتها مع ركلات الترجيح، ليظهر فاقدا سطوته المعتادة والتى على ما يبدو أنها ستكون فقدة معتادة طويلا إلا إذا..
بدا الأهلى أمام طلائع الجيش غير جاهز للمواجهة التى تمثل لقبا سواء فنيا أو نفسيا، ولم يكن اللاعبون مؤهلين لخوض اللقاء تماما، لذا ظهر معظمهم خارج الخدمة تماما، ولم يكن هناك أى لاعب من الممكن أن تقول إنه أدى ما عليه، ليس هذا فحسب بل من الممكن أن نقول أن بعضهم فى مقدمتهم المهاجم القدير محمد شريف أحد أسباب الخسارة.
وإذا ما كان اللاعبون ظهروا بمستوى سيئ، فمن المؤكد أن السبب الرئيسى فى ذلك يعود إلى مدربهم بيتسو موسيمانى الذى يتحمل النتيجة كاملة، وهو المسئول الأول عن خسارة الأهلى لقب السوبر المصري.
موسيمانى ظهر مرتبكا أمام الطلائع على مستوى الخطة والتشكيل وحتى التغييرات، ولم يستغل الأوراق الرابحة الكثيرة التى يملكها سواء فى الملعب أو على الدكة، ولعب بتحفظ كبير فى البداية رغم أنه كان فى الإمكان لفارق الخبرات والإمكانيات أن ينهى المباراة مبكرا وبنتيجة كبيرة، إلا أنه افتقد النجاعة الخططية.
موسيمانى حتى عندما أدرك صعوبة المباراة وأن النتيجة تنفرط من يديه عند الوصول إلى الوقت الإضافى قام بتغييرات غريبة ومغامرة للغاية منها مثلا إخراج أيمن أشرف وإشراك صلاح محسن والدفع بحمدى فتحى كقلب دفاع.. حقا تغيير بلا معنى أو هدف وزاد من الارتباك فى صفوف الفريق، إذ كان الأصح أن يخرج حمدى فتحى ولا يحتفظ به فى مكان غير مكانه مع منح الأفضلية لصاحب المركز الأساسى أيمن أشرف فى البقاء داخل الملعب.
وكذلك عندما دفع بالثنائى الهجومى حسام حسن وصلاح محسن فى وجود محمد شريف، صنع زخما هجوميا هشّا بلا هوية أو ملامح.. إذ ظهر حسام حسن كمهاجم متأخر (محطة أو جناح) وهو مركز أول مرة يلعب فيه وهو المعتاد أن يوظف كرأس حربة صريح.. الغريب أنه موسيمانى كان يملك حل بديل، بتبديل المراكز بين حسام ومحمد شريف، خاصة أن الأخير يجيد فى مركز الجناح ويستطيع من خلاله إحراز الأهدف، وبذلك تكون حققت الاستفادة القصوى من التغييرات.
من أبرز عيوب الأهلى التى باتت ظاهرة للعيان، هو وجود أفشة داخل الملعب، والمقصد هنا ليس أفشة نفسه وإنما الكيفية التى يعتمد من خلالها موسيمانى على اللاعب واعتباره رقم 1 فى خططه، وهو أمر أصبح محفوظا للمنافسين طريقة التعامل معه، وأقرب الأدلة على ذلك ما فعله عبد الحميد بسيونى بمنح تعليمات للاعبيه بتوزيع الرقابة على أفشه فى أى مكان يتواجد فيه داخل الملعب ما مكن الطلائع من إحكام السيطرة على أفشة، ما أثر بكل تأكيد على أداء الأهلى لعدم وجود البديل المناسب لأداء دور صانع الألعاب سواء داخل الملعب أو على الدكة، وإدرك المنافسين أن السيطرة على أفشة تعنى السيطرة على الأهلى.
واستفحلت أخطاء موسيمانى مع الأهلى فى عدم وجود لاعب بديل لأفشة حتى على الدكة، بعدما استبعد الثنائى العائد من الإعارة أحمد عبد القادر وعمار حمدى، وكان من الممكن أن يسد أحدهما الحاجة فى تغيير رتم المباراة لصالح الفريق الأحمر، لكنها اختيارات موسيمانى!.
بالنسبة للمهاجم الجديد لويس ميكسيونى، فمن الصعب الحكم على مستواه رغم الانتقادات العريضة التى طالته.. ولكن مع بعض الملاحظات منها ما يتمثل فى أدائه الشخصى، فهو المفترض يلعب جناحا والطبيعى أنه فى الهجمات يقتحم منطقة جزاء المنافس ولا يبقى خارجها مثلما فعل أمام الطلائع، فهو ليس صانع ألعاب ولو استمر على تلك المنهجية فى الأداء سيحصل تداخل بينه وبين أفشة سيصيب خطط الأهلى بضرر بالغ، وأيضا سيقص ريش الفريق على الأجنحة.. ومنها كذلك ما هو مرتبط بطريقة لعب موسيمانى والزخم الهجومى الواهى الذى يصنعه عند تأزم الأمور معه والذى يؤدى إلى ارتباك اللاعبين لغياب المهمام المنوط بكل واحد منهم أدائها.
عامة.. الأهلى يحتاج إلى إعادة تصحيح المسار، فلا يعقل أن تتواصل خسائر البطولات واحدة تلو الأخرى، من الدورى إلى السوبر المحلى، ولم يعد أمامه سوى كأس مصر ليصالح جماهيره ويعوض الإخفاقات الواقعة، وهذا لن يحدث إلا بنوبة فوقان من موسيمانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة