عقدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والسفير الألماني لدى مصر"فرانك هارتمان"، مؤتمرًا صحفيًا، اليوم الخميس، لاستعراض سبل التعاون بين مصر وألمانيا في المجال الصحي وتوفير لقاحات فيروس كورونا، وذلك بمقر أكاديمية الأميرة فاطمة للتعليم الطبي المهني.
وفي مستهل كلمتها وجهت وزيرة الصحة والسكان الشكر باسم الحكومة والشعب المصري، للحكومة الألمانية والسفير الألماني لدى مصر والشعب الألماني لدعمهم مصر بـ 2.3 مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا على مدار اليومين الماضيين، مؤكدة أن هذا الدعم أحد أمثلة التضامن الدولي بين الشعوب في الأزمات.
وأضافت الوزيرة أن التعاون بين مصر وألمانيا في المجال الصحي يعد انعكاسًا للعلاقة الوطيدة بين القيادتين السياسيتين في البلدين، والتي كان لها أثرًا كبيرًا في دعم ألمانيا للقطاع الصحي في مصر، سواء في مجال توفير اللقاحات أو التعاون في مجال التكنولوجيا الطبية من خلال الشركات الألمانية المتخصصة، فضلاً عن تبادل الخبرات مع الجانب الألماني في القطاع الصحي والتي توصلت إلى الكثير من النجاحات خلال الفترة الماضية.
وتابعت الوزيرة أن التعاون بين مصر وألمانيا يعد أحد نتائج ثمار العلاقات القوية بين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والتي تُعد سيدة أثرت في العالم وأسهمت بشكل كبير في مجال السياسة العالمية، كما تعتبر فخرًا لجميع السيدات ونموذج يحتذى به لجميع العاملات في المجال السياسي، متنمية للشعب الألماني مزيدًا من التقدم والازدهار.
واستعرضت الوزيرة سبل التعاون بين مصر وألمانيا في المجال الصحي، مشيرة إلى أن 100% من سيارات الإسعاف بوزارة الصحة يتم توريدها وتجهيزها بالتعاون مع الشركات الألمانية، فضلاً عن التعاون مع شركة "سيمنز" الألمانية في مجال التكنولوجيا الخاصة بالأجهزة التشخصيصة لاسيما في مجال الأشعة المتقدمة، بالإضافة إلى التعاون مع العديد من الشركات الألمانية في مجال الأدوية.
ولفتت الوزيرة إلى اعتزامها زيارة ألمانيا خلال الشهر الجاري، لبحث تعزيز سبل التعاون مع الشركات الألمانية في المجال الصحي، وعلى رأسها شركة "مرسيدس" للتعاقد على 1000 سيارة إسعاف و1000 عيادة طبية متنقلة، ضمن استراتيجية وزارة الصحة والسكان لتنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية "حياة كريمة"، فضلاً عن اعتزامها زيارة شركة "سيمنز" الألمانية، للتعاون والاطلاع على المستجدات في مجال التكنولوجيا الطبية.
وأضافت الوزيرة أنها من المقرر أن تلتقي مسئولي شركة "بيونتيك" الرائدة في مجال اللقاحات بألمانيا، لبحث مدى إمكانية التعاون مع الشركة لتوفير لقاح "فايزر" من خلال مصنع شركة فاكسيرا بمدينة السادس من أكتوبر، بالإضافة إلى بحث التعاون مع معهد "روروبت كوخ" بألمانيا لتبادل الخبرات بين مصر وألمانيا في مجال مكافحة الأمراض الوبائية والمعدية.
وأكدت الوزيرة حرص مصر على التعاون المثمر مع الجانب الألماني في المجال الصحي، مشيرة إلى أن الفترة القادمة ستهشد مزيدًا من الشراكات بين وزارة الصحة المصرية والشركات الألمانية الرائدة في المجال الطبي.
وفي سياق متصل، أشارت وزيرة الصحة والسكان إلى أن مبادرة "معًا نطمئن.. سجل الآن" انطلقت في 21 محافظة منذ تدشينها الأسبوع الماضي، وتم من خلالها تسجيل أكثر من 50 ألف مواطن على الموقع الإلكتروني لتلقي اللقاح، داعية المواطنين إلى أهمية المشاركة الفعالة في الحملة وضرورة الإقبال على تلقي اللقاح لحمايتهم من خطر الإصابة بالفيروس.
ولفتت الوزيرة إلى انخفاض معدل الوفيات بالموجة الرابعة لفيروس كورونا مقارنة بالموجات الثلاث التي شهدتها مصر على مدار الفترة الماضية بالتزامن مع التوسع في تلقي اللقاحات، مؤكدة استعداد وزارة الصحة والسكان لمواجهة الموجة الرابعة وتوافر جميع المستلزمات الطبية والوقائية وكذلك الأكسجين الطبي بالمستشفيات، مشددة على ضرورة الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية والوقائية لتجنب زيادة الإصابات خلال ذروة الموجة الرابعة.
كما استعرضت وزيرة الصحة والسكان مستجدادت توفير لقاحات فيروس كورونا بمصر، مشيرة إلى إنتاج 2 مليون جرعة من لقاح "فاكسيرا – سينوفاك" المُصنع محليًا خلال الأسابيع الأخيرة، موضحة أن مصر استقبلت مواد خام لتنصيع 15 مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا، وجار استلام مواد خام تكفي لتصنيع 15 مليون جرعة أخرى، مؤكدة قدرة مصر على تأمين الاحتياج المحلي من اللقاحات بطاقة 80 مليون جرعة من المقرر الانتهاء من تصنيعها بنهاية شهر ديسمبر المقبل.
كما أشارت الوزيرة إلى التعاون مع مختلف الشركات والجهات الدولية لتوفير لقاح فيروس كورونا، مؤكدة أن مصر ستشهد استقبال ملايين الجرعات من مختلف أنواع اللقاحات مثل "فايزر" و"موديرنا"، مما يعظم توافر جميع أنواع اللقاحات المتداولة في العالم داخل مصر.
وأشارت الوزيرة إلى التوسع في مراكز تلقي اللقاح لتصبح 850 مركزًا على مستوى الجمهورية من ضمنها 3 مراكز كبرى تستوعب حوالي 60 ألف مواطن في اليوم، بالإضافة إلى حوالي500 قافلة متنقلة تجوب أماكن التجمعات والمصانع والشركات لتطعيم المواطنين، لافتة إلى أنه جار الانتهاء من تطعيم جميع العاملين بالقطاع الحكومي والبالغ عددهم حوالي 3.2 مليون مواطن، كما أنه جار الانتهاء من تطعيم العاملين بوزارة التربية والتعليم والبالغ عددهم حوالي 1.6 مليون مواطن، لافتة إلى أنه سيتم خلال الفترة المقبلة تطعيم الطلاب في المدراس الثانوية والمعاهد الأزهرية يليها طلاب المدارس الإعدادية بالتزامن مع افتتاح الخط الثاني لإنتاج اللقاحات بشركة فاكسيرا بمنطقة العجوزة.
ونوهت وزيرة الصحة والسكان إلى افتتاح الخط الثاني لإنتاج اللقاحات بمصنع شركة فاكسيرا بمنطقة العجوزة خلال الـ 5 أسابيع المقبلة، مما يساهم في القدرة على إنتاج مليون جرعة يوميًا من اللقاحات، مشيرة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتمامًا كبيرًا بدعم أفريقيا في توفير لقاح فيروس كورونا.
ووجهت وزيرة الصحة والسكان الشكر للحكومة البريطانية أيضًا لدعمها مصر بـ 300 ألف جرعة من لقاح "أسترازينيكا" خلال الأسبوعين الماضيين، فضلاً عن جهودها لتيسير حركة التبادل وانتقال الأشخاص بين مصر وبريطانيا، لافتة إلى أن بريطانيا استندت إلى موقف مصر من توافر اللقاحات وتطعيم المواطنين لتيسير حركة الانتقال إليها، كما لفتت إلى أن جميع اللقاحات المتوافرة بمصر حاصلة على اعتماد منظمة الصحة العالمية، مضيفة أن ما لايقل عن 12 دولة أوروبية اعتمدت لقاح "سينوفاك".
كما وجهت وزيرة الصحة والسكان الشكر لجميع العاملين بالقطاع الطبي والبالغ عددهم حوالي 700 ألف، لجهودهم المبذولة في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، داعية الله أن يتغمد جميع الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في خدمة المرضى بواسع رحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، منوهة إلى القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي ودعمه الكامل للقطاع الصحي والعاملين به، كما أشارت إلى المتابعة المستمرة من قبل دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي للجهود المبذولة في مواجهة الجائحة.
ومن جانبه، وجه السفير الألماني لدى مصر "فرانك هارتمان"، الشكر للقياة السياسية المصرية، مشيدًا باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتأكيد على ضرورة التوفير العادل للقاحات فيروس كورونا للمساهمة في تسريع وتيرة القضاء على جائحة كورونا عالميًا، كما أشاد بجهود وزيرة الصحة والسكان، لما تبذله في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد وفقًا لخطة استراتيجية.
وأكد السفير الألماني لدى مصر، عمق العلاقات بين الدولتين المصرية والألمانية على مدار سنوات طويلة، لافتاً إلى التزام بلاده بدعم جهود الدولة المصرية في التصدي لجائحة فيروس كورونا، من خلال توفير اللقاحات، وتمكينها من التنوع في إنتاج مختلف أنواع اللقاحات محلياً، خلال الفترة القادمة.
كما أشار "هارتمان، إلى أن زيارة الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان إلى ألمانيا خلال الفترة القادمة سوف تساهم في عقد شراكات بين الدولتين لخدمة القطاع الصحي في مصر وتعزيز قدرة الدولة المصرية على تطوير القطاع الصحي، لافتاً إلى حرص الدولة الألمانية على استمرار توريد تجهيزات المستشفيات لمصر خاصة الأجهزة التشخيصية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة