أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: "دلتا ومو" سلالات كورونا تضاعف من ألغاز الفيروس المحير.. مصر استعدت بإنتاج لقاحات مختلفة والحصول على جرعات من اللقاح لتأمين ما يكفى المصريين.. وحمايتهم من سلالات تربك الأنظمة الصحية

الثلاثاء، 07 سبتمبر 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يتوقف الحديث عن سلالة متحور دلتا من فيروس «كوفيد - 19»، وما زال المتحور دليلا على استمرار فيروس كورونا فى التقدم تجاه إيقاع المزيد من الضحايا، حتى ظهر ما يسمى متحور «مو»، الذى اكتشف فى كولومبيا بداية العام، وتم الإبلاغ عن حالات متفرقة فى أجزاء من أمريكا الجنوبية وأوروبا، ويحتوى على طفرات تشير إلى خطر مقاومة اللقاحات، المتحور الجديد يضاف إلى سابقيه ليؤكد استمرار أزمة الفيروس إلى أجل آخر، وينهى توقعات سابقة بانتهاء الفيروس حال تطعيم أغلبية البشر، وتدعم الاتجاه المتشائم بشأن ظهور طفرات فيروسية جديدة تجعل التعامل مع الوباء أكثر صعوبة، وترتفع معدلات الإصابة فى ظل ظهور متغير «دلتا» شديد العدوى.
 
وحسب علماء الفيروسات، فإن كل الفيروسات تتحور بشكل طبيعى بمرور الوقت وكورونا ليس استثناء، ومنذ أن تم التعرف على الفيروس لأول مرة أوائل عام 2020، ظهرت آلاف الطفرات عليه، ويطلق اسم سلالة على المتحورات، ومعظم التغيرات تأثيرها ضئيلا أو معدوما على خصائص الفيروس، وفقا لمنظمة الصحة العالمية ومعظمها يختفى، لكن فى كل فترة يكون الفيروس محظوظا، من خلال التحور بطريقة تساعده على البقاء والانتشار، وهو ما حدث فى سلالات ألفا وبيتا وجاما ودلتا، وأخيرا «مو» الذى يبدو أنه أكثر خطرا. 
 
وتقول منظمة الصحة العالمية: إنها تراقب سلالة «مو» المعروفة علميا باسم B.1.62، ولديها خصائص الهروب من المناعة، وتختلف عن نسخة دلتا، ولكنها أقل من سلالات دلتا أو ألفا من فيروس كورونا، التى تم تصنيفها على أنها متغيرات مثيرة للقلق بسبب ضراوتها المتزايدة، ويقول بول جريفين، خبير الأمراض المعدية من جامعة كوينزلاند: إن خبراء الصحة يبحثون باستمرار عن متغيرات الهروب التى قد تجد أنه من الأسهل إصابة الأشخاص الذين تم تلقيحهم من خلال الطفرات فى بروتين ارتفاع الفيروس، مع احتمالية قدرته على مقاومة اللقاحات، خاصة أنه قد ظهر فى بعض دول أمريكا اللاتينية، كما ظهرت 3 حالات منه فى الصين من بين 4500 حالة فى العالم حتى يومين.
 
ظهور «مو» وطفرات أخرى، يشير إلى استمرار اتساع وانتشار الفيروس عبر العالم، وهو ما يطيل أمد المواجهة، ويضاعف من الإغلاقات والإجراءات الاحترازية، خاصة مع بدء موجة رابعة من الفيروس ترتفع معها الإصابات، واقتراب الخريف والشتاء، فهذا يعنى احتمالات استمرار كورونا حتى صيف العام المقبل. 
 
وقد استعدت دول العالم لتوسيع نطاقات التلقيح، وتسعى الدول لفرض اللقاح على مواطنيها، الأمر الذى يواجه بمعارضة من بعض مواطنى الدول الرافضين للقاحات، وقد تظاهر مراهقون وطلاب فى العاصمة البريطانية لندن، الجمعة الماضى، وحاول معارضو التطعيم ضد كورونا اقتحام مبنى وكالة الإشراف على الأدوية البريطانية، للاحتجاج على موافقة الوكالة على تطعيم المراهقين، وتدخلت الشرطة لحماية المبنى ومواجهة المتظاهرين، وكانت السلطات الصحية البريطانية أوصت أوائل أغسطس الماضى بتطعيم المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاما ضد فيروس كورونا، ووافقت وكالة الأدوية البريطانية على استخدام اللقاحات المضادة لكورونا لتطعيم الأطفال بين 12 و15 عاما، على اعتبار أنهم الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى لأسباب صحية، لكن هذه الإجراءات لم تعجب الطلاب الذين تظاهر بعضهم احتجاجا، فى وقت ظهرت تقارير متعددة تؤكد أن الأطفال والمراهقين تتعرض حياتهم للخطر.
 
مصر استعدت بإنتاج لقاحات مختلفة، مع استمرار الحصول على جرعات من اللقاح، وذلك يعنى تأمين لقاحات تكفى المصريين مع تصاعد الموجة، وارتفاع الإصابات، وإن كانت بشكل متوسط، لكن هناك توقعات بارتفاع الإصابات مع حلول العام الدراسى الشهر المقبل، وأعلنت الحكومة فرض تلقيح الطلاب وهيئات التدريس قبل بداية العام الدراسى حتى يمكن تقليل الإصابات بكورونا، مع توقع موجة جديدة للفيروس، وسلالات تربك الأنظمة الصحية، وتضع الحكومات أمام خيارات جديدة تتعلق بالإغلاق والإجراءات الاحترازية لحين التوصل إلى علاج حاسم، أو كشف ألغاز وأسرار الفيروس المحير.
p.8
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة