فى كتاب "أيام سليم الأول فى مصر.. جذور الإرهاب" يعود الكاتب الصحفى ووزير الثقافة الأسبق حلمى النمنم، إلى فترة تاريخية مهمة فى تاريخ الدولة المصرية، وهى لحظة دخول العثمانيين إلى مصر، ليسأل: ماذا فعل العثمانيون عندما دخلوا مصر؟، وهل كان دخول سليم الأول والعثمانيين فتحا كما تذكر بعض الكتب التاريخية، أم احتلالا وبداية للإرهاب؟.
حلمى النمنم فى حديثه مع "اليوم السابع" قبل طرح كتابه عن دار الكرمة للنشر، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2022، فى دورته الـ53، قال: إن دخول العثمانيين إلى مصر، لم يكن فتحا بل كان غزوا واحتلالا، على عكس ما يذكر بعض المؤرخين أو الكتاب، فهذه اللحظة التى عاشتها مصر، كانت لحظة مرعبة فى تاريخ الدولة المصرية، لأنها كانت لحظة سقوط وإلغاء للسيادة المصرية.
أيام سليم الأول فى مصر.. جذور الإرهاب
وأوضح حلمى النمنم أن الأسس التى دخل عليها سليم الأول إلى مصر، كانت تعتمد فى الأساس على وجود مشكلة كبيرة بالنسبة له، فأهل مصر مسلمين، فكيف ولماذا سيقوم بغزوهم؟ من هنا كان عليه إصدار فتوى تكفر المصريين، وتعلن أن مصر دولة كفر، ليكون ذلك مبررا لغزو مصر واحتلاها، وبالفعل صدرت الفتوى من إسطنبول.
فى نفس السياق، أوضح حلمى النمنم، أن الدافع وراء عودته إلى تلك الحقبة التاريخية، التى تعد ثرية لدى الكثير من الكتاب والمؤرخين، هو أنها فترة غير واضحة لدى بعض المؤرخين الذين يتعاملون مع دخول العثمانيون إلى مصر، على أنه فتح، وليس احتلال أو غزو، بالإضافة إلى ذلك أيضا، وهو أن تصدير كلمة فتح جعلت شريحة كبرى من قراء التاريخ يتعاملون مع هذه اللحظة المرعبة فى تاريخ مصر، وكأنه أمر حميد، ولا يعطون أنفسهم فرصة لتأمل ومعرفة ما حدث، ففى واقع الأمر، لم يكن فتحا بل كان إرهابا، على يد رأس الإرهاب سليم الأول.
حلمى النمنم وزير الثقافة المصرى الأسبق، وصحفى وباحث ومؤرخ. وُلِد فى عام 1959، وتخرَّج فى كلية الآداب قسم الفلسفة. شغل عدة مناصب، منها: رئيس مجلس إدارة مؤسسة "دار الهلال"، وإدارة تحرير مجلة "المصور"، ومسئول بإدارة النشر فى المجلس الأعلى للثقافة، ونائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والمشرف على دار الكتب والوثائق القومية.
من مؤلفات حلمى النمنم: "حسن البنا الذى لا يعرفه أحد"، "سيد قطب.. سيرة التحولات"، "التاريخ المجهول.. المفكرون العرب والصهيونية وفلسطين"، "الأزهر.. الشيخ والمشيخة".