من رحم المعاناة يولد الأمل.. هذا ما ينطبق على السيدة الأولى فى الصعيد التى تمكنت من اقتحام عالم الأعمال الحرة، واستطاعت أن تحقق نجاحات لتتحول إلى رمز يحتذى فى كل مكان.
من قرية تلة التابعة لمركز المنيا، خرجت أم ولاء السيدة الخمسينية، بسيارتها ربع نقل متوجهه إلى مصانع البوتاجاز، لنقل الإسطوانات إلى التجار، متحدية كل العادات والتقاليد ، لكن الهدف كان واضحا هو أن تغير حياتها الاقتصادية وتسعد أسرتها وتكون سندا حقيقيا لزوجها فى تربية الأبناء .
قالت أم ولاء التى لم تتجاوز 50عاما: أعمل فى مهنة قيادة سيارات النقل والربع نقل منذ أكثر من 18 سنة، وتمكنت من الحصول على رخصة مهنية درجة أولى لقيادة سيارات النقل الكبير، وهو ما جعلنى أول سيدة تحصل على تلك الرخصة فى الصعيد .
ام ولاء سائقة التاكسي بالمنيا
وأضافت قائلة: البداية كانت عندما قررت أن أغير حياتى إلى الأفضل وأساعد زوجى على أعباء الحياة، فقد طرقت أبوابا كثيرة للعمل.. فى البداية نزلت سوق المواشي للتجارة فى الماشية وبعت جزء من الشبكة لكنى فشلت" .
واستطردت أم ولاء: لم تكن النهاية بل جربت كثيرا وفى كل مرة أفشل، ووجدت نفسى فى قيادة السيارات الكبيرة النقل والربع نقل تعلمت القيادة وتميزت فيها حتى حصلت على الرخصة المهنية الأولى وأصبحت قادرة على العمل، حتى إنه طلب منى السفر إلى دولة السعودية لتعليم السيدات قيادة السيارات، لكنى رفضت ذلك وفضلت البقاء مع زوجى وأولادى" .
السائقة أم ولاء
وتابعت: خضت التجربة وبدأت أتعامل فى مصانع البوتاجاز وزوجى كان بجانبى، فهو دائما بجانبى يشجعنى ويرشدنى وهو سند لى، واستطعنا سويا أن نبنى منزلنا ونعيش فى ستر من الله بالتعاون والمحبة" .
وقالت : رغم مشقة العمل، إلا أنه ممتع عندما تجد نفسك بين أسرتك تتغير حياته تلك هى السعادة الحقيقية للإنسان، وليس معنى أن السيدة تعمل وتكسب المال تصبح رجل المنزل، لا فأنا سيدة فى منزلى وزوجى هو سى السيد " .
وأضافت أم ولاء : التعامل مع الرجال كان صعبا فى البداية خاصة فى مهنة نقل إسطوانات البوتاجاز، فأنت تذهب للمصنع وتحمل السيارة وتنقلها إلى التجار فكل التعامل فى علم الرجال فكيف تكسب ثقة واحترام الجميع تلك كانت أساسيات الخروج للعمل والحمد لله وفقنى الله فى عملى ولكن لم يثنينى عن دورى كأنثى وربة منزل أقوم بجميع واجباتى الزوجية .
أم ولاء السائق
وأشارت أم ولاء قائلة: العمل عبادة ولقمة العيش تحتاج إلى كفاح لا تترك زوجك يكافح وحده بل كونى سندا حقيقيا له، إذا أردتى تغيير حياتك إلى الأفضل ، وليس معنى ذلك أنك تتكبرى على الحياة بل كونى صلبا فى عملك وزوجة فى منزلك .
فيما قالت ولاء مصطفى عنتر، بالفرقة الثانية طب أسنان: والدتى هى التى علمتنى قيادة السيارات، وجعلتنى أعشق العمل منذ الصغر، لأنى فتحت عينى على الدنيا وجدت والدتى تكافح وتقود السيارة النقل والربع نقل فتعلمتها.
ولاء طالبة طب الأسنان تساعد والدتها
وأضافت : كانت والدتى تقوم بتوصيلى إلى الدروس، فكنت أطلب منها أن تعلمنى القيادة، ورغم رفضها فى البداية، إلا أننى كنت أقتنص فرصة أننى أذهب معها إلى عملها فى بعض أيام الأسبوع، وأطلب منها أن تعلمنى، وقد كان، وكانت دائما تقول إن قيادة السيارات النقل والربع نقل مختلفة عن السيارات الأخرى لكن حبى لعمل والدتى دفعنى لتعلم القيادة على سيارة ربع نقل .
ولفتت ولاء قائلة: أنا فخورة جدا بعمل والدتى وأساعدها كثيرا، وأحيانا الناس تندهش عندما ترى فتاه فى عمرى تقود سيارة كبيرة، لكن أنا أحب دائما أن أكون مميزة ، وافتخر جدا بعمل والدتى وأتحدث عنها كثيرا أمام زملائى، لأنى أؤمن بأنه لا فرق بين الرجل السيدة فى العمل، ولابد أن السيده تجد لنفسها مكان فى سوق العمل، وهذا أدعى للفخر" .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة