أكدت جامعة الدول العربية أن جائحة كورونا زادت من حجم التحديات التى تواجهه المنطقة العربية المثقلة أصلاً بالحروب والنزاعات، خاصة الصعوبات الكبيرة والجديدة التى واجهها المهاجرون واللاجئون خلال العامين الماضيين بسبب هذه الأزمة.
جاء ذلك في كلمة السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية في الجلسة الافتتاحية لندوة "الاستجابة لجائحة كوفيد-19 في المنطقة العربية: برامج التلقيح وادماج المهاجرين واللاجئين" التي عقدت اليوم الأربعاء، عبر الاتصال المرئي.
وقالت السفيرة هيفاء أبو غزالة إن جائحة "كوفيد -19" فرضت عليهم أعباء هائلة وأضرت كثيرًا بأوضاعهم الصحية والاجتماعية والاقتصادية. وتمثل ذلك في انتشار الإصابة بفيروس كورونا في مخيمات اللاجئين المكتظة، وتقطع السبل بالكثير بسبب القيود على السفر، وتعرضهم لمخاطر فقدان الدخل وسبل العيش، فضلاً عن تقليص وسائل الهجرة النظامية وازدياد مخاطر الهجرة غير النظامية وغير الآمنة ووقوع هؤلاء في أيدي عصابات التهريب وتجار البشر، مشيرة إلى أنه رغم ذلك، أشادت العديد من الجهات بالدور الكبير الذي قام به المهاجرون في الخطوط الأمامية للتصدي للازمة، بدءاً من رعاية المرضى والمسنين ووصولاً إلى ضمان الإمداد بالأغذية أثناء إجراءات الإغلاق، مما سلط الضوء على أهمية ما يقدمونه بشكل عام من إسهامات في المجتمعات في شتى أنحاء العالم.
وأضافت أن الدول العربية بذلت جهودا مقدرة لتوفير الرعاية الطبية للمهاجرين واللاجئين جنباً إلى جنب مع مواطنيها رغم كل التحديات والضغوط التي تواجهها، حيث تم توفير الرعاية الطبية المجانية واللقاحات، واجراء الفحص الطبي بصرف النظر عن الوضع القانوني ، كما أطلقت الدول حملات تستهدف الصحة العامة والتوعية، وصاحب ذلك منح فترات العفو وتسهيل شروط الهجرة لضمان حصول المهاجرين
على وضع قانونى وعمل رسمي ، معربة عن تقدير جامعة الدول العربية عالياً لكل هذه الجهود وتثمينها لكل نشاط مخلص يدفع بحصول المهاجرين واللاجئين على الرعاية اللازمة.
واستعرضت السفيرة أبو غزالة جهود جامعة الدول العربية في هذا الشأن حيث أصدر المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري في مايو 2020 بيانا بشأن التعامل مع جائحة "كوفيد 19"، تم فيه التأكيد على أهمية تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية لضمان توفير سبل الرعاية اللازمة للاجئين والنازحين وتقديم الدعم الاقتصادي والاجتماعي لهم ، كما حرصت الأمانة العامة للجامعة العربية على إدراج موضوع التعامل مع جائحة "كوفيد-19" كمحور للنقاش في الاجتماعات التي تنظمها في مجال الهجرة واللجوء، واعدت أيضاً تقريرا حول جهود الدول العربية لتوفير الرعاية اللازمة للاجئين والمهاجرين في إطار الاستجابة للجائحة استندت فيه إلى المعلومات الواردة إليها من قبل الدول الأعضاء، لتسليط الضوء على الجهود الوطنية المبذولة وتبادل التجارب وأفضل الممارسات.
وأشار إلى أن الجامعة العربية تتعاون مع فريق العمل الإقليمي المعنى بجائحة كوفيد-19 والهجرة والتنقل الذي تُعقد هذه الندوة بالشراكة معه،مشددة على أن الحق في الصحة وعدم التمييز شيء أساسي ولا غنى عنه، وأن يحصل المهاجرون واللاجئون على لقاح فيروس كورونا هو أمر حتمي يساهم في حماية المجتمعات بأكملها .
وتابعت "أبو غزالة":" بالفعل تم إدراج اللاجئين وغيرهم من المهاجرين في برامج التطعيم، ولكن لا تزال هناك تحديات في بعض بلدان طالبي اللجوء وأولئك اللذين ليس لديهم صفة الهجرة النظامية " مؤكدة أن الأمر يستوجب علي الجميع مضاعفة الحهد والعمل التكاملي لرفع مستوى الوعي حول حملات التطعيم الوطنية، وأيضا ً الاستمرار في دمج المهاجرين واللاجئين في الخطط الوطنية للتصدي ومواجهة فيروس كورونا وضمان حصولهم على اللقاحات.
وجددت أبو غزالة التأكيد على حرص الجامعة العربية على الاستمرار في العمل مع كافة الشركاء للتعامل مع ما خلفته الجائحة من خسائر اجتماعية واقتصادية على المهاجرين واللاجئين.
ونظمت جامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية – إدارة شؤون اللاجئين والمغتربين والهجرة) والمنظمة الدولية للهجرة،اليوم ( عن بعد ) بالتعاون مع أعضاء فريق العمل الإقليمي المعني بجائحة كوفيد-19 والهجرة والتنقل ندوة حول "الاستجابة لجائحة كوفيد-19 في المنطقة العربية: برامج التلقيح وادماج المهاجرين واللاجئين"، شارك فيها ممثلو الحكومات من المنطقة العربية، والمنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين.
وأنشأت المنظمة الدولية للهجرة، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، بجانب 13 وكالة من وكالات الأمم المتحدة،فريق العمل الإقليمي المعني بجائحة كوفيد-19 والهجرة والتنقل تحت مظلة " الائتلاف القائم على قضايا الهجرة في المنطقة العربية" الذي تترأسه جامعة الدول العربية، والمنظمة الدولية للهجرة، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، ومنظمة العمل الدولية.وذلك إيمانا من تلك المنظمات الدولية والإقليمية بأهمية تظافر الجهود لمواجهة هذه الأزمة.
وستقدم الوثيقة الختامية لهذه الندوة النتائج المستخلصة والتحديات وأهم التوصيات التي خرجت عن النقاشات، كما ستعمل على إطلاع المنتدى العالمي لاستعراض الهجرة الدولية المقرر عقده في عام 2022.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة