أكرم القصاص - علا الشافعي

امرأة لا تعرف المستحيل.. "أم شريف" تقتحم مهن الرجال وتصبح أول حدادة عرائس الموالد وفوانيس رمضان فى الدقهلية.. تحب مجال التصنيع منذ طفولتها والحدادة بالنسبة لها فن ومهنة وصنعة.. وتؤكد: أحب التجربة والمجازفة..صور

الأحد، 26 سبتمبر 2021 07:00 م
امرأة لا تعرف المستحيل.. "أم شريف" تقتحم مهن الرجال وتصبح أول حدادة عرائس الموالد وفوانيس رمضان فى الدقهلية.. تحب مجال التصنيع منذ طفولتها والحدادة بالنسبة لها فن ومهنة وصنعة.. وتؤكد: أحب التجربة والمجازفة..صور
الدقهلية - مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تنكسر وتنحنى يوما أمام الظروف، لم تعرف مستحيل وكانت صامدة قوية فى وجه الشدائد، واضعة لنفسها بصمة مضيئة فى وجه كل محبط وكسول ويائس، إنها السيدة سعاد البربرى، ابنة مدينة المنصورة والشهيرة بـ"أم شريف"،صاحبة الـ50 عام. هى إحدى المكافحات، التى حققن نجاحا فى حياتهن الأسرية والاجتماعية والعملية، بشجاعتها وقوتها وإرادتها التى كانت أقوى من أى أحد، فعشقها للإبداع والفن والجمال كان سببا فى تحقيقها المستحيل وامتهانها لمهن الرجال لتكون أول حدادة عرائس وفوانيس رمضان فى الدقهلية.

وقالت سعاد، إنها عشقت مجال التصنيع منذ طفولتها، فأتقنت فن حياكة الكروشيه وكانت تبدع فى تصميم المفروشات وتطريز الملابس أثناء دراستها المدرسية ومع الوقت بدأت تطور من نفسها حتى وصلت للاحتراف وبدأت تبيع ما تنتجه من ملابس وتصميمات حتى أصبح لها اسم لامع فى مجال التطريز والخياطة.

امرأة لا تعرف المستحيل (1)

وأشارت إلى أنها ظلت تعمل بمجال الكروشيه والتطريز حتى سن الأربعين، لتجد فضولها وحبها للتجربة يجذبها نحو مهنة أخرى يمتهنها الرجال وهى مهنة الحدادة، مضيفة أنها لم تتردد لحظة لاقتحام هذا المجال الذى قد يكون غير مناسبا للمرأة، ولكن حب الاستطلاع أرغمها على التجربة وتغيير مجال عملها تماما من حياكة الكروشيه لأسطى حدادة بورشة.

امرأة لا تعرف المستحيل (13)

وأضافت أنها منذ طفولتها وهي تحب الإبتكار وخلق كل ما هو جديد ومختلف، ففي التطريز كانت تهتم بحياكة مفروشات ذات طابع مميز وجذاب، وفي مجال الحدادة تقوم أيضا بتصنيع نماذج لعرائس مختلفة في الشكل والحجم، وأصبحت تبتكر نماذجا حديثة تتلائم مع التطور وتناسب جميع الأذواق لتصنع لنفسها اسم في مجال حدادة العرائس والفوانيس.

امرأة لا تعرف المستحيل (2)

وقالت "أم شريف"، إنها كانت تبدع في صناعة العرائس والأكواب وغيرها ولكن منتجاتها لم تكن تعش طويلا لكونها مصنوعة من الكرتون، مما جعلها ضعيفة وسريعة التلف، فقررت أن تصنع العرائس من الحديد لتحسن من عملها وتحافظ على مجهودها وتلبي احتياجات زبائنها وتحافظ عليهم.

امرأة لا تعرف المستحيل (14)

وأشارت إلى أنها في بداية دخولها لعالم الحدادة، لم تبدأ هي بتقطيع الحديد، بل كانت تذهب لشراء الحديد الجاهز من ورش أخرى للحدادة، وفي يوم لفت انتباها أسطى الحديد وهو يقطع ويطوع الحديد، فقررت أن تدخل المجال بكل طاقتها وتتعلم الحدادة لتصنع منتج يحمل اسمها ويكون بصمة مضيئة لإبداعها ومجهودها.

امرأة لا تعرف المستحيل (15)

وأضافت أنها قامت بشراء كافة المعدات الخاصة بتقطيع وتطويع الحديد، وقام الحدادون بتعليمها ودعمها حتى تفوقت على نفسها وأصبحت قادرة على صناعة كافة أنواع العرائس والفوانيس، مضيفة أنها أرادت التميز فبدأت تشاهد مقاطع فيديو تعليمية وتجرب وتحاول مع نفسها لتبتكر تصميمات جديدة غير تقليدية.

امرأة لا تعرف المستحيل (3)

وقالت إنه بالرغم من صعوبة الأمر فى البداية إلا أنها كانت تحاول مرارا وتكرارا بمساعدة أحد الأشخاص لتتعلم الحدادة وتعرف سر الصنعة، مشيرة إلى أنها خاضت العديد من التجارب وعرضت نفسها للمخاطر حتى استطاعت أن تشرب المهنة وتصنع لنفسها كيان فى مجال الحدادة بمدينة المنصورة.

امرأة لا تعرف المستحيل (4)

وأضافت أنها أرادت التميز والاختلاف فتخصصت فى صنع الحديد الخاص بعرائس المولد وفوانيس رمضان، لأنه فن ويتيح لها الفرصة للابتكار والإبداع، ويذكرها بطفولتها والزمن الجميل ومتنفس لقدراتها الفنية، لتكون بذلك أول حدادة بمجالها فى المدينة.

امرأة لا تعرف المستحيل (5)

"أنا اتعودت على الشغل ومن غيره بتعب وسر تحملي في الصبر والحب".. هكذا عبرت "أم شريف"، عن علاقتها بمهنة شاقة كالحدادة، فقالت أن العمل بالنسبة لها كل حياتها، فتعمل يوميا بشكل منتظم دون أخذ قسط من الراحة، مشيرة أن راحتها تكمن في الوقوف بالورشة وتقطيع الحديد وصناعة العرائس، مضيفة أنها تشعر بالمتعة والسعادة وهي تصنع العرائس، ولكونها قادرة على الإنتاج ولها دور في خدمة المجتمع.

امرأة لا تعرف المستحيل (6)

وأشارت أنها تعاني كثيرا من مشقة مهنة الحدادة وتتعرض للكثير من المخاطر، ولكن إرادتها وحبها للمجازفة يزيد من تعلقها بالمهنة ويفقدها أنوثتها يوما بعد يوم.

امرأة لا تعرف المستحيل (7)

وقالت سعاد، إنها تفخر لكونها حدادة وتعمل فى مهنة كان يحتكرها الرجال، مضيفة أن الحدادة بالنسبة لها كل حياتها، وبرغم صعوبتها ومشقتها إلا أنها ستظل تقطع الحديد وتلحمه لتصنع عرائس ترسم بها البسمة على الأطفال والشباب لآخر نفس فى حياتها.

امرأة لا تعرف المستحيل (8)
 
امرأة لا تعرف المستحيل (9)
 
امرأة لا تعرف المستحيل (10)
 
امرأة لا تعرف المستحيل (11)
 
امرأة لا تعرف المستحيل (12)
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة