ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية فى عددها الصادر اليوم الاثنين أن "قعقعة السيوف الروسية فى أوكرانيا أعادت إشعال الجدل فى فنلندا حول ما إذا كان يتعين على الدولة الاسكندنافية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى "الناتو"، متحدية مطالب موسكو بأن يحد التحالف العسكري من توسعه في أوروبا".
وأوضحت الصحيفة -في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي- أن كلا من رئيس فنلندا، سولى نينيستو، ورئيسة الوزراء، سانا مارين، استغلا خطابات العام الجديد للتأكيد على أن الدولة احتفظت بخيار السعي للحصول على عضوية الناتو في أي وقت.
وقال نينيستو:" دعونا نقول مرة أخرى: مساحة فنلندا للمناورة وحرية الاختيار تشمل أيضًا إمكانية الاصطفاف العسكري والتقدم لنيل عضوية الناتو، إذا قررنا نحن ذلك". بينما أضافت مارين في حديثها المنفصل أن لكل دولة الحق في تقرير سياستها الأمنية، مؤكدة:"أننا أظهرنا مدى تعلمنا من دروس الماضي. لذلك، لن نتخلى عن حقوقنا في المناورة".
وكانت وزارة الخارجية الروسية حذرت الأسبوع الماضي بأن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو "سيكون له عواقب عسكرية وسياسية خطيرة قد تتطلب استجابة مناسبة من الجانب الروسي". وفي ذلك، أبرزت "فاينانشيال تايمز" أن فنلندا والسويد المجاورة كلاهما غير منحازين عسكريًا ولكن لديهما تعاون متزايد مع الناتو بالإضافة إلى علاقات ثنائية قوية مع أعضاء التحالف مثل النرويج والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وأضافت الصحيفة: انه ليس هناك ما يدعو إلى أن تقدم فنلندا طلبًا وشيكًا لعضوية الناتو، لكن نشاط روسيا على حدودها مع أوكرانيا وقائمة مطالبها الأخيرة أشعل نقاشًا داخليًا في هلسنكي إلى مستوى شوهد آخر مرة بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
وقال بيتيري أوربو، زعيم حزب الائتلاف الوطني المعارض الرئيسي في فنلندا، وهو أيضا مؤيد منذ فترة طويلة لعضوية الناتو، إن الوقت قد حان الآن لمناقشة ما إذا كان ينبغي على فنلندا التقدم بطلب أم لا، وأنه يعتقد أن الانضمام سيحسن أمنها وأمن المنطقة. وتابع: أن روسيا حذرت مؤخرًا بأن عضوية الناتو المحتملة لفنلندا والسويد ستجبرها على الانتقام عسكريًا. ومثل هذا الخطاب مكروه وغير مقبول ويقول الكثير حول أهداف روسيا النهائية والتي تتجاوز فنلندا أو السويد. فنحن لا تشكل تهديدًا لروسيا الآن أو بأي طريقة أخرى.
وأخيرًا، قالت الصحيفة في ختام تقريرها إن الكثير من السياسيين البارزين في دول البلطيق يرون أن العضوية الفنلندية والسويدية في الناتو ضرورية لتحسين الوضع الأمني على الحدود الغربية لروسيا وسط مخاوف بشأن أوكرانيا وكذلك بشأن بيلاروسيا واستخدامها للمهاجرين لتوجيه الكثير من الضغط على بولندا وليتوانيا ولاتفيا؛ ومن ثم على أوروبا برمتها.. ويقول ماركو ميكلسون، رئيس لجنة الشئون الخارجية البرلمانية في إستونيا، إن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو "يمكن أن يجعل شمال أوروبا بأكملها أكثر استقرارًا وأمانًا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة