تستمر حالة عدم الاستقرار بشأن الوضع فى أوكرانيا، وتستمر معه حرب التصريحات مع بين التهدئة والوعيد بين الولايات المتحدة وروسيا، فى الوقت الذى بات فيه التصعيد العسكرى أحد الاحتمالات المطروحة بقوة فى الأسابيع المقبلة.
حيث قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، فى مقابلة مع وسائل إعلام محلية أن بلاده لا تريد الحرب لكنها لم تسمح فى الوقت نفسه بتجاهل مصالحها. وأضاف لافروف أن الرد جواب الولايات المتحدة والناتو سيجرة الإعداد له من قبل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مشيرا على أن تصريحات واشنطن بشان العقوبات هى بمثابة قطع العلاقات، وهذا أمر تدركه واشنطن، مشيرا على أن التهديدات الأمريكية بطرد السفير الروسى من الولايات المتحدة قبيحة.
وأضاف أن النقاط البناءة فى الرد الغربى على "مبادرة الضمانات الأمنية" تعتمد على اقتراحات روسية سابقة، مؤكداً أن "الحرب لن تشتعل إذا توقف ذلك على روسيا".
من ناحية أخرى، صرح وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، بأن روسيا ستواجه "عواقب وخيمة" إذا اختارت "طريق العدوان" مع أوكرانيا، ودعا موسكو إلى الانخراط فى الدبلوماسية لإنهاء الأزمة مع أوكرانيا والغرب.
وقال بلينكن، فى مقابلة مع إذاعة أوروبا الحرة الأمريكية، أن واشنطن مازالت لا تعرف ما هى أهداف لعبة الكرملين بالنسبة لأوكرانيا، أو مطالبها بإعادة صياغة الهيكل الأمنى الحالى فى أوروبا، مضيفا أن "الشخص الوحيد الذى يمكنه أن يخبرك عن هدف لعبة الكرملين هو الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. لا أعتقد أن أى شخص آخر يعرف".
وجاءت تعليقات بلينكن عقب تقديم الولايات المتحدة رسميا ردها المكتوب على مسودتين للضمانات الأمنية الروسية.
ويرى الجانب الغربى أن المسودتين تطمحان إلى إعادة تشكيل شامل لهيكل الأمن فى أوروبا، حيث تدعو إلى وقف توسع حلف شمال الأطلسى (الناتو) فى الجمهوريات السوفيتية السابقة مثل جورجيا وأوكرانيا، وسحب القوات والأسلحة فى أوروبا الشرقية إلى مواقع قبل قيام الناتو بأول مهمة رئيسية له بعد الحرب الباردة فى عام 1999. وتدعو أيضا إلى فرض قيود جديدة على نشر الأسلحة النووية فى أوروبا وغيرها من القضايا ذات الصلة، الأمر الذى قوبل إلى حد كبير برفض من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين. بلينكن: روسيا ستواجه عواقب وخيمة إذا اختارت العدوان مع أوكرانيا.
وفى سياق أخر، دافعت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" عن استعداداته للرد على التهديد بغزو روسيا لأوكرانيا، حيث أكد متحدث عسكرى رفيع المستوى أن الولايات المتحدة قدمت أسلحة بملايين الدولارات لكييف وقدم تفاصيل جديدة حول القوات العسكرية الأمريكية التى ربما يتم نشرها فى شرق أوروبا لتعزيز الأمن هناك.
وقال جون كيربى، المتحدث باسم البنتاجون، أن الولايات المتحدة كانت تراقب التراكم العسكرى الروسى على طول حدود أوكرانيا على مدار أشهر، واحتشدت أكثر من 100 أف من القوات، بما فى ذلك فى روسيا المجاورة.
وجاءت تصريحات كيربى مع استعداد الجيش الأمريكى لاحتمال إرسال الآلاف من القوات من الولايات المتحدة إلى أوروبا. وحدد كيربى لأول مرة تفاصيل القوات التى سيتم إرسالها، وهى الفرقة الـ 82 المحمولة جوا، والفيلق الثامن عشر المحمول جوا من فورت براج بنورث كارولينا، اولفرقة 101 المحمولة جوا من فورت كامبل بولاية كنتاكى، وفرقة المشاة الرابعة من فورت كارسون بكولورادو، والتى كانت من بين العناصر الأولية لقوة قوامها 8500 من القوات التى تم وضعها فى حالة تأهب قصوى، ويمكن أن تكون من أوائل المغادرين.
وتم وضع وحدات أخرى فى حالة تأهب مشددة، كما قال كيربى، ورفض تسمية الوحدات، لكنه قال إنها موجودة فى قواعد قرب فورت هود بولاية تكساس ومن واشنطن وأريزونا. ويمكن أن تقدم القوات من هذه الوحدات الدعم الطبى واللوجستى والطيران بالإضافة إلى القوة المقاتلة.
وفى تأكيد لحساسية الموقف، رفض كيربى القول أى من هذه الوحدات من تلك القواعد يمكن أن يتم نشره. لكنها يمكن أن تعزز قدرات الناتو بشكل كبير. وقال مسئول دفاعى رفض الكشف عن هويته بحسب حساسية الموقف، إن البنتاجون أصبح حريصا بشكل متزايد بشأن المعلومات التى يكشف عنها فيما يتعلق بالقوات الأمريكية فى أوروبا مع سعى الإدارة لتأكيد أن الدبلوماسية لا تزال خيارا مطروحا فى تلك الأزمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة