أجرى "اليوم السابع" جولة داخل متحف الأحياء المائية بمنطقة الأنفوشى – بحرى، حيث أحد أهم المزارات السياحية بالإسكندرية، والذى يستقبل أعدادا كبيرة من السائحين الوافدين إلى المحافظة.
وتعد "الترسة" أو السلحفاة البحرية أحد أهم الكائنات البحرية داخل متحف الأحياء المائية بالإسكندرية، نظرا لشهرتها الكبيرة، والمعتقدات الشعبية حولها، حيث يزعم البعض أنها تقوى القدرة الجنسية ومعالجة النحافة والقضاء عليها في أسرع وقت، وهو ما يجعل هناك إقبالا كبيرا على شراء لحومها ودمائها وصدفتها، ما أدى إلى ارتفاع سعرها ليتراوح من 800 إلى 1200 جنيه للسلحفاة الواحدة.
ويقول الدكتور حمدى عمر، مدير متحف الأحياء المائية بالإسكندرية إن "الترسة" كائن بحرى مهدد بالانقراض بل أصبح صيدها هدفا لدى بعض المخالفين للقانون الذين يسعون للربح السريع من جراء الحصول عليها وذبحها لبيع لحمها ودمها لهؤلاء الراغبين في تعزيز قدرتهم الجنسية، وفقا لمزاعم شعبية، مؤكدا أن شرب الدماء قد يسبب أضرارا كبيرة على صحة الإنسان، محذرا من استغلال بعض البائعين و الصيادين لتلك المعتقدات وبيعها بأسعار باهظة، مؤكدا على أهميتها فى التوازن البيئى نظرا لأنها تتغذى على قنديل البحر وانقراضها يؤدى إلى زيادة أعداده بشكل كبير.
وأكد أن السلحفاة البحرية تعيش حتى عمر 20 عام، ويصل وزنها إلى نحو 200 كليو جرام، وأن هناك العديد من القوانين وتعليمات وزارة البيئة التى تجرم صيدها أو بيعها فى الأسواق.
وحول سمكة "النهاش" التى تعيش فى نهر الأمازون بالولايات المتحدة الأمريكية، فهى سمكة تتميز بالخطورة الشديدة لا تقل خطورتها عن أسماك القرش المفترسة، ويقول الدكتور حمدى عمر مدير متحف الأحياء المائية بالإسكندرية، إنها سمكة خطيرة ذات أسنان حادة مدببة ومن آكلى لحوم البشر أو أى نوع لحوم أخرى، وطمأن المواطنين أنها لا تعيش فى المياه المصرية.
وقال إنها سمكة شهيرة فى أمريكا لتعرض المواطنين لإصابات منها، وجسدت السينما الامريكية خطورة تلك السمكة فى عدة أفلام أمريكية شهيرة لا تقل خطورتها عن أسماك القرش المفترسة.
وحول سمكة الصخرة، يقول الدكتور حمدى عمر، إن السمكة من أخطر أنواع الأسماك السامة، وهى تشبه الصخرة ولا تستطيع أن تفرق بينها وبين الصخور نظرا لشكلها الخارجى، وغالبا تعيش داخل الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر.
وحذر الدكتور حمدى عمر من السم القاتل لتلك السمكة، إذ يؤدى إلى الوفاة المباشرة، لذا يجب حصول الشخص الذى تعرض لسم تلك السمكة على المصل المضاد بأقصى سرعة لإنقاذ حياته.
وأوضح أنها تختلف عن الحرباء فى الطبيعة الصحراوية، حيث أنها لا تغير شكلها أو لون جلدها، ولكن الله خلقها على هذا الشكل المشابة للصخور نوعا من الحماية الطبيعية، وهى سمكة ثابتة فى مكانها لا تتحرك لشهور ولا تهاجم ولكن عند لمسها يصدر منها هذا السم القاتل، محذرا محبى هواية الغطس بعدم لمس أى صخور أو شعاب مرجانية أثناء السباحة لعدم التعرض لتلك السمكة الخطيرة.
وأشار مدير متحف الأحياء المائية إلى أن السمكة تعد من الأسماك النادرة التى تعيش فى مياه البحر الأحمر وتستخدم فى أغراض طبية لاستخراج السم منها ، واستخدامة كترياق لعلاج السموم.
وحول سمكة الديك، أكد الدكتور حمدى عمر، على أنها تشبة الديك فى شكلها الخارجى، ولكنها تتميز برؤوس مدببة مسممة فى نهاية زعانف الظهر، وهى لا تهاجم البشر ولكن عند لمس زعانف الظهر يتم الضغط على الغدد السامة وتفرز سم شديد الخطورة.
وأكد مدير متحف الأحياء المائية بالإسكندرية أن المتحف يقوم بضبط الأجواء البيئية لمختلف الكائنات البحرية بالمتحف لتماثل بيئتها الطبيعية من حيث درجة الحرارة و الملوحة المناسبة، وكذلك الإضاءة اللازمة لحياة تلك الكائنات البحرية ،مع توفير نوع الطعام المخصص لها و بالنسبة لسمكة النهاش يتم توفير أنواع معينة من الأسماك للتغذى عليها.
ومتحف الأحياء المائية هو المتحف الوحيد الذى يحتوى على أحياء مائية حية فى المحافظة، وهو متحف صغير يضم عدة أنواع من أسماك وحيوانات البحرين المتوسط والأحمر، كما يضم أنواعا أخرى تعيش في المياه العذبة كالنيل ونهرالأمازون، ما يجعله معرض ترفيهى و تثقيفى وعلمى فى نفس الوقت.
وأنشئ المتحف عام 1930، ويقع بالقرب من قلعة قايتباى بالأنفوشى، وبجوار معهد الأبحاث للأحياء المائية و المعهد القومى لعلوم البحار بساحة قلعة قايتباى.
ويضم عدة معامل ومكتبة وأحواض أسماك ونباتات البحار المالحة والعذبة، ويعتبر جزء من معهد علوم البحار لما يحتوية من مجموعة نادرة من الأسماك والأحياء المائية، حيث يقوم بدراسة جميع الأحياء المائية بالبحيرات المصرية من أسماك و نباتات واسفنج وصدف، مما يؤدى للحفاظ على الثروة السمكية.
والمتحف يستقبل الآلاف من السائحين سنويا من مختلف أنحاء العالم، كما يستقبل مئات الأطفال أسبوعيا للتعرف على أنواع الكائنات البحرية المختلفة ويعد من أهم معالم الإسكندرية السياحية.