في أجواء الريف البسيطة ووسط الزرع الأخضر والهواء، كانت الطفلة ( لوزة ) تلعب مع صديقاتها، تقضي أغلب وقتها في المرح واللهو، كانت تشاركهن جميع التفاصيل إلا التعليم، فالكتب والأدوات المدرسية لم تشغل تفكيرها ولا تلفت نظرها إلا في يوم الدراسة الأول، حين يجذبها شكل الشنطة الصغيرة وملابس المدرسة الجديدة، لكن باقى الأيام لا يتمكنوا من السيطرة على عقلها الصغير.
ولدت "لوزة" في عائلة بسيطة، فكان الأب لا يجبر بناته على التعليم، فكانت لا تعطي للدراسة أي اهتمام، حتى وصلت لسن الـ 13 ومن هذا العمر تبدلت حياتها.
انتقلت الطفلة الصغيرة من بيت والدها لبيت زوجها، تخلت عن طفولتها واللعب مع صديقاتها، لتواجه مسؤوليات لم تكن تعلم عنها أي شىء، وتمر الأيام والسنون حتى تقضى 10 سنين في عش الزوجية.
فى أحد الأيام زار بعض الأصدقاء زوجها، وكلما سألها أحدهم عم مؤهلها ودرجة تعليمها كان الخجل يسيطر عليها حتى شعرت بالحزن، ومن هذا الوقت قررت "لوزة" أن تمحو أميتها.
كان الداعم الأكبر في هذه الرحلة هو زوجها الذي كان يساندها بكل شئ سواء مادياَ أو معنوياَ، حيث لم يهتم لكلام الناس التى كانت تستنكر مت ذهابها للمدارس في مثل هذا السن الكبير، بل كان يوفر لها المدرسين في المنزل وكل ما تحتاج حتى تنجح
توالت السنين علي"لوزة" تدرجت خلالها في السنوات الدراسية من الإبتدائية للإعدادية وصولأَ للمرحلة الجامعية والتحاقها بكلية الخدمة الإجتماعية. وحالياَ في طريقها للماجستير
تقول "لوزة " في نهاية حكايتها أن التعليم حول حياتها من الظلام الي النور، وأنه بالرغم من أن الله لم يمن عليها بالأولاد لكنه عوضها بزوج لولاه ما أكملت الطريق ووصلت لما هي فيه الآن.