ما زالت تلك المنطقة الجنوبية تخبئ الكثير من الأسرار، رغم مرور مئات السنين على اكتشافها، ورغم تعرضها للتخريب إلا أنها ما زالت صامدة تقاوم الزمن وتدل على أن تاريخًا عظيمًا كتب هنا، صمم بأيدى الفراعنة ليكون مكانًا للدفن والمثوى الأخير الذى يبعثون منه مرة أخرى فى اعتقادهم.
فعلى بعد عدة كيلو مترات من قرى مدينة نقادة وفى حاجر طوخ بمنطقة عزبة محمد أحمد تقع طواقى فرعون وهو مكان أثرى لتاريخ ممتد من آلاف السنين.
طواقي فرعون بقنا
عندما تطأ قدميك المكان تشعر بشيئ من الخوف عند الدخول للغرف المظلمة التى تتواجد بها مقابر مستطيلة بارتفاع متوسط لا يزيد عن 3 أمتار، وبها 4 أعين مفتوحة للدخول وظلت متواجدة على هيئتها منذ سنوات وبعد اكتشافها، كما أدرجت الآثار المنطقه ضمن ممتلكاتها.
سميت المنطقة التى تتواجد بها الطواقى قديمًا بمصنع النحاتين، حيث يقام طقس فتح الفم والعينين والأذنين، ويرتدى الكاهن جلد الفهد، حيث كان يبدأ الطقس بتطهير تمثال المتوفى ويضعه على قاعدة من الرمل موجهًا وجهه نحو الجنوب، ثم يقوم بطقس فتح الفم والعينين والأذنين، وذلك بلمس وجه الميت بآلات مختلفة يردد فيها ويتبع بعد ذلك بعض الطقوس لكى يستعيد الميت قدرته على تسلم الطعام الذى يقدم له يوميًا فى العالم الأخر.
قبر من داخل طواقي فرعون
وتحتوى المقبرة على أول حفر مستطيل بعد الحفر الدائرى وتكفين الموتى بالكتان والحصر، وكانت تسمى المنطقة بأرض الذهب وتصنع بها الفخار الذى يوضع فيه أعضاء الموتى ظنًا منهم أنه سيعود للحياة، وبعد اكتشاف العالم بيترى للطواقى بدأ الحفر العشوائى، لكن المنطقة أهملت ولم يهتم أحد بها، متمنيًا أن تلقى طواقى فرعون اهتمامًا وتعود كما كانت وتصبح مزارًا سياحيًا على أرض محافظة قنا.
وأشار باحثون، إلى أن طواقى فرعون هى مغارات جبليه وكهوف قديمة محفورة فى بباطن الجبل وبداخلها حجرات للدفن، وربما تعود فى أصولها إلى عصور ما قبل التاريخ، ويشير البعض إلى أنها بقايا لمعبد الإله ست "المعبود الرئيسى لأمبوس".
مقابر طواقي فرعون
واشتهرت مدينة نقادة التى تتواجد بها الطواقى بالشعائر المأتمية وصناعة الفخار فى تلك الحقبة وتحتوى على مقابر فرعونية لدفن الموتى منها طواقى فرعون التى ما زالت شواهدها متبقية إلى اليوم بمنطقة حاجر طوخ التابعة لمركز نقادة، وأبرز ما عرف هو الزهريات المفتوحة الشكل ذو قاع أحمر اللون والمزينة بأشكال ملونة، وعادة ما كانت هذه الأشكال هندسية "مستقيمات، خدوش، تعرجات، وترجع تسمية حضارة نقادة إلى مدينة "نقادة" فى صعيد مصر أو "نجادة" التى تقع شمال الأقصر بنحو 30 كيلومتر على الشاطئ الغربى للنيل، واكتشف الباحث "فلندرز بيتري" نحو 3000 قبر فى تلك المنطقة خلال القرن التاسع عشر، يعود تاريخ تلك القبور إلى الحقبة التاريخية المصرية لحضارة نقادة قبل الأسرة الأولى.
وعثر فى جبانة نقادة على بعض الدبابيس وأدوات أخرى صغيرة مصنوعة من النحاس، أما عن مساكنهم فقد كانت بسيطة تشيد من أغصان الأشجار التى تكسى بالطين، وأما مقابرهم فقد كانت عبارة عن حفرة بيضاوية قليلة العمق، وكان المتوفى يدفن فى وضع القرفصاء ويلف أحيانا بجلد ماعز.
منطقة طواقي فرعون