تمر اليوم الذكرى الـ814 على ميلاد مولانا جلال الدين الرومى، صاحب الطريقة المولوية والعلامة الصوفية الشهير، إذ ولد 30 سبتمبر عام 1207م، وهو شاعر، عالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، ثم متصوف (ترك الدنيا والتصنيف) كما يقول مؤرخو العرب، وهو عند غيرهم صاحب المثنوى المشهور بالفارسية.
تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية التى كتبت أغلبها باللغة الفارسية وبعضها بالعربية والتركية، تأثيراً واسعاً فى العالم الإسلامى خاصة على الثقافة الفارسية والعربية والأردية والبنغالية والتركية، وفى العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم.
واشتهر كذلك بالشعر، ومن أشهر أشعاره "الرُّباعيات"، وهى مليئة بالزندقة، ولا عجب إذا علمنا اهتمام الغرب بطباعتها ونشرها، وقد ترجموها إلى لغات عديدة مثل الإنجليزية، والفرنسية، والروسيَّة، والألمانية، وغيرها.
عادة، تصنف أعمال الرومى إلى عدة تصانيف وهي: الرباعيات، ديوان الغزل، مجلدات المثنوى الستة، المجالس السبعة ورسائل المنبر، إلا أن البعض شكك فى تلك الرباعيات المنسوبة إليه، ويرى بعض الباحثين كالزِّركلى أنه تاب من ذلك وحجّ ، وبعضهم كعبد الحق فاضل يشكك فى نسبة الرباعيات له !
والرباعيات من أعمال مولانا جلال الدين الشعرية، ويصل عددها إلى 1659 رباعية منسوبة إليه، كما تصل فى بعض النسخ الفارسية المحققة إلى 1983 رباعية. يختلف عدد الرباعيات المنسوبة إلى مولانا جلال الدين الرومى من مخطوطة إلى أخرى اختلافًا كبيرًا، بل ومفرطًا أحيانًا، وكثير من المجموعات الكبيرة تتضمن رباعيات منسوبة إلى شعراء سابقين ويمكن اعتبار انتسابها للرومى غير صحيح -حسب وصف فرانكلين لويس فى كتابه الرومى شرقًا وغربًا. لكن طبيعة الرباعيات من حيث هى نوع أدبى موجز وعميق المعنى وشفهى أساسا جعلت كثيرًا منها ينتقل من شاعرٍ إلى آخر.
وبحسب كتاب "قميص يوسف - رباعيات مولانا جلال الدين الرومى" فإن عمل جلال الدين الرومى الأعظم فهو ديوان غزلياته الذى سمّاه باسم أستاذه "ديوان شمس الدين التبريزى"، وهذا الديوان الذى يحتوى بين دفتيه على اثنين وستين ألف بيت يُعدّ من أعظم ما أُلف فى التصوف الإسلامى، ومن الممكن أن نجد فيه شاهدًا على أى فكرة طرقها الصوفية فى أسلوب شعرى حافل بالوجد، يصعب على أى ترجمة مهما بلغت من الإتقان أن تحتفظ بروحه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة