شهدت قرية سريوة التابعة للوحدة المحلية بقرية الجرايدة بمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، حادث مأسوي، لإشعال أب النيران في ابنته لخلافات أسرية بينهم، مما أحدث بها اصابات من الدرجات الثالثة.
بدأت الواقعة عندما اختفى الاب في زي النقاب، مبيتا النية بإشعال النيران في جسد نجلته إيمان ذات العشرين عاما، والتي رفضت الانصياع لأوامره بترك والدتها لتعيش معه، وبدون أن يمس قلبه شفقة أو رحمة بها، وفي لحظة شيطانية تمكن من دخول منزل طليقته، لتفاجأ إيمان بوالدها مرتديا النقاب، فسكب البنزين على جسدها، مؤكداً أن ذلك جزاء رفضها وشقيقها التوأم العيش معه وتفضيلهما لوالدتهما، وجزاءً لردها بأن والدتها تعبت من أجل تربيتهما بعدما هجرهم، وطلق والدتهما، والتي حصلت على حكم بالنفقة تتقاضاه من بنك ناصر ويبلغ 500 جنية مصري، وتعمل في بيع الخضروات.
ووفقًا لما أكدته الأسرة، فأنه يهدف لإيقاف مبلغ النفقة، وحاول ضم الأبناء دون جدوى وذلك لأنهم لا يعرفونه، فضلًا عن قيامه بطلاقها مرتين وحاول حرق منزل زوجها وتسبب لها في العديد من المشاكل.
قالت إيمان علي يوسف صالح، منذ ولادتها حتى وقت الحادث، لم يكون لها والدها إلا شخص غريب تعود على ايذائها، وفي المقابل وجدت أماً حنوناً تعمل ليل نهار لتوفير لقمة العيش لها ولشقيقها يوسف، حيث تبيع الخضروات على كوبري قرية سريوة التابعة لمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، وتمكنت من إنشاء منزل لهم، واهتمت بتعليمها فحصلت على دبلوم، والتحق شقيقها بكلية الهندسة، وخلال 7 سنوات لم تر من والدها إلا سوء معاملة، وحاول في بداية حياتها تزويجها من شخص لا ترغبه برغم أنها كانت مخطوبة لزوجها الأول، وأحدث مشكلات بينها وبين خطيبها حتى بعد زواجها، وتم الطلاق بسبب أفعاله، وما يقوله عنه .
وأضافت إيمان، أنها تزوجت مرة أخرى، ولكنه لم يتركها لتعيش حياتها، فتسبب لها في الإيذاء والمشكلات مع أسرة زوجها، وتم الانفصال للمرة الثانية بسببه، وقد هدد بحرق منزل زوجها، ونظراً لعدم رغبتهم في إحداث مشكلات تم الانفصال، مؤكدةً أنها رفضت العيش مع والدها، الذي لم يهتم بهم يوماً بعكس والدتهم.
وقبل الواقعة بليلة تواصل معها من رقم غير معروف، وطلب منها أن تترك والدتها هي وشقيقها ولكنها رفضت، وفوجئت في اليوم الثاني بوجوده داخل المنزل مرتديا نقابا، وفاجأها بسكب البنزين عليها، وعندما أرادات الهروب منه ومحاولة إخماد النيران من جسدها في دورة المياه أغلق عليها الباب، ولكن مع ازدياد صراخها سمعتها جارتها شيماء، فعندما علم بقدوم جارته قفز من الشباك هاربا، وبمجرد فتح الباب أسرع على ترعة صغيره مجاورة لمنزلهم، وألقت بنفسها في المياه، لإخماد النيران التي اشتعلت في أنحاء متعددة من جسدها.
وأضاف يوسف علي شقيق إيمان، أنه يعيش في حالة حزن وألم، فلم يكن يتوقع أن يفعل والده ما فعل، فقد عاش حياته مهدداً بسبب تهديداته المتكررة، فكل هدفه في الحياة أن يكمل تعليمه في كلية الهندسة، ولا يتلفت للمشكلات التي يحدثها والده والتي كانت تجعله يعيش في رعب، مؤكداً أنه لم يكن يتصور في يوم من الأيام أن يحمد الله على إلقاء القبض على والده، ليس فقط لكي يتوجه لكليته في أمان ويواصل حياته، ولكن حتى لا يحدث لوالده مشكلات مع الناس، ويكون جزاءه أكبر مما حدث.
