هناك ثمانية كواكب معروفة في النظام الشمسي (منذ الجدل القائم بشأن بلوتو)، ولكن لفترة من الوقت، كان هناك بعض الأدلة على أنه قد يكون هناك كوكب آخر إضافي.
واستعصى على العلماء حتى الآن اكتشاف الكوكب التاسع الافتراضي، لكن دراسة جديدة حددت المكان الذي يجب أن يكون فيه هذا الجسم السماوي المزعوم.
وقام باحثو معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا مايك براون وكونستانتين باتيجين برسم المسار المداري للكوكب الغامض، والذي لم يتم اكتشافه بعد.
وفي مدونة، أوضح براون أن "أعلى احتمال" لموقع الكوكب التاسع يقع بالقرب من الأوج، النقطة التي يكون عندها أبعد ما يكون عن الشمس، حوالي 60 درجة في المطلع المستقيم (هو الزاوية المحصورة بين الدائرة الساعية لجرم سماوي والدائرة الساعية لنقطة الاعتدال الربيعي)، "قريب جدا من مستوى المجرة".
وإذا كان الكوكب التاسع في الواقع على مسافة متوسطة من الأوج في الوقت الحالي، فسيكون على بعد نحو 500 وحدة فلكية (AU)، أو ما يقارب 46.5 مليار ميل من الشمس.
وعند رسم السماء الكاملة، ينتقل علماء الفلك من 360 إلى 0 في المطلع المستقيم (Right Ascension).
وكتب العلماء في الورقة البحثية: "باستخدام عينات من العناصر المدارية وتقديرات نصف القطر والبياض (قدرة جسم ما على عكس الضوء الساقط عليه من مصدر ضوئي كالشمس) لمثل هذا الكوكب، نحسب دالة التوزيع الاحتمالي للموقع على السماء للكوكب التاسع وسطوعه".
وأضافوا: "بالنسبة للعديد من الافتراضات المعقولة، يكون الكوكب التاسع أقرب وأكثر إشراقا مما كان متوقعا في البداية، على الرغم من أن توزيع الاحتمالات يتضمن ذيلا طويلا إلى مسافات أكبر، ويمكن أن تؤدي أوجه عدم اليقين في نصف قطر وبياض الكوكب التاسع إلى أجسام خافتة".
وأنشأ براون وباتيجين الخريطة من خلال النظر إلى بعض الأجسام المعروفة في حزام كايبر، الأجسام الجليدية بعد نبتون، والعديد منها لها مدارات غريبة يعتقد العلماء أنها قد تتأثر بالكوكب التاسع.
واستخدم الباحثون تجميع أجسام حزام كايبر كعلامة على وجود الكوكب التاسع بالنظر إلى مدى غرابة حدوث ذلك بشكل طبيعي.
وكتب مؤلفو الدراسة: "بعد تحديث حسابات التحيزات الملاحظة، وجدنا أن التجمع النجمي لا يزال كبيرا عند مستوى ثقة 99.6%''، ما يعني أن هناك فرصة بنسبة 0.4% فقط لأن يكون التجمع حدثا غريبا واقعا بالمصادفة.
وعندما أعادوا حساب المدار المحتمل للكوكب التاسع، تمكنوا من تحديد مكان البحث بشكل أفضل.
وتم التعرف على أكثر من 2000 كائن في حزام كايبر، ولكن يمكن أن يكون هناك "مئات الآلاف" في المنطقة، وفقا لوكالة ناسا.
وفي تحليلهم، قدر العلماء أن كتلة الكوكب التاسع تبلغ 6.2 مرة كتلة الأرض وأن الأوج (النقطة التي يكون عندها أقرب إلى الشمس) يبلغ نحو 300 وحدة فلكية.
كما أن ميله (مقدار ميله مقارنة بمستوى النظام الشمسي)، يبلغ حوالي 16 درجة. وللمقارنة، فإن ميل الأرض يساوي 0 درجة، بينما يبلغ ميل بلوتو 17 درجة، وفقا لموقع EarthSky.org.
وأحد الجوانب المثيرة للاهتمام في الدراسة هو أن المدار المحسوب حديثا يجعل الكوكب التاسع أقرب إلى الشمس مما كان يعتقد في الأصل. وهذا غريب، لأنه إذا كان أقرب، فيجب أن نكون قد وجدناه بالفعل.
ويجادل العلماء بأن الملاحظات حتى الآن قد استبعدت الخيارات الأقرب للكوكب التاسع، ما يساعد على تضييق موقعه المحتمل بشكل أكبر. وإذا كان الكوكب موجودا بالفعل، فيجب أن يكون قابلا للاكتشاف بواسطة مرصد Vera Rubin في المستقبل القريب.
وهذه الدراسة ليست قاطعة، ولا يزال العديد من علماء الفلك يجادلون بأن الكوكب التاسع غير موجود. لكن هذه النتائج توضح أننا لن نضطر إلى الجدال بشأنه لفترة طويلة، حيث أنه إما سيتم اكتشافه قريبا، أو ستستبعده الملاحظات كتفسير لتأثير التجمع النجمي لحزام كايبر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة