أكد عضو البرلمان الجزائري هشام بوشمال أن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى مصر لها أهمية كبيرة للغاية، مشيرا إلى أنها زيارة لدولة ترتبط معها الجزائر بعلاقات وروابط وثيقة، لافتا إلى أن الزيارة فرصة لتعزيز العلاقات القوية بين البلدين وتوسيع مجالات التعاون بينهما، مع ضمان استمرارية التشاور والتنسيق حول مختلف الملفات التي تحظى بالأولوية في البلدين، وفي مقدمتها الملفات العربية؛ ومناقشة كل الملفات والقضايا ذات الطابع المشترك.
وأشار بوشمال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى وجود تحديات مشتركة بين مصر والجزائر أبرزها العمل على خِدمة شعبي البلدين ورص الصف العربي في ظل الوضع الراهن الذي يتميز بالحساسية والمخاطر والمخاوف، مؤكدا أن القضية الفلسطينية هي القضية الأم، والتي تحظى باهتمام خاص في الجزائر وفي مصر، بالإضافة للقمة العربية المقرر عقدها في الجزائر قريبا إلى جانب تحديات أخرى تتعلق بتداعيات تفشي جائحة كورونا وغيرها.
ولفت إلى أن تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والجزائر يمر أساسا على توافق السلطات بخصوص أمهات القضايا التي تشغل البلدين، موضحا أن البيان المشترك الذي سيصدر في ختام هذا النوع من الزيارات غير كاف لتحقيق النقلة المأمولة في العلاقات، داعيا لضرورة تحويل القرارات والاتفاقيات إلى واقع ملموس يخدم البلدين وشعبيهما.
وأوضح أن الجزائر ومصر بمثابة شقيقتين علاقاتهما لا تقوم على مبدأ الأخذ والعطاء في المقابل بطريقة براغماتية، بل تقوم وفق مبدأ التكافل والتضامن والتعاون، مؤكدا أن كل بلد واجبه تقديم الدعم المطلوب للآخر دون انتظار مقابل، حيث تتمتع كلا من الجزائر ومصر بمقدرات خاصة واستثنائية تجعل التعاون بينهما ضروريا وناجعا في الوقت نفسه.
وأكد أنه يمكن لمصر مثلا أن تساهم في إنجاح القمة العربية في الجزائر وإمكانية مساهمة الأخيرة في حلحلة أزمة سد النهضة وهى شرعت في وساطة بين الأطراف الثلاثة نتمنى أن تتكلل في النهاية بالنجاح الذي يضمن للمصريين أمنهم المائي.
وفي سياق العلاقات الاقتصادية والتجارية، أوضح أنه يمكن أن تمنح زيارة الرئيس عبد المجيد تبون لمصر نفسا جديدا للاستثمارات بين البلدين، علما أنّ التبادل التجاري بينهما تجاوز 747 مليون دولار خلال عام 2020، وهو رقم نتطلع لأن يكون أكبر بكثير.
وتعد مصر من أبرز المحطات الخارجية التي دأب جميع الرؤساء السابقين السبعة للجزائر على زيارتها.
وتجمع القاهرة والجزائر قواسم مشتركة بينها الإرث التاريخي من خلال الدعم المصري الكبير للثورة التحريرية الجزائرية (1954 – 1962)، وكذا مشاركة الجيش الجزائرى في الحرب العربية – الإسرائيلية عامى 1967 و1973.
ومن المقرر أن تتصدر القضية الفلسطينية مباحثات الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون في القاهرة، وذلك بالتزامن مع احتضان الجزائر لاجتماعات تجمع خمس فصائل فلسطينية لتقريب وجهات النظر والخروج بنقاط مشتركة تكون دافع نحو توحيد الصف الفلسطيني.