أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

الزئبق الأحمر والديك الخرافى فى المقابر الأثرية.. سراب الثراء الفاحش!

الأحد، 26 سبتمبر 2021 11:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت فى مقال أمس، عمليات النصب وبيع الوهم والسراب للباحثين عن الثراء الفاحش، من خلال التنقيب عن الآثار، على يد دجالين ومشعوذين، وفندت علميا، أن الادعاء بالقدرة على اكتشاف المقابر والتماثيل والكنوز الأثرية، بالبخور والطقش المغربى، باهظ الثمن، لإبعاد الجن الحارس للمقابر، ولتأكيد المؤكد قررت الاستعانة برأى أستاذ آثار له وزنه وقيمته العلمية، سواء كأستاذ متخصص، أو من خلال تجاربه المهمة فى الحفريات بحثا عن الآثار، وما زال يقدم خدماته العلمية، حتى كتابة هذه السطور، وهو الدكتور حجاجى إبراهيم.
 
سألت الدكتور حجاجى، بوضوح: هل هناك جن يحرس المقابر الأثرية، ويمنع الوصول إليها، إلا بالتحايل من خلال تراتيل دينية وإطلاق البخور والطقش المغربى، وعند الفشل نهائيا فى صرفه، يلجأون للحل الكارثى، وهو قتل شخص وتقديم دمائه الساخنة قرابين للجن، فأجابنى بوضوح: هذا الكلام يتقاطع تماما مع العلم وكل أدوات العقل والمنطق.
 
وقال لى الدكتور حجاجى إبراهيم، من الأصل لا يوجد نقش أثرى سجله المصرى القديم، عن الجن والعفاريت، إنما عُثر على نقوش لعنات، لا علاقة لها بالجن ولا بديوك تصيح بأصوات مرعبة، كما يتردد، مدللا على أن كل البعثات العلمية سواء الأجنبية منها أو المصرية، كانت تعتمد على العلم فى الحفائر، والاستكشافات، وليس الخرافات!
الدكتور حجاجى إبراهيم، أكد لى أيضا، أن ما يروج له تحت زعم «لعنة الفراعنة» لا يوجد أى دليل علمى واحد يؤكد هذه الحقيقة، حتى الآن رغم محاولات العلماء فى تخصصات مختلفة ومنها الطبية، التوصل لأسباب إصابة عدد من المكتشفين سواء باحثين أو عمال، بأمراض مختلفة عقب الاكتشافات الأثرية، إلا أن كل هذه المحاولات فشلت، ولم يتوصلوا لسبب بعينه.
وعن وجود الزئبق الأحمر فى المومياوات الملكية، أوضح أستاذ الآثار، أنه خرافة، ولم يعثر على زئبق أو غيره، ولا يعرف سبب الترويج لمثل هذه الخرافات والخزعبلات، ولو كان هناك زئبق أحمر، كان الأجدر بعلماء الآثار العثور عليه، ووضعه فى المتاحف المختلفة، مؤكدًا أنه لم يرد نص أو نقش واحد على أى شاهد أثرى أشار تلميحا أو تصريحا إلى الزئبق الأحمر!
ونعود إلى لعنة الفراعنة، فالمؤكد أنه لا يوجد دليل علمى واحد يجزم بوجود لعنة الفراعنة، وكل الأبحاث العلمية التى أجريت منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 وحتى كتابة هذه السطور، فشلت جميعها فى تحديد أسباب الوفاة، رغم وقوع حوادث مميتة لكل من نفى أو تهكم على لعنة الفراعنة، أو اقتحم مقبرة أثرية لم يتم افتتاحها من قبل، مع الاعتراف كما قال الدكتور حجاجى إبراهيم، أن هناك لعنات منقوشة على جدران عدد من المقابر.
 
ويبقى فى الأخير، التأكيد بأن وجود جن حارس على المقابر الأثرية، أو زئبق أحمر فى المومياوات الملكية، أو ديك خرافى يصيح بصوت مرعب، كلها أكاذيب وأوهام يروج لها الدجالون والمشعوذون، للنصب على الناس الباحثين عن الثراء السريع! 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة