أكد خبراء ومحللون سياسيون جزائريون أن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لمصر أعطت متنفسا جديدا لرئتي الوطن العربي، وهما مصر والجزائر، وشهدت توافقا وانسجاما فيما يتعلق بقضايا الأمن والتنمية في المنطقة وبالتحولات التي تعيشها دول الجوار، فضلا عن تأكيد الرغبة الحقيقية في تحقيق شراكة اقتصادية تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
ويرى الدكتور مصطفى صايج مدير المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية بالجزائر، أن القاهرة والجزائر تشكلان قلب المشرق والمغرب العربي، مشيرا إلى أن هذه الزيارة سمحت بإعطاء متنفس لرئتي الوطن العربي (مصر والجزائر) للتغلب على مختلف التحديات التي تطرأ على الساحة العربية والإقليمية والدولية.
وأوضح صايج لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر، أن هذه الزيارة سمحت بتفعيل آليات التعاون الثنائي والتنسيق التشاوري في مختلف القضايا السياسية، فضلا عن بحث تنشيط الاستثمارات من خلال تفعيل مجتمع رجال الأعمال في البلدين لبناء استثمارات وشراكات حقيقية.
وأضاف، أن الوضع العربي بحاجة إلى جهود مصر والجزائر للتوصل إلى رؤية عربية موحدة إزاء مختلف المسائل والقضايا وأيضا من أجل لم الشمل العربي.
وأشار مدير المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية بالجزائر، إلى أن مصر والجزائر استطاعتا التغلب على التحديات والمؤامرات والفوضى التي عصفت بدول عدة في المنطقة العربية، ومن ثم فإنه يقع على عاتقهما إعادة ترتيب البيت العربي ومساعدة دول الجوار على التغلب على التحديات المفروضة عليهم.
من جانبه، أوضح الدكتور عبدالقادر سوفي المتخصص في الدراسات الاستراتيجية والأمنية وسياسات الدفاع والأستاذ بجامعة "البليدة 2" لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر جاءت في ظروف إقليمية ودولية استثنائية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة عبرت عن الرغبة الحقيقية في تعزيز وتنويع علاقات التعاون القائمة، وتعزيز أواصر الأخوة بين البلدين، وتنسيق جهود البلدان العربية الرامية إلى توحيد الرؤى حول القضايا التي تخص الوضع القائم في الوطن العربي وإفريقيا.
وأوضح المحلل السياسي الجزائري أن مصر والجزائر عانتا من الإرهاب وهو ما أثر بشكل لافت على جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن قيادتا البلدين استطاعتا رسم سياسات جديدة ساعدت في إعادة انطلاق الدولتين وإعادة دورهما كقوتين في المنطقة.
وأضاف الدكتور سوفي المتخصص في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، أن هذه الزيارة بحثت سبل إيجاد آلية مشتركة لمواجهة تنامي الحركات الإرهابية، لافتا إلى أن أهم ما ميز هذه الزيارة هو التأكيد على حتمية التعاون مع مصر كشريك استراتيجي، استنادا إلى المصير المشترك، والرغبة في حلحلة الأزمات الإفريقية والعربية.
في السياق ذاته، يرى عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتور سليمان أعراج، أن زيارة تبون لمصر ومباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي شهدت توافقا وانسجاما فيما يتعلق بقضايا الأمن والتنمية في المنطقة وبالتحولات التي تعيشها دول الجوار، وهو التوافق النابع عن فهم حقيقي لمختلف الأجندات التي تستهدف أمن المنطقة، ونابع أيضا من عقيدة أمنية واقتصادية قائمة على مبادئ مشتركة تؤسس لأهمية وحدة وحماية دول الجوار، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، ورفض كافة أشكال التدخل الأجنبي في المنطقة.