فى إحدى العبارات ذات البعد الكبير والمنتشرة فى كثير من وحدات ومراكز تدريب القوات المسلحة المصرية عبارة شهيرة تقول "العرق فى التدريب يوفر الدم فى المعركة"، أى أنه كلما تعبت وزاد تعبك واهتمامك فى التدريب سيوفر لك ذلك نشاط ولياقة وانتباه وقلة الوقوع فى الأخطاء وقت التنفيذ العملى الحقيقى فى المعركة، يتصل بذلك الشعار عبارة أخرى قالها الرئيس السيسى فى إحدى المناسبات وهى "الوحدة قائد"، وتعني أن الوحدة أو المكان يأخد شخصيته وجوهر عمله من القائد الذى يترأسها، فإذا كان قائدا مثقفا كانت الوحدة مثقفة، وإذا كان القائد يحب العمل بإخلاص فالوحدة كذلك، ومادون ذلك أيضا سينسحب على الوحدة فى مجملها تقريبا.
واتصالا بما نقوله هناك أيضا شعار أو حكمة بليغة تقول "النظام قبل الموهبة"، وهي تعني أن تنظيم أمور حياتك بالشكل المناسب سيجعلك تتقدم يوما بعد يوم، حتي لو لم تصل لمرحلة الموهبة الكاملة، وهذا لا يعني الانتقاص من الموهوبين، لكن يلزم ذلك نظام واضح فى إدارة تلك الموهبة، والشاهد على ذلك هو اللاعب محمد صلاح، نجم مصر الأول حاليا، فلولا التنظيم الواضح والمعلن فى خطة عمله لما وصل إلى ما هو عليه، حتى أن لديه وكيلا معروفا يدير أعماله ويتابعها ويتتبع كل ما يخصه.
فى وحدات الجيش المصرى تقام خطة تدريبات سنوية نعلن عنها فى بياناتنا الإعلامية بشكل مستمر، ومنها مشاريع الحرب والمناورات والتدريبات، وأتذكر في لقاءاتي الكثيرة مع أبطال الجيش المصرى الحاليين والسابقين، أن هناك نقطة مفصلية فى عملهم، وهي وقت تنفيذ المطلوب منهم، وبعد خطة تدريبات مستمرة، يلاحظ القائد بطبيعة الحال فى وحدته نسب التنفيذ من الضباط والجنود، والتى قد تزيد أو تقل، لكنه فى يقينه يعلم وشاهد طوال حياته ذلك أن وقت التنفيذ الحقيقى والعملى يصل الجميع لأفضل معدلات متوقعة بل وتجاوز المتوقع، لأنه يعلم بأن المصرى وقتما وضع فى اختبار نجح فيه حتى لو عارضته كافة دراسات العالم.
فى عملية تنظيم منتدى شباب العالم، ظهر ذلك واضحا أيضا فالمنظومة كاملة وموضوع عليها شباب فى قدرتها وحيويتها، كما تمرر بينهم عنصر إنكار الذات والاخلاص للتجربة، وهما عنصرين مساعدين رئيسيين، فلذلك ستجد أن ما يبهرك فى المنتدى بكل تفاصيله يرجع أولا لعملية التنظيم في المنظومة بأكملها.
وفي تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لدينا أيضا تلك المنظومة وعملية التنظيم الكبيرة التى يقودها الصديق العزيز محمد عزمي عضو مجلس الشيوخ، ومعه رفقة من الأصدقاء لديهم كافة ما قلته سابقا، وكما قال هو مسبقا في إحدى اللقاءات الإعلامية بأن التنظيم هو قلب التنسيقية النابض، فهو يقول حقيقة واضحة مفادها أنهم كذلك، فهم أول المستيقظون صباحا، وهو المتصلون بالصباح الذي يليه دون نوم، وهم بالفعل أدوات الاسترشاد وكذلك أيضا عناصر الدعم وقت الطوارئ.
فى إدارة عملية التنظيم عموما في أي منظومة، قد لا يدرك الفرد قيمته فى ذاته، وقد يشعر بأنه غير مرئى، لكنه فى الحقيقة وفى الصورة الكاملة يمثل ضلعا رئيسيا لا يمكن التفريط فيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة