أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن تأسيس نظم غذائية مستدامة تحقق الأمن الغذائى لمجتمعاتنا لهى مسألة تأتى على رأس أولوياتنا جميعًا، خاصة أنه فى ظل تفاقم ظاهرة تغير المناخ وما تتسبب فيه من ارتفاع فى معدلات درجات الحرارة ونـدرة فى الميـاه، وتدهور لجودة التربة وتصحر لمساحات هائلة من الأراضى الزراعية وتبعات ذلك الاقتصادية والاجتماعيــة، وكذلك على الأمن الغذائي، فضلًا عن الأوضاع السياسية المعقدة فى بعض الأنحاء فإن خطر المجاعة بات يهدد الكثير من مناطق العالم خاصة فى أفريقيا ويتطلب إيجاد حلول سريعة وفعالة لإنقاذ الملايين من البشر - غالبيتهم من النساء والأطفال - من هذا التهديد الوجودى الذى يحد من قدرة الدول والحكومات على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بكافة مشتملاتها.
جاء ذلك فى كلمة الرئيس السيسى اليوم، أمام قمة نظم الغذاء 2021.. وإلى نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة،
السيدات والسادة،
أود بداية، أن أتقدم بخالص الشكر للسيد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة على مبادرته بالدعوة لهذه القمة المهمة وحرصه على أن تعقد فى موعدها بشكل افتراضى دون تأجيل، بالرغم من كافة الصعاب والتحديات التى أصبحنا نواجهها بشكل يومى ارتباطًا بالتبعات السلبية لجائحة "كورونا".
السيدات والسادة،
تعقد قمتنا اليوم، فى خضم لحظة محورية دقيقة يعيشها عالمنا تتطلب منا بذل المزيد من الجهد للتصدى للتحديات المركبة التى يتعين علينا مواجهتها ولعلكم تتفقون معي، أن تأسيس نظم غذائية مستدامة تحقق الأمن الغذائى لمجتمعاتنا لهى مسألة تأتى على رأس أولوياتنا جميعًا، خاصة أنه فى ظل تفاقم ظاهرة تغير المناخ وما تتسبب فيه من ارتفاع فى معدلات درجات الحـرارة ونـدرة فى الميـاه، وتدهور لجودة التربة وتصحر لمساحات هائلة من الأراضى الزراعية وتبعات ذلك الاقتصادية والاجتماعيــة، وكذلك على الأمـــن الغذائى فضلًا عن الأوضاع السياسية المعقدة فى بعض الأنحاء، فإن خطر المجاعة بات يهدد الكثير من مناطق العالم خاصة فى أفريقيا ويتطلب إيجاد حلول سريعة وفعالة لإنقاذ الملايين من البشر - غالبيتهم من النساء والأطفال - من هذا التهديد الوجودى الذى يحد من قدرة الدول والحكومات على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بكافة مشتملاتها.
ومن هنا، فلقد أدركت مصر منذ وقت مبكر ما تمثله هذه القمة من فرصة مواتية لطرح أفكار وحلول لتلك التحديات، فضلًا عن الدور الذى يمكن أن تضطلع به فى تعزيز التعاون الدولى وحشد التمويل اللازم فى هذا الصدد وعليه، فقد سارعت مصر بالقيام بدورها فى إطار العملية التحضيـرية للقمة وطنيًـا وإقليميًا.
فعلى المستوى الوطني، دشنت مصر حوارًا وطنيًا شاملًا، منذ ديسمبر 2020 ضم كافة المؤسسات الحكومية المعنية، وممثلى القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدنى أسفر عن التوافق على وثيقة وطنية للتحول إلى نظام غذائى صحى ومستدام، كما انضمت مصر إلى تحالف "التغذية المدرسية" اقتناعًا منها بأهمية توفير غذاء صحى للطالبات والطلاب وبمحورية مساهمة الشراكات الدولية فى تحقيق هذا الهدف حيث باتت مصر إحدى أكبر الدول تنفيذًا لهذا البرنامج فى المنطقة.
أما على المستوى الإقليمي، فانخرطت مصر فى صياغة موقف أفريقى موحد خلال القمة يعكس أولويات شعوب القارة، وخصوصية تحدياتها ذات الصلة بالأمن الغذائي، ونعتزم استمرار العمل مع أشقائنا الأفارقة لمواجهة هذه التحديات سعيًا للإسراع فى تنفيذ "أجندة الاتحاد الأفريقى 2063".
السيدات والسادة،
إننى لعلى ثقة، أن ما ستشهده قمتنا من مداولات ونقاشات ثرية ستساهم فى دعم عملنا تجاه تحقيق الأمن الغذائى لمواطنينا وفى ترسيخ الحق فى الغذاء كأحد الحقوق الأساسية للشعوب، ومن ثم، ففى تقديرى أن نجاحنا اليوم مرهون بمدى قدرتنا على الخروج بنتائج تساهم فى صياغة نظام غذائى مستدام وطموح قابل للتنفيذ يراعى خصوصيات كل دولة وأولوياتها دون فرض رؤى أو نماذج محددة، وتوفير الدعم المطلوب، عبر تطوير آليات تمويلية خلاقة، وتعاون دولى فعال يجمع الدول بأطراف المنظومة الأممية وشركاء التنمية مع وضع آليات متابعة فعالة ومرنة - وطنيًا ودوليًا - تساهم فى تحقيق أهدافنا المنشودة، وتطلعاتنا المشروعة لتلبية احتياجات شعوبنا جميعًا.
وشكرًا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة