حالة من الارتباك تسيطر على عدد من المسئولين في وزارة الدفاع الامريكية بعد مقتل 10 مدنيين بينهم 7 أطفال بالخطأ في غارة جوية شنتها البنتاجون باستخدام طائرة درون استهدفت سيارة في أفغانستان في اعقاب انسحاب القوات العسكرية من البلاد بعد ان توصلت التحقيقات الأولية ان السيارة بها افراد ينتمون لداعش خراسان الإرهابي.
وفي محاولة لاحتواء الأمر، أعلن متحدث باسم البنتاجون، بحسب ما نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن الضربة التي نفذتها طائرة درون أسفرت عن مقتل 10 مدنيين في الأيام الأخيرة من عمليات الإجلاء من أفغانستان، ستخضع لمزيد من المراجعة، بعدما كلف وزير الدفاع لويد أوستن وزير القوات الجوية فرانك كيندال بإجراء التحقيق.
وقال جون كيربي المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع الامريكية: "جزء من هذه المراجعة هو فحص التحقيق نفسه، ودقة التحقيق ودراسة الدرجة التي قد تحتاج إلى تغيير أي سياسات أو إجراءات أو آليات استهداف للمضي قدمًا، إن وجدت"
وأقرت البنتاجون أنها أخطأت في تعريف مركبة مدنية على انها تابعة لداعش في خراسان في 29 أغسطس، وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي: "إنني مقتنع الآن بأن ما يصل إلى 10 مدنيين، من بينهم ما يصل إلى سبعة أطفال، قُتلوا بشكل مأساوي في تلك الضربة" ، مشيرًا إلى أنه من غير المحتمل أن تكون المركبة أو ركابها الذي كان من بينهم سبعة أطفال مرتبطين بداعش.
وقال: "خلص تحقيقنا الآن إلى أن الضربة كانت خطأ مأساويا".
وستنظر وزارة الدفاع في تقديم تعويضات لعائلات القتلى في غارة الطائرات بدون طيار وتعتبر هذه المدفوعات التزامًا أخلاقيًا وليس شرطًا قانونيًا.
ومع ذلك ، قال بعض أفراد عائلات القتلى إن الاعتذار لا يكفي وبصرف النظر عن التعويض المالي ، طلب البعض أيضًا الانتقال إلى الولايات المتحدة أو بلد آخر يعتبر آمنًا وتناول كيربي هذه المخاوف يوم قائلاً إن المسؤولين سيبحثون في هذه الطلبات.
وقال كيربي "نعلم أن القيادة المركزية تعمل من خلال أفضل السبل للتواصل معهم بشأن مسألة المدفوعات ، ولكن أيضًا لتحديد مدى صحة هذا الاهتمام بالانسحاب" ، رغم أنه أضاف أنه من السابق لأوانه الكشف عن أي قرارات .
وأضاف كيربي "أعتقد أن وزير الدفاع سيؤيد تماما إذا أرادت الأسرة مغادرة أفغانستان والمجيء إلى الولايات المتحدة. أعتقد أنه سيدعم ذلك."
ووقعت الضربة بدون طيار بعد وقت قصير من مقتل 13 من أفراد الخدمة الأمريكية وعشرات الأفغان في هجوم انتحاري عند بوابة مطار كابول ، والتي ألقى المسؤولون باللوم فيها على داعش.
وفي وقت سابق كشفت وسائل إعلامية انه بعدما أطلق الجيش الأمريكى صاروخ هايلفاير لإيقاف السيارة التي كان يعتقد أنها تشكل تهديدا وشيكا للقوات الأمريكية التى تقود عملية الإجلاء فى مطار كابول، أصدرت وكالة الاستخبارات المركزية تحذيرا ورد فيه "من المحتمل أن يكون هناك مدنيون فى المنطقة، بما فى ذلك أطفال محتملون داخل السيارة"
لكن الوقت كان قد تأخر، فقد جاء التحذير فى 29 أغسطس، قبل ثوان من سقوط الصاروخ على السيارة، مما أسفر عن مقتل مدنين، بينهم سبعة أطفال.
وفى الأسابيع التالية، أصر المسئولين على أن الضربة كانت مبررة على هدف إرهابى مؤكد، واعترف أن بعض المدنيين ربما قتلوا، لكن بعد أسابيع من التغطية الإعلامية التى تشكك فى شرعية الضربة، اعترف الجيش بأن أحدا فى السيارة لم يكن على صلة بداعش خراسان كما كان يعتقد، وقال الجنرال فرانك ماكينزى، القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية إن الضربة كانت خطأ.