أحمد منصور

قصر محمد على.. وحكاية من التاريخ الحديث

الجمعة، 24 سبتمبر 2021 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عزمت الدولة المصرية خلال السنوات السبع الماضية على تحقيق إنجاز كبير في ترميم المواقع والمتاحف الأثرية، وذلك في إطار رؤية ورسالة الدولة المصرية للنهوض بقطاعى السياحة والآثار، وتعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية كبرى حديثة ومستدامة، من خلال ما تملكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوعة، والمحافظة على الإرث الحضاري المصري الفريد للأجيال القادمة.

وخلال الأيام القليلة المقبلة سوف يتم افتتاح قصر محمد علي بشبرا، والذي يعد إضافة حقيقية للمواقع الأثرية التابعة لوزارة السياحة والآثار، وقد عملت الوزارة على إتمام أعمال الترميم بشكل منتظم، وخلال الوقت الحالي يتم وضع اللمسات النهائية، لتحديد موعد افتتاحه أمام الزوار، وهو الأمر الذي تم بأحدث الطرق العلمية والتي سبقها إعداد مجموعة من الدراسات بواسطة مركز هندسة الآثار والبيئة جامعة القاهرة مع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة والآثار.

ونرى أن تلك الأعمال التي تتم بقصر محمد علي بشبرا تعيد علينا من جديد أحداث حقبة مهمة فى التاريخ المصري، حيث شهد قصر محمد علي باشا أحداثًا تاريخية مهمة في تاريخ مصر الحديثة، فهو في حد ذاته تحفة معمارية نادرة على مستوى العالم، وبخاصة أنه جمع في عمارته وفنونه بين العالمين الغربي والإسلامي، ويبلغ عمره 200 عام.

بدأ محمد علي بناء قصره في شهر ذي الحجة سنة 1223هـ،  وأشرف على الإنشاء مشيد عمائره ذو الفقار كتخدا، وجاءت عمارة القصر على نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل، وساعدت المساحة الشاسعة للموقع الجديد على اختيار طراز معماري من تركيا، هو طراز قصور الحدائق والذي شاع فى تركيا على شواطئ البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة، ويعتمد هذا التصميم في جوهره على الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتتناثر في هذه الحديقة عدة مبان، كل منها يحمل صفات معمارية خاصة.

كان أول منشآت هذا القصر هو سراي الإقامة، وكان موضعها وسط طريق الكورنيش الحالي، وكان ملحقًا بها عدة مبان خشبية لموظفي دواوين القصر والحراسة، إضافة إلى مرسى للمراكب على النيل، وفي عام 1821 أضيفت إلى حديقة القصر "سراي الفسقية" التي ما زالت باقية حتى الآن، وتتكون سراي الفسقية من مبنى مستطيل‏ "76‏ مترا ونصف المتر فى ‏88‏ مترا ونصف المتر".‏

 

أما التصميم الداخلي للسراي ففريد من نوعه،‏ ومن الأشياء الجميلة التي كان ينفرد بها قصر محمد علي بشبرا أنه شهد إدخال أول نظم الإضاءة الحديثة، فقد عرفت إنجلترا هذا النظام سنة 1820 على يد م. جالوي، فأمر محمد علي باستدعائه لعمل التجهيزات الخاصة بذلك في قصره وكان ذلك يعد نقلة نوعية هائلة، كما تفرد القصر في جمعه بين الأسلوب الأوروبي في الزخارف وبين روح تخطيط العمارة الإسلامية.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة