انتصار منقوص حققه رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو وحزبه الليبرالى فى الانتخابات العامة المبكرة التى دعا إليها أملا فى تحقيق أغلبية تمكنه من تمرير أجندة حكومته، لكن الناخبين فى كندا منحوه فوزا بسيطا يجعله يشكل حكومة أقلية فى فترته الثالثة فى الحكم.
واعترف ترودو بعد إعلان النتائج الأولية أنه سيحتاج إلى العمل مع أحزاب أخرى بعدما لم يستطع الفوز بأغلبية، مما يجعله أكثر اعتمادا على نواب المعارضة فى الحكم. وقال فى خطاب انتصاره " لا تريدوننا أن نتحدث عن السياسات والانتخابات بعد الآن، تريدون منا التركيز على العمل الذى يتعين علينا أن نفعله من أجلكم، تريدون أن تعودوا إلى الأشياء التى تحبونها وألا تشعروا بالقلق من الوباء أو من الانتخابات.
وكان ترودو يأمل أن يمنحه الناخبون أغلبية استنادا إلى تعامله مع وباء كورونا، وذلك لأن رئيس الوزراء كان يعمل بحكومة أقلية منذ عام 2019، واضطر إلى إبرام صفقات مع الأحزاب الأخرى للمضى قدما فى إجراء الانتخابات.
كان ترودو يرى أن تعامله الجيد مع الوباء ومعدلات التطيعم المرتفعة ضد فيروس كورونا سيمنحاه تفويضا أقوى للحكم، لكن خطته لم تسر على النحو الذى أراده.
وفى أغسطس الماضى، كانت معدلات تأييد ترودو مرتفعة، لكن بعد دعوته لانتخابات مبكرة شك كثير من الكنديين أن طموحاته الحقيقية هى مجرد انتهازية سياسية، وأنه كان يحاول استعادة الأغلبية فقط.
وتقول نيويورك تايمز إن ترودو فى النهاية لم يفشل فقط فى تأمين الأغلبية فى البرلمان، وفقا للنتائج غير الرسمية حتى الآن، ولكنه ربما فقد النوايا الطيبة التى اكتسبها أثناء قيادته للبلاد خلال أزمة كورونا.
ونقلت كيمبرى سبيرز، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة فيكتوريا بمقاطعة كولمبيا البريطانية، إنه تتساءل إذا كان الليبراليون يقولون فى أذهانهم الآن، لماذا دعونا إلى انتخابات الآن. وأضافا أنه من غير الواضح فى الوقت الراهن إلى متى ستطيع حكومة أقلية بقيادة الليبراليين قادرة على التماسك وما يعنيه هذا لزعيم الحزب، ولمتى سيستمر فى الحكم.
وكانت وكالة رويترز قد قالت إن الانتخابات بدت فى البداية سهلة ليحقق فيها ترودو الفوز، حيث كان الليبراليون يتمتعون بتقدم مريح فى استطلاعات الرأى قبل الدعوة إليها، لكنها أصبحت مأزق غير متوقع بسبب ما قالت الوكالة إنه حملة باهتة وعودة لظهور الفضائح القديمة إلى جانب الغضب الشعبى من توقيت هذه الانتخابات.
كما اضطر ترودو للدفاع عن خطط حكومته لمكافحة تغير المناخ ، وعلاقة كندا المتصدعة مع السكان الأصليين ، وأزمة القدرة على تحمل التكاليف المتزايدة في البلاد ، حيث واجه رئيس الوزراء المتنافسين قبل الانتخابات الفيدرالية. كما وصف الخبراء والمحللون الحملة الحالية، بالأسوأ والأكثر عنفا فى التاريخ، بعد تعرض الأحزاب الرئيسية الثلاثة لعدد من أعمال العنف والتخريب طالت المرشحين واللافتات الانتخابية فى مختلف أنحاء كندا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة