"بالقودة أو الكفن" مراسم اعتاد عليها أهل الصعيد فى إنهاء الخصومات الثأرية بين العائلات والقبائل ووقف سلسال الدم، ويحضر هذه المراسم آلاف المواطنين ليشهدوا على مراسم العفو والصلح بين الأطراف المتخاصمة.
ووسط أجواء من العفو والتسامح شهدت قرية الطوناب بمركز إدفو شمال محافظة أسوان، وبحضور نحو 4 آلاف مواطن، مراسم الصلح بين عائلتى آل غنام وآل مكن.
ونجحت جهود لجان المصالحات بمحافظة أسوان، فى اتمام مراسم الصلح فى خصومة ثأرية امتدت لنحو 30 سنة، بين عائلتى "آل غنام" و"آل مكن" بقرية الطوناب بمركز إدفو، وسط حضور ما يزيد عن 4 آلاف شخص من الأهالى.
ترجع أحداث الخصومة الثأرية إلى نحو 30 سنة، عندما سقط "مصطفى.ا.غ" من عائلة "آل غنام"، قتيلا بالخطأ عن طريق سلاح أبيض كان بحوزة "عادل.ا" من عائلة آل مكن، وألقى القبض على المتهم وقضى فترة عقوبته فى السجن، ثم تمت مراسم الصلح بعد فترة حاولت فيها جهود لجان المصالحات للصلح.
وتقدم الجانى صفوف الحاضرين حاملا على يديه "الكفن" لولى الدم من أسرة المجنى عليه، كنوع من التقليد المعروف فى إتمام المصالحات وإنهاء الخصومات بين العائلات والقبائل فى أسوان.
حضر مراسم الصلح، إبراهيم سليمان رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إدفو، نائبا عن محافظ أسوان، واللواء أيمن خلاف مساعد مدير أمن أسوان ونائبا عنه، والشيخ محمد الديب رئيس الإدارة المركزية لمنطقة أسوان الأزهرية، والقمص إسحاق بشارة ممثل عن الكنيسة بإدفو، والدكتور مرتجى شعبان، مدير عام منطقة الوعظ بأسوان، والشيخ إبراهيم على عبد الغنى رئيس لجنة المصالحات بأسوان، تحت رعاية وحضور الشيخ عبد السلام مصطفى رئيس لجان المصالحات.
وأكد إبراهيم سليمان، رئيس مدينة إدفو، في كلمته، أن جهود لجان المصالحات نجحت فى إتمام 4 مؤتمرات صلح خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، مؤكدا أن محافظة أسوان بالتعاون مع الأجهز الأمنية وتحت رعاية لجان المصالحات تسعى لإتمام الصلح بين القبائل المتخاصمة لإنهاء الخصومة وبناء الأوطان.
وأشار إلى ضرورة تقديم النصيحة والتوعية لأبنائنا وشبابنا بأهمية التماسك والترابط والتعاون ونبذ العنف والعصبية لكى ننهض بمجتمعنا ، ونحقق كل ما نصبو إلية من آمال وطموحات، مشيداً بجهود لجنة الصلح والقيادات الأمنية والدينية والعمد والمشايخ في رأب الصدع ونجاحهم في عقد مراسم الصلح بهذا الشكل الحضارى، لافتاً إلى الوعى المستنير الذى تحلى به أبناء العمومة الذين تربطهم أواصر الدم والقرابة والجوار والمصالح المشتركة من عائلتى أحمد غنام وإبراهيم خليل لإستجابتهم الحكيمة لنداء العقل لإتمام هذا الصلح المبارك مما يؤكد على عمق محبتهم وتعاونهم.
وفى السياق، تحدث الشيخ محمد الديب، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة أسوان الأزهرية، عن الإحسان والعفو والتسامح بين الناس خاصة أن الخصومات هى نزغ من الشيطان، ودعا أطراف الخصومة بعد إنهاءها وبداية الصلح إلى الإحسان فى المعاملة، وختم قائلا: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
وفى المقابل، قال القمص إسحاق بشارة ممثل عن الكنيسة بإدفو: أحييكم بتحية الإسلام، فالسلام عنوان لكل الأديان، والكتاب المقدس يدعو للتسامح وذكر قائلا: "طوبى لراعى السلام"، موجها التحية للجان المصالحات ورجال الأمن لسعيهم فى تحقيق المصالحة وإنهاء الخصومة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة