دائما الحضارة المصرية هى صاحبة الكلمة الأولى فى العالم، فأينما وجدت تجذب الأنظار إليها، وهذا ما نلاحظه من خلال معارض وزارة السياحة والآثار المصرية فى الخارج، فعلى سبيل المثال معرض توت عنخ آمون الذى نجح نجاحا باهرا في أمريكا وفرنسا، لدرجة أنه تفوق على معرض نابليون بونابرت الذى أقيم طوال 4 أشهر مضت، لمناسبة المئوية الثانية لوفاته في 5 مايو 1821 بجزيرة سانت هيلينا.
حيث ذكرت العربية أن الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت خسر ب رغم كل ما كان له من أمجاد، معركة تاريخية أخرى، مختلفة عن حاسمة عسكريا، وهزمه فيها الجيش البريطاني في 18 يونيو 1815 قرب قرية واترلو ببلجيكا، وهازمه الجديد هو الفرعون الشهير توت عنخ آمون، بحسب ما تبين من معرض أقاموه طوال 4 أشهر مضت عن الإمبراطور لمناسبة المئوية الثانية لوفاته في 5 مايو 1821 بجزيرة سانت هيلينا.
المعرض الذي نظمه مركز Grande Halle de Villette خارج باريس، زاره 135 ألفا، مقابل مليون و300 ألف زاروا معرضا نظمه المركز نفسه بين مارس وسبتمبر 2019 عن الفرعون المصري، وفق ما ذكرت صحيفة o Le Figar كمفارقة قرأتها "العربية.نت" في موقعها، نقلا عن مستشار سابق للمعرض الذي كلف 4 ملايين دولار، وهو الصحافي والمؤرخ David Chanteranne الخبير بنابليون، من أن الامبراطور الفرنسي: "يتمتع بشعبية في كل مكان، باستثناء وطنه، حيث يجد الفرنسيون صعوبة في تحمل تراثه" ملمحا ربما إلى موقف فرنسا الغامض من الرجل الذي سيطر على البلاد بعد ثورتها الشهيرة.
عن وفاة نابليون بعمر 52 في منفاه البريطاني بالجزيرة النائية، أقاموا معارض بالعشرات، وألفوا أكثر من 100 كتاب، إضافة لمزادات نظموها، باعت تذكارات مرتبطة بالإمبراطور. أما في المعرض الأخير، فظهرت عباءة حمراء طويلة كانت ترتديها زوجته الأولى Joséphine de Beauharnais إضافة لعربة استخدمها في حفل زفافه من الأرشيدوقة النمساوية Marie-Louise زوجته الثانية، كما ظهر في المعرض سيفه وإحدى قبعاته ذات القرنين وخيمته في ساحة المعركة، وهو ما أصبح من الروتينيات عن الإمبراطور، لذلك خطف الفرعون المصري الأضواء منه بامتياز كبير، حتى في عقر داره بباريس.
عدد من المعلقين، ذكر أنه بعيدا عن توحيد فرنسا، فقد سلط المعرض الضوء على الانقسامات بين يساريين يلومون نابليون على قتل الثورة ويمينيين يعتبرون أنه أنقذ البلاد من الاضطرابات. أما قلة الزوار، خصوصا الأجانب، فسببه بحسب ما تلخص "العربية.نت" ما نقلته صحيفة "التايمز" البريطانية بعددها اليوم عن المستشار السابق للمعرض، الجائحة الكورونية، كما ومزاعم يسارية بأن نابليون كان عنصريا ومتحيزا ضد المرأة.
كذلك استنكر كثيرون تمجيد المعرض لإمبراطور أعاد العبودية بعد إلغائها خلال الثورة "لذلك كان من الخطأ إقامته في مركز مرتبط بالثقافة الشعبية لا بأس في إقامة معرض لجيمس بوند أو مارلين مونرو، ولكن لا لنابليون الذي أصبح شخصية برجوازية ومؤسساتية في فرنسا" وفقا لرأي المستشار السابق بالإمبراطور الذي نجح مزاد نظمته دار Sotheby’s الأسبوع الماضي في باريس، ببيع قبعة ذات قرنين ثبت أن نابليون كان يضعها على رأسه أثناء حملة تكللت بالنصر في 1807 على بروسيا وبولندا، واشتراها مقتن أميركي للتحف بأكثر من مليون و400 ألف دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة