فى مثل هذا اليوم من كل عام 30 سبتمبر يتم الاحتفال بـ"اليوم الدولى للترجمة"، للإشادة بعمل المتخصصين فى اللغة، الذين يلعبون دورًا مهمًا فى التقريب بين الدول، وتسهيل الحوار والتفاهم والتعاون، والمساهمة فى التنمية وتعزيز السلام والأمن العالميين.
وتقول منظمة اليونسكو عن هذا اليوم : إن الترجمة مهنة نبيلة محورها نشاط معرفى وفضاء ثقافى وإبداعى، وتتجلى أهميتها فى كونها تفضى إلى تقارب الثقافات والشعوب، ونشر علومها المختلفة على نطاق أوسع بدلاً من حصر فائدتها فى المجتمع المحلى، فهى تسمح بحوار الثقافات بين مختلف الشعوب والأمم، على اختلاف لغاتها وأعراقها ومعتقداتها، بدلاً من الانكفاء محلياً في عصرٍ أصبحت فيه العولمةُ هي السمة الأكبر.
وإحقاقاً لأهمية الترجمة، أطلق الاتحاد الدولي للمترجمين (تأسس عام 1953) فكرة الاحتفاء "باليوم العالمى للترجمة" منذ العام 1991، كمناسبة لإظهار التعاون بين المترجمين فى أنحاء العالم، ولتعزيز أهمية الترجمة وأعمال المترجمين، ثم تجاوبت الجمعية العامة للأمم المتحدة مع هذا الطرح واعترفت بهذا اليوم واحتفت به للمرة الأولى في 30 سبتمبر من العام 2017.
وجاء فى بيان للأمم المتحدة بتلك المناسبة: "يُقصد باليوم الدولى للترجمة فرصة للإشادة بعمل المتخصصين فى اللغة، الذين يلعبون دورًا مهمًا فى التقريب بين الدول والشعوب والثقافات، وتسهيل الحوار والتفاهم والتعاون، والمساهمة فى التنمية وتعزيز السلام والأمن العالميين. إن نقل العمل الأدبي أو العلمي، بما في ذلك العمل الفني، من لغة إلى لغة أخرى، والترجمة المهنية، بما في ذلك الترجمة المناسبة والتفسير والمصطلحات، أمر لا غنى عنه للحفاظ على الوضوح والمناخ الإيجابى والإنتاجية فى الخطاب العام الدولى والتواصل بين الأشخاص".
وانطلاقاً من أهمية الترجمة، فقد وضعت المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الخطة القومية للترجمة التى أقرها مؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية فى الوطن العربى بالجزائر 9 – 11 مايو 1983.
وأوضحت الأمم المتحدة سبب اختيار يوم 30 سبتمبر للاحتفال باليوم الدولى للترجمة، حيث إنه فى 30 سبتمبر يحتفل بعيد القديس جيروم، مترجم الكتاب المقدس، الذي يعتبر شفيع المترجمين.
وكان القديس جيروم كاهنًا من شمال شرق إيطاليا، وهو معروف فى الغالب بمحاولته ترجمة معظم الكتاب المقدس إلى اللاتينية من المخطوطات اليونانية للعهد الجديد، كما ترجم أجزاء من الإنجيل العبري إلى اليونانية، وكان من أصل إيليرى ولغته الأم كانت اللهجة الإيليرية، وتعلم اللاتينية في المدرسة وكان يجيد اللغة اليونانية والعبرية، التي حصل عليها من دراساته وأسفاره. وتوفي جيروم بالقرب من بيت لحم في 30 سبتمبر من عام 420.
وفي كل عام منذ عام 2005 تدعو الأمم المتحدة جميع موظفيها وموظفي البعثات الدائمة المعتمدين والطلاب من جامعات شريكة مختارة للمنافسة في مسابقة القديس جيروم للترجمة في الأمم المتحدة، وهى مسابقة تكافئ أفضل الترجمات باللغات العربية والصينية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية وكذلك الألمانية، وتهدف إلى الاحتفال بتعدد اللغات وتسليط الضوء على الدور المهم للمترجمين وغيرهم من المتخصصين اللغويين في الدبلوماسية متعددة الأطراف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة