تمر اليوم الذكرى الـ13 على رحيل المفكر الكبير محمود أمين العالم، إذ رحل فى 10 يناير 2009، مفكر يساري وأحد أقطاب حركة اليسار في مصر، وهو ناقد وفيلسوف، يُعتبر رائد الواقعية الاشتراكية في الأدب، وواحدًا من أهم مؤسسي التيار اليساري في مصر.
شتهر المفكر الراحل محمود أمين العالم، بمواقفه وسجالاته ومعاركه الثقافية الكبيرة، وكانت لها معاركه مع كبار المثقفين المصريين.
ومن معاركه كانت مع الأديب الدكتور طه حسين والأديب الكبير عباس محمود العقاد، حيث عارضهما فى عدة قضايا، وكتب مقالات اختلف معهما فيها فى وجهتى نظرهما، وفى رؤيتهما حول الأدب.
الاشتباك المعرفى بين هؤلاء الكبار، بدأ حينما كتب طه حسين مقالًا بجريدة الجمهورية عام 1954، ناقش فيه قضية منهج الدراسة النقدية، واختلف معه عباس العقاد، وتحول الأمر إلى نقاش حاد بينهما.
حينها تدخل الكاتبان أمين العالم وعبدالعظيم أنيس فى النقاش، وطرحا وجهتى نظرهما المختلفة، إلا أن "العقاد" واجه حماسهما فى المناقشة والاختلاف معه بالرفض، قائلًا: "لن أناقش الشيوعيين".
وتذكر "العالم" تلك المعركة فى حواره مع جريدة الوفد فى يوليو 1999، حيث قال: "المناقشة دارت وقتها حول منهج الدراسة النقدية، وكتب طه حسين مقالًا بعنوان (الأدب بين الألفاظ والمعانى)، فرددت عليه رفقة عبدالعظيم أنيس بمقال نشر بجريدة المصرى يخالف رؤيته".
وتابع: "كتبنا المقالين لنوضح أن الأدب ليس ألفاظًا ومعانى إنما صياغة ومضمون أو شكل، ثم تدخل (العقاد) وتضخمت الأزمة واتسعت إلى سجالات فى دول الوطن العربى حول منهج النقد الأدبى".
واتهم عباس العقاد "العالم" وصديقه "أنيس" بأنهما دعيّان وشيوعيان، لذا لن يناقشهما.
ولفت "العالم" فى حواره لجريدة "الأحرار" عام 1999، إلى أن كتاباته كان يغلب عليها الطابع الأدبى والأيديولوجى، أما "أنيس" فكتب سلسلة من المقالات يرد فيها على طه حسين، الذى كان يكتب لجريدة "الجمهورية" الناطقة بلسان ثورة ٢٣ يوليو، حيث اعتبر مقالاته حربًا مستترة ضد الثورة، وعندما تطرقا لـ"العقاد" رد الأخير عليهما بتعالٍ.
وواصل: "بعد الهجوم على طه حسين، صدر قرار من الجامعة بفصلنا مع أكثر من سبعة وثلاثين أستاذًا آخرين، كنت أنا ولويس عوض من قسم الإنجليزى، وعبدالعظيم أنيس من كلية العلوم من بين المفصولين".
وكتب أمين العالم بالتشارك مع عبدالعظيم أنيس مقالات انتقدا فيها بعض روايات نجيب محفوظ وجمعت فى كتاب "فى الثقافة المصرية" عام 1955، وكان نقدهما له يدور حول مأساة البرجوازية الصغيرة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة