أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب:ذات يوم..6سبتمبر 1969 الملك إدريس السنوسى يطالب عبدالناصر بالتدخل لدى قادة الثورة الليبية لإطلاق ابنته بالتبنى «سليمى» وسكرتيرة زوجته الملكة فاطمة

الإثنين، 06 سبتمبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب:ذات يوم..6سبتمبر 1969 الملك إدريس السنوسى يطالب عبدالناصر بالتدخل لدى قادة الثورة الليبية لإطلاق ابنته بالتبنى  «سليمى» وسكرتيرة زوجته الملكة فاطمة إدريس السنوسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان ملك ليبيا إدريس السنوسى فى مدينة «بورصة» بتركيا، حين استولت مجموعة من ضباط الجيش بقيادة معمر القذافى على السلطة، 1 سبتمبر عام 1969، وتلقى «الملك» نبأ التطورات فى بلاده عن طريق زوجته الملكة فاطمة، وفقا للأهرام يوم 2 سبتمبر 1969، مؤكدة أن مندوب وكالة «يونيتد بريس» الأمريكية أبلغها بأنباء طرابلس، بينما كانت تشترى احتياجاتها من سوق مدينة «بورصة» التى يستشفى فيها الملك من يونيو الماضى، وغادرت الملكة السوق علِى الفور بصحبة السفير الليبى فى تركيا، وسرعان ما تحركت قوات الأمن التركية لإقامة شبكة حراسة حول العائلة المالكة.
 
كان «السنوسى» ملكا على ليبيا منذ 24 ديسمبر 1951 بعد تأسيس أول جمعية وطنية للولايات الليبية الثلاث، برقة، طرابلس، فزان، وتزوج من ابنة عمه «فاطمة» الشريف عام 1934، ولم ينجبا، وكفلا ابن شقيقها «عمر» و«سليمى» جزائرية يتيمة، وفور أن قامت «ثورة الفاتح» ترقبت الأنظار رد فعله، حيث انتقل إلى مصيفه فى مدينة «كامينا فورلا» اليونانية.
 
 تتبعت «الأهرام» منذ اليوم الثانى للثورة، تحركاته وأخباره، وقالت فى يوم 5 سبتمبر، 1969، أنه كثف جهوده لجمع التأييد له، وهو موجود فى مصيف «كامينا فورلا» وأن ابنته بالتبنى «سليمى» فى طرابلس منذ وقت حدوث الثورة، وأن مبعوثه «عمر الشلحى» أجرى اتصالات مع الحكومة البريطانية للعمل على إعادته للعرش منذ أن سافر إليها يوم 2 سبتمبر 1969.
 
فى يوم 6 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1969 كشفت «الأهرام» فى تقرير كتبه رئيس تحريرها الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، أن الملك إدريس السنوسى لا يفكر فِى الظروف الراهنة على الأقل فى العودة إلى ليبيا، وبرغم أن هناك قوى دولية ومصالح شخصية حاولت أن تضغط عليه لكى يعود، إلا أن الجميع أدركوا الآن مدى اختلاف الظروف، وسواء خف ضغط هذه القوى والمصالح عن الملك العجوز «مواليد 12 مارس 1890» أو أن الملك العجوز قرر لنفسه واختار، فإن العودة إلى ليبيا لم تعد مطروحة، وذلك بتأكيد من الملك نفسه الذى بعث برسالة إلى الرئيس جمال عبدالناصر ببرقية حولها بدوره إلى مجلس الثورة الليبى.
 
يؤكد هيكل، أنه اطلع على نسخة منها فى بنغازى، ونصت البرقية حرفيا: «حضرة صاحب الفخامة صديقنا العزيز الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة.. سلاما واحتراما، وبعد.. أرجو من فخامتكم التوسط لدى رئيس الثورة بليبيا ليطلق ابنتنا «سليمى»، وسكرتيرة زوجتنا المدعوة الآنسة «سحر» اللتين فى الحجز بطرابلس وإرسالهما إلينا جوا فى اليونان، ونؤكد لفخامتكم أن كل ما أشيع عنا بأننا عازمون على العودة إلى ليبيا لا نصيب له من الصحة.. ولفخامتكم جزيل الشكر.. محمد إدريس المهدى السنوسى».
 
يذكر هيكل، أنه كان على القاهرة أن تحول برقية الملك إلى مجلس قيادة الثورة فى ليبيا يقرر بشأنها ما يراه، وكان ذلك موضع وساطة الرئيس عبدالناصر.. يؤكد: «علمت بعد ذلك فى القاهرة أن الرئيس بعث ببرقية إلى الملك تحمل إليه الاستجابة لما طلب».
 
نشرت «الأهرام» يوم 7 سبتمبر، 1969، نص برقية عبدالناصر إلى السنوسى، ونصها: «الملك محمد إدريس المهدى السنوسى.. تلقيت بكل الاحترام برقيتكم، واتصلت على الفور بالإخوة فى مجلس قيادة الثورة فى ليبيا، وكان الرد الذى تلقيته منهم إيجابيا، وتنفيذه سوف يتم بإذن الله فى أقرب وقت، وأبعث إليكم بوافر التحية وتقبلوا أطيب الأمانى لكم بالصحة».
 
أيضا كان المانشيت الرئيسى للأهرام يوم 7 سبتمبر: «الملك إدريس يوقع خلال أيام وثيقة رسمية بالتنازل عن العرش».. وأن وفدا يمثل مجلس قيادة الثورة الليبى سيصل قريبا إلى «كامينا فورلا» المصيف اليونانى الذى يقيم فيه الملك للتوقيع على وثيقة التنازل، وإنهاء الإجراءات الرسمية الخاصة به».. أضافت الأهرام، أن الملك صرح بذلك عن طريق متحدث باسمه، وقال إنه سيبحث أيضا المشكلات المتعلقة بممتلكات الملك إدريس وثروته المودعة فى بنوك داخل ليبيا وخارجها، وأن الملك السابق يرغب فى العودة إلى ليبيا مع الملكة السابقة فى المستقبل، وأنه يريد أن يعيش وأن يموت فيها كمواطن عادى».
 
أضافت «الأهرام»، أن المتحدث باسم الملك أكد أنه يتنصل من مهام مستشاره عمر الشلحى الذى كان سافر إلى لندن ليطلب - كما قيل فى لندن - تدخلا بريطانيا مسلحا لإعادته إلى العرش، وقال إن الملك لم يطلب من الشلحى الذهاب إلى لندن أو واشنطن، وذكر المتحدث أن الملك غمرته السعادة عندما علم أن ابنته المتبناة «سليمى» فى صحة طيبة عن طريق مكالمة تليفونية تلقاها من ألمانيا، كما علم من هذه المكالمة - التى لم تعلن شخصية طرفها الآخر - أن سليمى «16 سنة» تقيم فى أحد القصور الملكية بالقرب من طرابلس.  









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة