تمر اليوم الذكرى الـ72 على رحيل الكاتب والأديب البريطانى الشهير جورج أورويل، إذ رحل فى 21 يناير عام 1950م، هو صحفى ووروائى بريطانى، عمله كان يشتهر بالوضوح والذكاء وخفة الدم والتحذير من غياب العدالة الاجتماعية ومعارضة الحكم الشمولى وإيمانه بالاشتراكية الديمقراطية، ويعتبر القرن العشرون أفضل القرون التى أرخت الثقافة الإنجليزية، وكتب أورويل فى النقد الأدبى والشعر الخيالى والصحافة الجدلية.
تناولت كتابات أورويل الرئيسية – الحنين إلى كتالونيا، ومزرعة الحيوان، و1984 – بالأساس مسألة ما إذا كان من الممكن بناء مجتمع مختلف جذريا، تطورت وتغيرت سياسات أورويل خلال فترة مضطربة من تاريخ العالم – حقبة الحروب والثورات ــ ولفهم أعمال أورويل، علينا أن ندرك الزمن الذي كتبهم فيه.
تأثر أورويل بشدة بالانتقادات التروتسكية والأناركية من قبل الاتحاد السوفيتى والأناركيين والتى تركز على الحرية الفردية. في الجزء الثاني من كتاب "الطريق إلى ويجان بير" الذي نشر من قبل نادى الكتاب اليسارى، قال أورويل: "الاشتراكى الحقيقى هو الذي يرغب بشدة في رؤية انهيار الطغيان ليس مجرد تصويره ذلك على أنه مرغوب".
كما ذكر أيضا في كتاب "لماذا اكتب" (1946): "لقد تم كتابة كل سطر كتبته منذ عام 1936 بشكل مباشر أو غير مباشر ضد الشمولية ولأجل الاشتراكية الديمقراطية على حسب فهمى لها"، كان أورويل من مؤيدي الاتحاد الأوروبى الاشتراكي كما ورد في مقال (1947) عن موقفه "تجاه الوحدة الأوروبية" والتي ظهرت للمرة الأولى فى صحيفة "بارتيسان ديفيو" لكاتب السيرة "جون نيوزينقر".
«وكان البُعد الحاسم الآخر لاشتراكية أرويل اعترافه بأن الاتحاد السوفيتى لم يكن اشتراكياً. وخِلافاً للعديد من الجهات الأخرى، بدلاً من التخلى عن الاشتراكية اكتشف مرة الرعب الشديد لحكم الإستالينية فى الاتحاد السوفيتى، ليتخلى بذلك أرويل عن الاتحاد السوفييتى، وفى المقابل بقيت الاشتراكية وأصبح هو أكثر التزاماً بقضية الاشتراكية أكثر من أى وقت مضى"».
لم يقبل أورويل التضحية بالحريات الفردية للوصول للحلم الشيوعي في عالم بلا فقراء، ولم يقبل أيضًا إدعاءات الرأسمالية أن النظام الحالي عادل، وأن المعادلة هى بين الحرية والفقر. ظل يتأرجح في القتال على الجبهتين، فتارة يواجه الرأسمالية في «الطريق إلي ويجن باير»، وتارة يواجه الديكتاتورية الشيوعية في «1984».
كما كان لانحياز أورويل لعامة الناس أثره العظيم على أعماله. ففي «الطريق إلى ويجن باير»، يختلط أورويل بالفقراء وعمال المناجم ويعيش معهم ويكتب عن أحوالهم اليومية وعن الفقر المدقع الذى يعيشون فيه، مطالبًا بتحسين أوضاعهم، ويهاجم النظام الرأسمالي الذي يتسبب في أوجاعهم. وفي «1984»، يكتب دفاعًا عن حريتهم الفردية، ولكن الأهم هو أن أورويل وجّه كتاباته إلى عامة الناس، وليس إلى المثقفين، بأسلوبه السهل والبسيط، وباستعارات يمكن أن يفهمها أبسط الناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة