مع اقتراب العام الدراسي يتجدد الأمل نحو عودة الحياة الطبيعية لمدارسنا من جديد وانشغال الرأى العام بمستقبل التعليم فى ظل ظروف وباء كورونا، لكن ما يدعو للتفاؤل أن الحكومة أصبحت قادرة بل أكثر مرونة وجاهزية للتعامل مع مستجدات الجائحة وتضع التعليم على رأس أولوياتها إيمانا بأن التعليم يشكل ركنا أساسيا من أركان بناء الأجيال وصناعتها.
وإذا كان "التعليم عن بُعد" أصبح ضرورة في ظل الجائحة وفى ظل مستجدات الحداثة، لكن الحضور والعودة للمدارس أمر لا يقل أهمية بل ضرورة رئيسية، لأن ببساطة المدارس هى المعامل التي تكون الأجيال وتحدد طبائعها وترسم شخصياتها، لذا كلنا أمل نحو عام دراسى جديد يحمل التفاؤل والأمل مع الجد والاجتهاد، وأن يعود طلابنا لاقتحام الفصول مرة أخرى بلباس موحدة وحقائب على ظهورهم وتنفس للصعداء من جديد.
والملفت دائما أنه مع اقتراب العام الدراسي نجد حملات من الشائعات الممنهجة حول مناهج التعليم، وطرق التدريس، بل نجد أكاذيب وافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان حول إلغاء العام الدراسى أو تأجيله، ودائما ما يقف وراء تلك الشائعات هم المنتفعون وأصحاب المصلحة الخاصة والفوضويون، وهنا يجب دق ناقوس الخطر ووضع ذلك فى الاعتبار، وأن يكون المنهج هو متابعة الوزارة عبر قنواتها ووسائلها الرسمية بعيدا عن فوضى العالم الافتراضى.
وما يجب فعله أيضا ونحن نستقبل العام الدراسي ، وهنا الكلام لأولياء الأمور، ضرورة تغيير الثقافات التعليمية فيما يخص الاعتماد على الدروس الخصوصية والكتب الخارجية كطريقة تحصيل لأبنائهم، فكلنا رأينا نتائج الثانوية العامة، والتي أكدت قطعا قياس المهارات والقدرات وكانت بمثابة ضربة قاتلة لمافيا الدروس الخصوصية وكشفت زيفهم وكيف كانوا يصنعون تفوقا وهميا للطلاب.
لذا، ندعو إلى منح الفرصة كاملة فى تطبيق ما تصبوا إليه الدولة، والتخلى عن المورثات الاجتماعية التى ترسخ النجاح فى الامتحانات هو الغاية النهائية، فالأهم التعليم لا الشهادات، وأن يكون لدينا خريج يصلح لسوق العمل، متسلح بكل وسائل المعرفية العصرية، مع ضرورة الإيمان بأن حلم العودة للمدارس مرهون بالتزامنا بالإجراءات الاحترازية لحماية أنفسنا من الوباء الذى ما زال يخيم على البشرية.
وختاما، كما اشتقنا للعودة للمدارس ومنظر الزى الموحّد للطلبة الذى يسر الناظرين، ويعزز قيم المساواة والعدالة والجمال في نفوس أبنائنا، فنعم يوم العودة للمدارس يوم ولا أحلى، حيث الحركة الدؤوبة والنشاط الحيوية، لكن لا نملك سوى أن ندعو بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والحصول على اللقاح والتطعيم، والبعد عن مروجى الشائعات ليتحقق حلم العودة وعودة الحياة الطبيعية..