مشهد مبهج يتجمع فيه الأطفال بجوار الأمهات أثناء الخبيز، وأمام الفرن البلدى حيث تستيقظ السيدات مع بزوغ الفجر لاشعال النيران به بققش الأرز والحطب، لإعداد أشهى المخبوزات الفلاحى والأرز المعمر برائحته الذكية، فى جو أسرى تفوح منه رائحة الزمن الأصيل، وتطيب له النفس وتسعد؛ ليحافظوا على طقوسهم وعاداتهم القديمة.
"كلنا هنا بناكل فى طبق واحد".. هكذا عبرت الحاجة "فاطمة" كما يلقبها أهالى بلدتها بعزبة الأشرم بمحافظة الشرقية، معبرة عن حالة الرضا بداخلها منذ 20 عاما عندما أقامت فرن فلاحى أمام المنزل وتركته لوجه الله لخبيز سيدات العزبة.
وأضافت: لا تزال العديد من السيدات يذهبن مع أزواجهن للحقول لرعاية الأرض وجمع المحاصيل، ويحتفظن بالفرن الفلاحى والكانون لطهى الأرز المعمر والمحشى وإعداد الخبز الفلاحي"، مشيرة إلى أن حياتهم ببساطتها وهدوئها وأصالتها تعنى لهم الحياة وما فيها وكنز ثمين لا يقدره سوى من كافح فى سبيل الأرض.
وتابعت : العزبة لا تزال تحتوى على أكثر من فرن فلاحى، يزيد عمرهما عن 30 عاما، يستفيد منها جميع الأهالى فى الخبز وطهى البطاطا والفول المدمس والأرز المعمر"، موضحة أن أفران القش ليست ملكا لأحد، بل هى ملك الجميع وميراث يتوارثه جيل بعد جيل، مثله مثل الأرض.
وأشارت إلى أن يوم الخبير يعد بمثابة عيد يجتمع فيه الجيران كبارهم وصغارهم أمام الفرن الفلاحى، يقطعون بأيديهم قطع العجين الصغيرة، ويسلون وقتهم بالغناء وسرد الحكايات، لافتة إلى أن الفرن الفلاحى تراث أصيل يخدم جميع أهالى القرية منذ سنوات طويلة .
الاطفال ياكلون عيش بسكر فرحة بالخبيز
الحاجة فاطمة التى تطوعت ببناء الفرن لوجه الله منذ 20 عاما
العيش الفلاحى على اصوله
العيش بعد الخبيز
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة