يمر اليوم 96 عاما على ميلاد المخرج العالمى الكبير يوسف شاهين الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 25 يناير من عام 1926 ليكون أحد أهم مخرجى السينما فى مصر والعالم وقدم العديد من الروائع الفنية وشكل حالة خاصة فى السينما المصرية، ووصل للعالمية وحصل على العديد من الجوائز، كما كان له الفضل فى اكتشاف وتقديم عدد من أهم نجوم الفن.
شارك يوسف شاهين بالتمثيل فى عدد من المشاهد والأفلام وكان أولها وأشهرها فيلم باب الحديد الذى جسد فيه دور قناوى بائع الجرائد، وفى حوار مع بسنت رضا ابنة الفنانة الكبيرة هند رستم لليوم السابع كشفت أن والدتها النجمة الكبيرة هى التى أقنعت شاهين بالتمثيل لأول مرة فى هذا الفيلم، حيث كان الفنان صلاح منصور مرشحاً للقيام بهذا الدور ولكنه اعتذر لسفره، ليقدم يوسف شاهين أحد أهم الأدوار فى السينما ويحقق نجاحاً كبيراً كممثل.
ولكن مالا يعرفه الكثيرون أن يوسف شاهين أحيل للمحاكمة بتهمة التمثيل لقيامه بهذا الدور، ففى عام 1957 كان المخرج الكبير يعمل فى فيلمه الشهير "باب الحديد" والذى كان اسمه قبل أن يعرض فى السينما "محطة مصر"، وسبق وكان شاهين قد أخرج عددًا من الأفلام ومنها صراع فى الوادى وصراع فى المينا، حيث كان فى أوائل مشواره الفنى، ولكنه لم يكن قد شارك بالتمثيل فى أى منها وكانت المرة الأولى التى يشارك فيها بالتمثيل فى أحد أفلامه فى فيلم "محطة مصر" الذى أصبح فيما بعد "باب الحديد"، ولكنه فوجئ بإحالته للمحاكمة فى 7 نوفمبر عام 1957 بتهمة التمثيل دون أن يكون مقيداً بجداول نقابة الممثلين، حيث كان قانون النقابة يقضى بألا يمثل أحد فى أى عمل دون أن يكون مقيداً بجداول النقابة ولا يستثنى من ذلك إلا أن يقوم شخص بدور لا يمكن أن يقوم به غيره من أعضاء النقابة.
وكانت عقوبة التهمة التى تمت إحالة يوسف شاهين للمحاكمة بسببها الحبس 30 يومًا وغرامة 50 جنيها، حيث علمت النقابة بأن يوسف شاهين يقوم بدور قناوى فى الفيلم والذى كان اسمه فى التحضيرات "المنياوى"، ولكن تغير بعد ذلك.
ووقتها قال يوسف شاهين أنه لا يجد ممثلاً يستطيع القيام بالدور مثله ، وأنه ليس مضطراً للاستعانة بأى شخص لا يصلح لمجرد أنه عضو بالنقابة ، ورد وقتها نقيب الممثلين أحمد علام بأن لجنة من النقابة يجب أن تطلع على السيناريو لتحدد إن كان هذا الدور لا يصلح أن يؤديه أحد غير يوسف شاهين أم لا، وبالفعل أرسل شاهين السيناريو للنقابة ومعه طلب للقيد بجداولها، ولكنه لم ينتظر قرار النقابة واستكمل العمل بالفيلم، وإزاء ذلك قدم احمد علام بلاغاً ضده للنيابة التى استدعت يوسف شاهين ثم أحالته للمحاكمة.
وأكد شاهين المتمرد أن هذه الطريقة لا يمكنها أن تجعل المخرجين يكتشفون الموهوبين من الوجوه الجديدة ومن غير المقيدين بالنقابة، مشيراً إلى أن مثل هذه الإجراءات تعتبر مضيعة للوقت والجهد وحائلاً أمام اكتشاف الوجوه الجديدة، وبعدها مر الموقف وتم استكمال فيلم باب الحديد ليصبح أحد أهم أفلام السينما المصرية وأحد أهم أعمال يوسف شاهين مخرجاً وممثلاً.
وفى حوار لليوم السابع مع محمد على برهان حفيد المنتجة الكبيرة آسيا داغر، كشف عن كواليس صناعة فيلم الناصر صلاح الدين أحد أضخم الأفلام التى أنتجتها جدته، وعن عبقرية يوسف شاهين فى إخراج مشاهد المعارك الحربية فى الفيلم
وقال برهان إن جنون يوسف شاهين سبب اختيار المخرج عز الدين ذو الفقار له لتصميم المعارك فى فيلم الناصر صلاح الدين ، مؤكدًا أن جدته كان لديها مخازن تضع بها ماكيتات السفن وأن شاهين صنع من البانيو وحمام السباحة أضخم المعارك البحرية وكأن السفن تسير فى خليج أبى قير، مؤكدًا أن عز الدين ذو الفقار عندما مرض أوصى بأن يستكمل شاهين إخراج الفيلم.
وكان للمخرج الكبير يوسف شاهين الفضل فى اكتشاف العديد من المواهب فى عدة أجيال ومنهم محسن محيى الدين وعمرو عبدالجليل ، كما اكتشف روبى واختار لها اسمها بدلا من رانيا وقدمها فى فيلم سكوت هنصور، ليكتب شهادة ميلاد نجمة جديدة.