وقالت سعادة مصطفى، والدة إيمان، إنها منفصلة عن زوجها منذ أكثر من 10 سنوات، ودبت الخلافات بينهم، وفضلت أن تختار أولادها وتترك له كل متعلقات الزوجية، وتم الانفصال بينهم، وبرغم ذلك هو دائم التعدي عليها وعلى أنجالها إيمان ويوسف، وتكررت عمليات حرقه للمنزل الذي يقيمون به 4 مرات سابقة، والمرة الخامسة التي حدثت منذ عدة أيام والتي أشعل النيران في نجلتها إيمان.
وأضافت والدة إيمان، أن زوجها السابق أراد ان يعود يوسف وايمان للعيش معه برغم أنه تركهم أطفالا صغراً ولم يهتم بهم ولا بتربيتهم، حتى حصلت إيمان على دبلوم فني، ويوسف التحق بكلية الهندسة.
وقالت والدة إيمان، في يوم الحادث رفضت إيمان العودة لوالدها عندما طلب منها ذلك في اتصال هاتفي، وفي اليوم التالي كانت بالأراضي الزراعية وفوجئت باتصال هاتفي يخبرها بأن والد ايمان اشعل فيها النيران، وتبين لها أنه كان يرتدي نقاب واستطاع دخول المنزل وعندما رأى إيمان سحب عليها البنزين، وفرت هاربة لدورة المياه لتخمد النيران إلا انه أغلق عليها الباب، وعندما ارتفع صراخها سمعتها احدى الجارات وذهبت مسرعة لإنقاذها فهرب والدها قافزاً من الشباك، وخرجت إيمان وألقت بنفسها في ترعة لتخمد النيران التي اشتعلت بها، وتم نقلها لمستشفى كفر الشيخ العام، مطالبه بتوقيع أقصى العقوبة عليه.
وأضافت أمال مصطفى، خالة إيمان، كان مشهد اشعال النيران في جسد نجلة شقيقتها لا يمكن تخيله، خاصةً عندما خرجت من المنزل تحاول إخماد النيران التي انتشرت في أجزاء كبيرة بسجدها، مؤكدة أن الرجل منزوع من قلبه الرحمة والشفقة، فكيف يتحمل اشتعال النيران في نجلته، وينتظر في المنزل 5 دقائق، وكأنه متلذذ من ذلك المنظر الذي لا يتحمله بشر، ولولا عناية الله وسماع نجلتها شيماء لصوتها، وهروبه من نافذة المنزل، لماتت إيمان محروقة، مطالبةً بتطبيق أقصى عقوبة عليه.
تلقى اللواء أشرف صلاح درويش، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن كفر الشيخ، واللواء خالد المحمدي، مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن كفر الشيخ، إخطارا من مأمور مركز شرطة بيلا يفيد بوصول ربة منزل مستشفى بيلا المركزي، تعاني من حروق متفرقة بالجسد نتيجة إشعال والدها النيران بها بقرية السريوة التابعة لمركز بيلا، وتحرر بذلك المحضر اللازم.
وبسؤال المصابة " إيمان. ع. ي. ص. ش "ـ قالت أنها كانت بمنزل والدتها بقرية سريوة التابعة لقرية الجرايدة بمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، رن هاتفها، لترد على المتصل فكان والدها، ليخبرها أن عليها ترك منزل والدتها وأن عليها العيش معه، لكنها قابلت ذلك بالرفض قائلة " إحنا منعرفكش أمي هي إلى ربتنا وبتصرف علينا» ليغلق والدها الهاتف في وجهها.
لتضيف إيمان في المحضر الذي حرر بمعرفة مباحث مركز شرطة بيلا، وفي اليوم الثاني سمعت أصوات طرق علي باب المنزل لتخرج لتنظر من على الباب لتفاجئ بشخص يرتدي نقاب فبادرته بالسؤال عن شخصيتها ظنًا منها أنها سيدة، لتفاجئ أن من يرتدي النقاب هو والدها ويحمل في يده " بنزين " ليسكبه عليها ويشعل النيران بها، واستغاثت بالجيران ليتدخل الجيران ويقومون بإلقائها في أحد المصارف المائية أمام المنزل وتمكنت الاجهزة الأمنية بمحافظة كفر الشيخ، من ضبط المتهم.
الاراضي الزراعية الفاصلة بين منزل ايمان ضحية والدها والترعة الصغيرة
الترعة الصغيرة التي القت ايمان نفسها بها لإخماد النيران
القناة التي القت ايمان نفسها بها
المكان الذي حاولت ايمان اخماد النيران بسجدها بالقائها في ترعة ترعة صغيره مجاوره للمنزل
المنزل الذي تقيم به الزوجة
خالة ايمان تروي قصة ابن شقيقتها
مدخل منزل والدة ايمان
منزل اسرة الفتاة
والدة ايمان ضحية والدها تروي لليوم السابع الواقعة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة