بدأت الدولة العباسية قوية بقيادة الخليفة أبو العباس السفاح لكنه مات فى شبابه فى سنة 136 هجرية فما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان "ترجمة أبى العباس السفاح أول خلفاء بنى العباس":
هو: عبد الله السفاح - ويقال له: المرتضى، والقاسم أيضا - ابن محمد بن الإمام بن على السجاد بن عبد الله الحبر بن العباس بن عبد المطلب، القرشى الهاشمي، أمير المؤمنين، وأمه: ريطة - ويقال: رايطة - بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد الدار الحارثى.
كان مولد السفاح بالحميمة من أرض الشراة من البلقاء بالشام، ونشأ بها حتى أخذ مروان أخاه إبراهيم الإمام فانتقلوا إلى الكوفة.
بويع بالخلافة بعد مقتل أخيه، وتوفى بالجدرى بالأنبار يوم الأحد الحادى عشر، وقيل: الثالث عشر من ذى الحجة، سنة ست وثلاثين ومائة.
وكان عمره ثلاثا، وقيل: ثنتين، وقيل: إحدى وثلاثين سنة، وقيل: ثمان وعشرين سنة. قاله غير واحد.
وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر، وكان أبيض جميلا طويلا، أقنى الأنف، جعد الشعر، حسن اللحية، حسن الوجه، فصيح الكلام، حسن الرأي، جيد البديهة.
دخل عليه فى أول ولايته عبد الله بن حسن بن حسن بن على ومعه مصحف وعند السفاح وجوه بنى هاشم من أهل بيته وغيرهم، فقال له: يا أمير المؤمنين ! أعطنا حقنا الذى جعله الله لنا فى هذا المصحف.
قال: فأشفق عليه الحاضرون أن يعجل السفاح عليه بشيء أو يترك جوابه فيبقى ذلك مسبة عليه وعليهم.
فأقبل السفاح عليه غير مغضب ولا منزعج، فقال: إن جدك عليا، كان خيرا منى وأعدل، وقد ولى هذا الأمر فأعطى جديك الحسن والحسين وكانا خيرا منك، شيئا قد أعطيتكه وزدتك عليه، فما كان هذا جزائى منك.
قال: فما رد عليه عبد الله بن حسن جوابا، وتعجب الناس من سرعة جوابه وجدته وجودته على البديهة.
وروى الخطيب البغدادى أن السفاح نظر يوما فى المرآة - وكان من أجمل الناس وجها - فقال: اللهم لا أقول كما قال سليمان بن عبد الملك: أنا الخليفة الشاب، ولكن أقول: اللهم عمرنى طويلا فى طاعتك ممتعا بالعافية.
فما استتم كلامه حتى سمع غلاما يقول لآخر: الأجل بينى وبينك شهران وخمسة أيام.
فتطير من كلامه وقال: حسبى الله لا قوة إلا بالله عليه توكلت وبه أستعين. فمات بعد شهرين وخمسة أيام.
وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر على أشهر الأقوال.
وصلى عليه عمه عيسى بن علي، ودفن فى قصر الإمارة من الأنبار.
وترك: تسع جبات، وأربعة أقمصة، وخمس سراويلات، وأربعة طيالسة، وثلاث مطارف خز.
وقد ترجمه ابن عساكر فذكر بعض ما أوردناه، والله أعلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة